أعلنت الحكومة السورية موافقتها على خطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان الرامية لإنهاء الأزمة في سورية. وقال المتحدث باسم مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية أمس إن عنان اعتبر هذا القرار "مرحلة أولية مهمة" لوضع حد لأعمال العنف. وفي المقابل أبدت المعارضة السورية تشككها حيال إعلان قبول النظام السوري لخطة المبعوث المشترك. وذكر المتحدث أحمد فوزي في تصريح خطي أن "الحكومة السورية كتبت للمبعوث المشترك لتبلغه موافقتها على خطته المؤلفة من ست نقاط والتي وافق عليها مجلس الأمن الدولي". وأضاف أن "عنان كتب إلى الرئيس الأسد يدعوه إلى أن تطبق الحكومة السورية تعهداتها فورا". وتابع أن عنان يعتبر قرار دمشق "مرحلة أولية مهمة يمكن أن توقف العنف وإراقة الدماء". كما ستسمح بمعالجة "معاناة" الناس و"توجد مناخا ملائما لحوار سياسي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري". وبعيد ذلك صرح فوزي أن عنان "يعتبر الأمر بالتأكيد تطورا إيجابيا لكن المهم هو التتفيذ". وتنص خطة عنان التي وافق عليها مجلس الأمن في 21 مارس خصوصا على وقف كل أشكال العنف المسلح من قبل كل الأطراف تحت إشراف الأممالمتحدة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق المتضررة من المعارك والإفراج عن المعتقلين تعسفا. وأوضح المتحدث أن عنان الذي يتوقع من الحكومة السورية أن تحترم تعهداتها سيعمل "بشكل عاجل جدا مع كل الأطراف لضمان تطبيق خطته على كل المستويات". وردت المعارضة على موقف دمشق من خطة عنان على لسان المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري بسمة قضماني التي قالت، إن هناك مخاطرة بطبيعة الحال في أن يحاول النظام السوري مرة أخرى الالتفاف على الالتزامات المترتبة على خطة السلام. غير أن قضماني أضافت في إسطنبول "لكن بالرغم من ذلك فإننا سنأخذ هذا الإعلان مأخذ الجد لأنه في حال عدم التزام القيادة السورية ببنود الخطة فستكون هناك ضغوط من قبل روسيا الحليف الأهم لنظام الأسد وسيكون ذلك خطوة مهمة". ورأت أن وقف الاشتباكات حتى ولو كان لفترة مؤقتة يمكن أن يكون في مصلحة كل الناس في سورية، مؤكدة أن "وقف إطلاق النار لساعتين يوميا سيساعد كثيرا". وفي سياق متصل انضمت الصين أمس إلى روسيا في تقديم دعمها لخطة عنان خلال محادثات أجراها في بكين. ودعت الصين طرفي النزاع إلى التعاون مع عنان. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونج لي للصحفيين "نأمل أن تتمكن جميع الأطراف في سورية من المشاركة في جهود الوساطة التي يقوم بها عنان من أجل توفير الشروط لتسوية سياسية للوضع في سورية". وقد أجرى عنان محادثات مع رئيس الوزراء الصيني وين جياباو بعدما نال دعم موسكو لخطته التي تدعو إلى وقف العنف تحت إشراف الأممالمتحدة والانتقال إلى نظام سياسي أكثر تمثيلا. وقال عنان "لا أستطيع القيام بهذا العمل بمفردي، أحتاج إلى مساعدة ودعم، ومساندة ونصائح دول مثل دولتكم لذلك أنا موجود هنا". وأضاف "أعلم أنكم قدمتم مساعدة والمهمة ستكون طويلة وصعبة وأكيد يمكننا إحداث فارق من خلال العمل معا". ومن جهته قال رئيس الوزراء الصيني وين جياباو إن الجهود الهادفة إلى إيجاد حل للأزمة هي الآن "في منعطف حساس". وأضاف أن بيان الأممالمتحدة الذي يدعو إلى إنهاء العنف ووافقت عليه موسكووبكين يعكس "المستوى العالي للقلق والتوافق المهم الذي توصلت إليه الأسرة الدولية بشأن المسألة السورية". وتابع " ستتم تسوية المسألة السورية بشكل عادل وسلمي وملائم عبر وساطة عنان". في المقابل اعتبر الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف أن فكرة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد "قصيرة النظر" ولا تؤدي إلى حل الأزمة السورية. وقال مدفيديف في سيول "الاعتقاد بأن رحيل الأسد يعني حل كل المشاكل هو موقف قصير النظر، كل العالم يدرك أنه في تلك الحالة يمكن أن يستمر النزاع". وأضاف إن الشعب السوري وحده وليس القوى الأجنبية هو من يحدد مصيره.