اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع أمس بيانا رئاسيا توافقيا يطالب بأن تطبق دمشق فورا الخطة التي عرضها المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان لحل الأزمة السورية ويتضمن تحذيرا مبطنا باتخاذ إجراءات دولية. وقد وافقت روسيا والصين -بعد مفاوضات مكثفة بين الدول الكبرى- على نص البيان الرئاسي الذي قدمته فرنسا ويطالب الرئيس السوري بشار الأسد بالعمل في اتجاه وقف العنف وانتقال ديمقراطي، حيث يتضمن فقرة تدعو الحكومة السورية والمعارضة إلى العمل بحسن نية مع عنان في اتجاه تسوية سلمية للأزمة من أجل تطبيق اقتراحه المكون من ست نقاط بشكل كامل وفوري. ويدعو البيان المبعوث العربي الأممي المشترك إلى اطلاع مجلس الأمن بانتظام على جهوده، مشيرا إلى أن المجلس سينظر في ضوء هذه التقارير في اتخاذ خطوات إضافية مناسبة. كما وافق مجلس الأمن على بيان صحافي اقترحته روسيا ويدين التفجيرات التي شهدتها دمشق وحلب مؤخرا. وجاء فيه أن «أعضاء مجلس الأمن يدينون بأشد التعابير «الهجمات الإرهابية» التي وقعت في دمشق في 17 و19 وفي حلب في 18 مارس «آذار» الحالي. وأفصح عضو المكتب المركزي للمجلس الوطني الوطني السوري المعارض الدكتور رضوان زيادة ل«عكاظ» أن البيان الرئاسي يأتي بعد أن أفشل تحفظ روسي صيني التوصل إلى صيغة توافقية حول مشروع القرار الذي قدمته فرنسا لمجلس الأمن أمس الأول، لافتا إلى أن البيان غير ملزم ولا يملك سلطة التنفيذ إلا أنه يساعد عنان في مهمته لوقف المجازر بحق الشعب السوري. وأكد دبلوماسيون أن دولا أوروبية لا تزال ترغب في استصدار قرار ملزم في مجلس الأمن حول الأزمة السورية. وقال السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة جيرار آرو تعليقا على البيان الرئاسي «إنه خطوة صغيرة من قبل مجلس الأمن في الاتجاه الصحيح». كما وصفت سوزان رايس، السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة بيان مجلس الأمن بأنه «خطوة متواضعة» قائلة إنه «رغم أن هذه خطوة متواضعة، إلا أنها خطوة إلى الأمام اتخذها مجلس الأمن الدولي باتجاه تبني نهج موحد أكثر بشأن الأزمة في سوريا». واعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون البيان خطوة إيجابية قائلة في تصريحات للصحافيين «إن الخطوة التي اتخذها مجلس الأمن المنقسم حيال الأزمة في سوريا إيجابية». وأضافت «نقول نحن والمجتمع الدولي للرئيس الأسد ونظامه، اسلك هذا الطريق والتزم به، وإلا فإنك ستواجه المزيد من الضغوط والعزلة». ومن جانبه رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالبيان. وقال «أحث السلطات السورية على اغتنام هذه الفرصة لوقف سفك الدماء وإظهار التزامها بتطبيق خطة كوفي عنان». ووصف مندوب الصين الدائم في الأممالمتحدة بيان مجلس الأمن بأنه خطوة إيجابية باتجاه التوصل إلى تسوية سياسية للازمة، داعيا دمشق إلى وقف العنف فورا.