رئيس الاتحادين العربي والسعودي لكرة السلة الأمير طلال بن بدر شخصية رياضية فرضت احترامها في الوسط الرياضي إذ جاءت بداية نجاحاته عندما تقلد منصب نائب رئيس النصر فأهلته خبرته الإدارية أن يستحق الثقة بتكليفه بمهام رئاسة اتحاد السلة الذي انطلق منه لرئاسة الاتحاد العربي، وظهرت بصماته محلياً وعربياً.. "دنيا الرياضة" واجهت الأمير طلال بأسئلة حول اللعبة والأحداث الرياضية بشكل عام عبر الحوار التالي: * في البداية بودنا أن تحدثنا عن السبب في ابتعاد كرة السلة السعودية عن البطولات خارجياً؟ - هناك بعض الأسباب يمكن تعود للإتحاد عندما توسع ببرامجه وبالنقل التلفزيوني وبالتواصل مع الإعلام كانت هناك نقلة نوعية جديدة لكن الجديد هذا أصبح قديما للإعلام الذي يبحث دائماً عن المثير والجديد دائماً، وبالنسبة لنا لدينا برامج كثيرة ننفذها، هدفنا الأول في الإتحاد هو نشر اللعبة في المملكة، وخدمة الشباب وخدمة الوطن من هذا المجال، إضافة للإشراف على البطولات المحلية بشكل عادل لجميع الأندية، لإضافة إلى تطوير القدرات الفنية للحكام واللاعبين وللمدربين والإداريين، ومن وجهة نظرنا أن تعريف النجاح هو من خلال تطبيقنا لهذه الأمور. * على مستوى الاندية النتائج غائبة ايضاً. - مثل ما يقول الجميع عندما تعمل لابد من سلبيات وإيجابيات، في بعض الأحيان لابد من الرضا ببعض السلبيات من أجل كثير من الإيجابيات، وهذا سبب رئيسي مثلاً فيما يخص اللاعب الأجنبي، والذي أضر بمستوى اللاعب السعودي حسب وجهة نظر فنية بحتة للجميع، وتداركنا هذا الشيء في الوقت الراهن، وكان لنا هدف من تواجده بالدوري السعودي من أجل جذب الأنظار ورفع المستوى الفني للاعب السعودي، وكنا نعلم أنه سيكون له سلبيات، لكن الإيجابيات في تلك الفترة تغطي على السلبيات الموجودة، والآن بعد أن تحقق المرجو بعد أن أصبح الإتحاد متابعا إعلاميا وبرامجه متابعة بشكل كبير وخاصة تلفزيونياً، وليس من المنطق أن أطالب الجمهور السعودي أن يشاهد مباراة مستواها الفني متدن، وبالتالي نحاول أن نرفع من المستوى بشكل كبير لذا استعنا باللاعب الأجنبي رغم مضرته على المنتخبات السعودية واللاعب السعودي، والنقطة الثانية هو أنه لا يوجد لدينا اهتمام في المجتمع السعودي سوى بكرة القدم، مع إهمال الألعاب الأخرى ولا يوجد تأسيس للاعب السعودي سوى بكرة القدم، وهذا سبب رئيسي؛ فيما يحدث لأغلب الألعاب، ونحن الآن أخذنا قرارا في مجلس الإدارة بعد أن استفدنا من النقاد الرياضيين والفنيين للعبة واستجبنا مع رغبتهم في تقليل عدد اللاعبين الأجانب إلى لاعب واحد فقط، ونتمنى أن يحقق المرجو في المستقبل للسلة السعودية. * هل لاعب أجنبي واحد فقط مفيد؟ - هناك الكثير من الأندية المشاركة في الدوري تحتاج للاعب الذي يمثلها بشكل جديد في البطولات الخارجية، لأنه في السابق كانت الأندية التي لديها لاعبون مميزون محصورون بفريقين، ونحن بدورنا جئنا ببرامج جديدة بدعم من الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل وغيرنا الكثير من المفاهيم، أهمها موضوع حرية انتقال اللاعب الهاوي لناد آخر، وهذا موجود فقط في إتحاد السلة، وبالتالي أعطت فرصة للاعب كرة السلة أن يجد له فرصة بناد آخر بدلاً من أن يقفل عليه في ناديه لخلاف إداري أو فني أو مثلاً انتقال عمله لمدينة أخرى أو خلافه، الآن استطاع لاعب كرة السلة السعودي أن يتنفس بحرية في ناديه. سموه في حديثه للزميل سعدون العويمري نشر اللعبة * ماذا عن الخطوة التي قمتم بها من أجل نشر اللعبة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، هل نجحت؟ - بالنسبة لنشر اللعبة لدينا مشروع وقعناه مع وزارة التربية والتعليم بدعم من الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل وبالتعاون مع إدارة النشاط الطلابي بالتربية، في العام الماضي درست كرة السلة في أكثر من 370 مدرسة في أربع مناطق تعليمية، أكثر من 130 ألف طالب مارسوا كرة السلة لمدة ثلاثة أشهر كحد أدنى خلال السنة الدراسية، وفي المستقبل سنحصل على جمهور كبير يحب لعبة كرة السلة لأنه مارسها منذ الصغر ويعرف قوانينها، وتركيزنا مع مشروع "سلة مدارسنا" في تقدم مستمر، ونتمنى أن يكون هناك دعم كبير لهذا المشروع من التجار، ونحن نطمح لأن نصل لعدد 250 ألف طالب يمارس هذه اللعبة في السنتين القادمتين ونتوسع كل عام، لأن هدفنا نشر اللعبة وبناء المستقبل لأنه يمكن أن هناك من يعملون للمستقبل القريب، وأنا أشاهد بعض المسئولين الذي يحرصون على التصوير مع الكؤوس ومع منتخبات ويدفعون مبالغ طائلة لعدد محدود من الشباب السعودي الذي يستفيد من ذلك، ونحن ميزانيتنا المحدودة أوجدت من أجل خدمة شباب الوطن ولكي يستفيد منها شريحة كبيرة ومن وجهة نظرنا بناء اللعبة مستقبل في المملكة. * شاهدنا عددا من المنتخبات العربية تجنس لاعبين، وبالتالي أصبحت تنافس على مستوى القارة في كرة السلة، شخصياً هل تؤيد التجنيس؟ - لا، هنا يجب أن نعلم ما هو هدفنا وهدف الرياضة في المملكة، هل هو من أجل المنافسة على بطولات خارجية وكؤوس، أم خدمة الشباب السعودي ونشر الرياضة، أنا من وجهة نظري هو الهدف الثاني خدمة الملايين من الشباب الذي لديه قدرات ويرغب في مساعدته، سواءً في الأحياء أو الشوارع أو حتى المدارس، هنا أحط مجهودي ومواردي المادية بدلاً من وضعها على 12 لاعبا لأنني أتمنى أن أحطها على 120 ألف لاعب، وهنا يختلف الفكر والهدف بين إتحاد وآخر، هل أنا مهيأ أم لا، لأن هناك منتخبات وصلت لكأس العالم والميزانيات الضخمة التي رصدت من أجل الوصول ما هو المردود منها، والمتابع الرياضي يمكنه الرؤية ومعرفة الفرق، وبالتالي يجب أن يعلم كل إتحاد إمكانياته ونحن نعترف أننا غير مؤهلين للمنافسة على بطولة قارية، وبالتالي لماذا أهدر مواردي المادية والبشرية في هدف أعلم أنني لن أصله. موجة الانتقادات * اتسعت في الآونة الأخيرة مظلة النقد وطالت جميع الألعاب الرياضية أين تقف من هذه الموجة؟ - منذ عامين اعتمدت نقلة نوعية وكبيرة للرياضة السعودية من خلال إيجاد 50 بالمائة من أعضاء الاتحادات عن طريق الانتخابات، للأسف هؤلاء يتناسون هذه النقلة التي حدثت في الرياضة السعودية في الفترة الماضية، وهذي من أهم الخطوات التي للأسف لم يعد أحد يذكرها، وبدأ بعض الأصوات التي أسميها "النائمة" والتي لا تعمل تنتقد من يعمل ومن تم انتخابه وتطالبه بالاستقالة، وأحب أن أقول لا يمكن أن تطالب عضو منتخب بالاستقالة هذا أولاً، ثانياً يجب أن تكون هناك خطوط حمراء حتى في الطرح، حرية الانتقاد يجب أن يكون هناك هدف سام إذا كان الانتقاد لأهداف شخصية أو مطامع فهنا فيجب أن تكون الخطوط الحمراء طوال الوقت، وهذه الأصوات تعبر عن خلفيتها الرياضية وعن فكرها، ولكنها لم تعطنا حتى الآن وصفة علاجية نقدية فنية حقيقية هادفة للوضع الرياضي، وأحب أن أؤكد أن المسئولين لم يوضعوا من أجل خدمة ناد أو من أجل أن يكونوا بين صراعات أندية