يتشبث الرئيس الاتحادي الجديد محمد الفايز بقناعاته الإدارية التي اكتسبها من عمله الرسمي والخاص طيلة 45 عاما ويراهن على أنها ستكون نافذة الاتحاد الجديد نحو الإنجازات والبطولات، وفي الوقت الذي يرفض فيه أن يطلق وعودا بتحقيق البطولات لأنصار العميد يؤكد أن مهمته الأولى والأخيرة هي إعادة هيبة النادي وتصحيح الأوضاع التي نخرت في منظومته الإدارية وقادته إلى التراجع في مختلف النواحي الفنية والإدارية. في مساء رمضاني باغتناه بزيارة إلى منزله بينما هو مشغول بالإعداد للموسم الجديد لنتعرف عليه عن قرب وننستطلع رؤاه في كثير من التفاصيل ذات الصلة بالنادي وخرجنا منه بمحصلة من الإجابات حول مستقبل العميد في هذا الموسم وموقفه في البطولة الآسيوية وتقييمه للعمل الإداري في السنوات الماضية، وكيف يمكن له الخلالص من شراك الديون الضخمة التي يعانيها النادي ودور أعضاء الشرف في دعمه ومجموعة من التفاصيل الأخرى تقرأونها في السطور التالية: • لنستهل الحديث عن منصبك الجديد رئيس مجلس إدارة الاتحاد، كيف تم ذلك وما سر هذا التحول بعد أن كنت رئيسا لأعضاء الشرف؟ • لم أبحث عن المناصب ولا الوجاهة لكنني محب مخلص للاتحاد ولهذا وجدت نفسي تواقا لخدمته في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها، فالاتحاد عشق توارثناه في عائلتنا من جدي فوالدي كما أن أخوالي كذلك هناك هشام ناظر وهو داعم عبد الفتاح ناظر (رحمه الله) وكان من الذين وضعوا الأسس لعميد أندية الوطن، أما سر التحول فقد كان تنفيذا لرغبة شرفيين فاعلين طلبوا مني الترشح للرئاسة ووافقت تنفيذا لطلبهم، كما بشأن رئيس هيئة أعضاء الشرف فأخبرت أنني لم اعتمد بعد في تلك الفترة، رغم أن الجميع كان يتفق علي و يدعموني وفوجئت بأن ذلك لابد أن يكون بوجود إدارة معتمدة، وللأسف إدارة اللواء محمد بن داخل استقالت ونظاميا ليس من الممكن أن يكون هناك أعضاء هيئة شرف فوصلني خطاب من رعاية الشباب أنه لا يمكن أن تقوم بمهام رئيس أعضاء شرف إلى أن يتم اختيار إدارة بالانتخابات، وبعد فتح باب الترشيح لرئاسة النادي وبعد تعرفي على الملفات التي تقدم بها المرشحون لم أجد للأسف ما يقنعني ولا أذم أحدا، ووجدت أنني قادر على ذلك من خلال درايتي بعلم الإدارة قبل كرة قدم وأنني قادر على ذلك سيما بعد تعثر ملف مجموعة المستقبل ووجدنا فراغا إداريا لابد من إشغاله فتقدمت وحققت التفوق. • ثلاثة رؤساء مروا على الاتحاد في ثلاثة أعوام ألا يقلقك ذلك؟ • لا يقلقني ذلك إذ وجدت أشياء كثيرة يشوبها الخلل وعدم التنظيم وأنا مكمل لمسيرة من سبقوني، وجئت لإعادة هيبة النادي ومنذ الاجتماع الأول لمجلس الإدارة اتفقنا أن نعمل على تفعيل «الحوكمة» في النادي وتطبيق النظام المؤسساتي عليه وكأنه شركة تجارية ذات سياسات وإجراءات ولوائح خاصة وهيكل تنظيمي وجدول دوام ثابت وتفعيل لمبدأ الثواب والعقاب، فالأندية مقبلة على الخصخصة التي لن تجدي بغياب الحوكمة. انتقاد وقبول • هاجمت الأنظمة القديمة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب بعد أن ترشحت رئيسا لأعضاء الشرف لكن بعد أن توليت الرئاسة، اختفى الانتقاد ماسر ذلك؟ • لم أهاجم الرئاسة لكن أزعجني أنني لم أستطع الاستمرار في مهمتي رئيسا لأعضاء الشرف لوجود لوائح مخالفة لهذا الأمر، ليس لدي عداوات مع رعاية الشباب بل الوفاق بيننا وكل ما في الأمر أننا انتقدنا جزئية بعينها حالت بيننا وبين تطبيق النظام. • أعضاء إدارتك ليس لديهم خلفية سابقة في العمل الإداري في النادي، كيف تستطيع أن تدير منظومة العمل؟ • جميعهم لديهم خلفيات إدارية كل حسب مجاله فمنهم المحامي والمحاسب ومدير شركة علاقات عامة وشركة تجارية وجميعهم تكنوقراطيون ورجال أعمال، ونحن ندير النادي بأنظمة الشركات وليس باعتباره فريق كرة قدم فقط، ونحن الآن وزعنا المهام على جميع الأعضاء العشرة بدءا من الألعاب المختلفة ومرورا بالشؤون الإدارية والعلاقات العامة وانتهاء بالمتحدث الرسمي لمجلس الإدارة، وأستدل هنا بمقولة للشعراوي (يرحمه الله) حين قال «المدير يدير ولا يعمل وإن عمل أصبح عاملا»، فهم سيديرون الملفات وينتقون من ينفذ رؤاهم باحترافية عالية. حلحلة العقبات • قيل إن ميزانية الاتحاد قد تتجاوز 166 مليونا، كيف سيتم تصريف تلك الملايين في إدارتكم وفق الظروف الحالية؟ • هذا رقم مبالغ فيه ولا نحتاجه أصلا فالنادي توفر له مائة وتسعة ملايين مداخيل ويصرفها ويتبقى عليه ديون لا تتجاوز أربعة ملايينن، ونحن سنعمل على موازنة الصرف على كل بند من بنود النادي من كرة القدم وكل الأنشطة بما فيها الإدارية والخدمية، ونبحث في مجلس الإدارة كيفية تنمية الموارد المالية حتى تحقق الموازنة، إذ لدينا عقود مع STC والتلفزيون الناقل للمباريات وستتجاوز مداخيلنا المائة مليون لكنها لا تصل إلى 166 مليونا، ونحن قادرون على توفير ثلاثة أرباع الميزانية من خلال ذلك والربع الأخير متروك للجماهير وليس صعبا عليهم تغطيته، ولو حصل كل فرد على بطاقة عضوية عامل التي هي بمائتين وأربعين ريالا في السنة لن نحتاج إلى أحد، فضلا عن دعم أعضاء الشرف. عقوبة الآسيوية • خسارة البطولة الآسيوية هل ستعني الرحيل المبكر للفايز؟ • لن يكون ذلك والمنافسة الشريفة تقتضي القبول بالخسارة قبل الانتصار وسأرحل في حالة واحدة إذ اختلت منظومة العمل الإداري وفشلت في ذلك، وقلتها للجماهير أنا لا أعدكم ببطولة لكنني أعدكم بإعادة هيبة النادي والتي أراها في التنظيم، وتحقيق اللقب مسؤولية فنية فالمدرب مسؤول عن ذلك وقد قالها لي شخصيا الآسيوية هدفي الأهم، وهو من طلب اللاعبين الذين تم شراء بطاقاتهم أخيرا وهم سوزا، الشربيني، كمبابي، وفضل بقاء فوزي عبدالغني معنا، ودعيني أسأل جميع الفرق خرجت السنة الماضية من البطولة لماذا لم يقل أحد لهم ارحلوا، بقاء الرئيس ليس مرهونا بتحقيق بطولة وإنجاز بل بالعمل الذي يؤديه. • كسبت ثقة بعض اللاعبين ووقعوا على عقود بيضاء، ماذا يعني لك ذلك؟ • قابلت اللاعبين وتعرفت إلى مشاكلهم المادية والمعنوية مع النادي واتفقت معهم حتى وصل الأمر ببعضهم ولن أذكر أسماء قال لي سأوقع العقد على بياض كأني استلمت حقي، ذلك لأنني نجحت في زراعة الثقة فيهم وقلت إذا وثقتم بنا لن أخذلكم. • ولماذا كانوا مع الإدارات السابقة بلا هذه التضحيات؟ • لأن أولئك كانوا يعدون ولاينفذون ففقدوا الثقة فيهم لكن حقوقهم لن تذهب، وعندما جسلست إليهم وجدتهم شبابا ناضجا مخلصا وأعطيناهم دفعة من حقوقهم، وقالوا ادفعوها لاحقا حين تنفرج ضيقة العميد المالية وهنا مضرب مثل للتضحية الحقيقية. • شقيقكم زهير الفايز رفض رئاستكم للاتحاد وكان معارض لذلك لكنك قبلت بنصيحة ابن أختك أحمد محتسب، لماذا كان هذا الرفض؟ • أخي زهير اتحادي أكثر مني ونصيحته خوفا علي لكبر سني وخشية من مواجهة الضغوطات والتعب، لكنني شعرت بمقدرتي على أن أدير النادي مستفيدا من خبرة 45 سنة، إذ عملت في الهندسة مديرا من مشاريع إلى شركات ومجالس شركات وأردت أن أعطي من خبرتي لغيري، وتعلمت أربعين سنة وسأنقل خلاصتها للشباب وسيكون ذلك صدقة جارية لي. • أكثر من 30 مليون ريال ديون النادي، كيف ستسدد هذه الأموال؟ • هي ديون متفرقة فلاعبونا لهم عشرة ملايين وهناك عشرة أخرى ديون متفرقة من فنادق ومستلزمات وهناك عشرة ثالثة التزامات على النادي، ولكن سوف تسدد بإذن الله، وسأقوم بجولة على أعضاء الشرف ومحبي للنادي الذين وعدوني بالدعم وطلبوا مني عدم ذكر أسمائهم محبة في النادي وأكثرهم يعرفونني كرجل أعمال ومدير في الشركة سابقا، واعتبر العمل في «الاتحاد» من الأعمال الخيرية كونه سيفيد الوطن والشباب. ميزانيات مشبوهة • أسريا سيختلف الوضع أين سيكون موقعها من أجندتك المقبلة سيما أن الاتحاد سيأخذ 90 % من الوقت؟ • لدي أسرة تعينني على النجاح ابنان في الخامسة والثلاثين وبنت واحدة في سن الأربعين ومجموعة من الأحفاد الذين يشعلون الحيوية في داخلي، ولا أنسى بر والدي (حفظهما الله) اللذين ما فتئا يحثانني على عمل الخير وأحرص على برهما، ووقتي كله للاتحاد فأنا متقاعد وسأتفرغ للاتحاد وأسرتي. • كشف حساب الميزانية السابقة كان مثيرا للشكوك والشبهات، وظهر عيد الجهني وطلعت لامي وأحمد فتيحي يطالبون بمعرفة مصير الأربعة وعشرين مليونا التي سجلت ضد مجهول مادور رئاستك في ذلك؟ - هذه مسؤولية رعاية الشباب وعليها أن تحضر محاسبين ومدققين ماليين وتنظر في الميزانية وتحاسب المقصر أما نحن فميزانيتنا ستكون واضحة ومعلنة، وبالنسبة لعيد الجهني الذي عقد مؤتمرا صحفيا قال فيه إنه دفع ثلاثة ملايين ولديه مستندات تثبت أنه دفع أكثر من 23 مليونا ويطالب برد الاعتبار، نقول له أعطنا المستندات لنقول هذا الرجل دفع هذا المبلغ. • تردد كثيرا مفردة الهيبة والاستقرار لكن الجمهور يطالبك بالبطولات؟ • هذا غير صحيح الجمهور يهتم بالهيبة والاستقرار قبل البطولات لأن توفرها سيكون نافذة لإنجازات عدة وكبيرة وهو واقع يجب أن يفهمه الجميع الاتحاد ناد عريق لا تعنيه بطولات عابرة بل يهتم بأن يقدم المستوى والنتيجة ويحصد الإنجازات بثقة وهنا لا أعد الجماهير ببطولة نهائيا، وأقول لجماهير نادي الوطن عليكم أن تتفاعلوا معنا ليكون دوركم فاعلا وصوتكم مؤثرا كما هو حال جمهور ناديي برشلونة وريال مدريد، إذ إن ميزانيتهما من الاشتراكات وجمعياتهما العمومية التي يحضرها أكثر من مئة ألف شخص للانتخاب، ليس على مستوى الذكور فحسب بل إن لدينا في الاتحاد سيدات يمتلكن بطاقات عضوية وإن كانوا بنسب قليلة ومن يحصل على بطاقة عامل بمائتين وأربعين ريالا يحق له حينها أن ينتقد ويصوت.