وإعلام أندية، بل وضعوا لخدمة الملايين من شباب الوطن، وللأسف العلة بإعلام الأندية الجماهيرية الذي أصبح يسيء لرياضة الوطن، لأنه أصبح يتحدث من خلفية النادي وليس من أجل الوطن، وهنا على سبيل المثال أنا كنصراوي خدمت نادي النصر نائب للرئيس مع أخي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن سعود ووصلت مع الفريق لكأس العالم للأندية في البرازيل قدمت تهنئتي لشقيقنا نادي الهلال بعد أن حصل على لقب نادي القرن في آسيا من منصبي رئيس للإتحاد السعودي لكرة السلة، وأتأسف وأتحسر على بعض "الجهلاء" من الطرفين الذي يستنكر على الهلال لقب القرن وهو ناد سعودي نفتخر فيه، من البعض سواءً نصراويين أو جميع الرياضيين، وأنتقد وأستصغر من ينقص من وصول النصر في وقت سابق لكأس العالم للأندية، ومن يقلل من تميز نادي الإتحاد في العشر سنوات الماضية على المستوى القاري والعربي، ومن يقلل من المنتخب لأن لاعبه المفضل غير موجود، ويتحدثون من خلفيات أندية، وللأسف هذه الأصوات هي النشاز التي طلعت. **** الهلال يستحق اللقب القاري * كيف ترى حصول فريق الهلال على لقب فريق القرن الآسيوي مؤخراً؟ - أرى أنه شرف لنا كسعوديين أن يحقق فريق كالهلال لقب فريق القرن الآسيوي، ومع أنه كان منافسا لي عندما كنت أعمل كإداري في نادي النصر، إلا أنني أحترمه بشكل كبير ونادي الهلال ناد وطني سعودي حتى لو كان معه منافسة داخل الملعب يجب أن لا تتعدى أرض الملعب، وأنا أبارك لهم في هذه المناسبة مره أخرى، وبهذه المناسبة أتمنى من الإتحاد الآسيوي أن يعطي الكرة السعودية حقها المتميز سواءً عن طريق المنتخبات أو الأندية وهو حق مستحق مسلوب، وأتمنى أن لا يكون هناك ربط بين مصالح دول جوار من غيره وخلافه. * لماذا لم يهنئ النصراويون الهلال بلقب القرن الآسيوي؟ - لا أعرف بصراحة لماذا لم يهنئوا الهلال، مع أنني أتوقع أن الأمير فيصل بن تركي شخص عاقل وواع ويفهم المعنى الصحيح للرياضة، وأن فرح أخي الهلالي بإنجاز خارجي هو بالنهاية لرياضة الوطن، وأحب من هنا أن أشيد بما تقوم به إدارة النصر من عمل كبير، وأتمنى أن يستمر على الأقل لخمس سنوات لأنه بدأ ينتشل النصر مما كان عليه، وأنصحه نصيحة أخ محب بأن ينتبه لمصالحة نادي النصر ويترك كثيرا من المعارك الجانبية الهامشية التي تأتي أحياناً من جمهور أو إعلام غير واع وأن يركز فقط على الفريق وعلى نادي النصر بشكل عام. النصر يحتاج إلى وقت * هل تعتقد أن النصر مؤهل للحصول على البطولات حالياً؟ - جمهور النصر مستعجل على البطولات وهو من حقهم، ولكن يجب أن يعلم المشجع المحب للنصر أن أخطاء أكثر من 20 سنة لا تستطيع أن تصححها في ثلاث سنوات أو أربع، يجب أن تأخذ وقتك الكافي من أجل تصحيحها ويجب أن نعترف كنصراويين أننا أخطأنا في الفئات السنية تحديداً والآن ندفع الثمن، ويجب أن نركز على القاعدة مستقبلاً، ويجب إعطاء الإدارة الحالية فرصة لخمس سنوات قادمة. * هل ترى أن الأمير فيصل بن تركي أخطأ عندما وعد الجمهور ببطولة هذا الموسم؟ - أنا من وجهة نظري أن الإدارة الحالية عملها أكثر من إيجابي، ومهما عملت يجب أن تظهر سلبيات ويجب أن لا يضع نفسه بموقف محرج ويعد جمهور النصر ببطولة، مع أنني متأكد من أنه لم يعد بل تقول على لسانه، وأنا تحدثت معه بهذا الموضوع وطالبته بعدم الوعد إلا بعد أن يتحقق الإنجاز، وأنا أشفق عليه من العمل الجبار الذي يقوم به في الفترة الحالية ومن العمل المطلوب منه في المستقبل.