إن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى عقد قمة إسلامية استثنائية، وفي الأيام الأخيرة من شهر رمضان تهدف إلى إيجاد حلول للتحديات والمصاعب والأزمات التي تمر بها الأمة الإسلامية من تناقضات وحروب وحركات اعتراضات على أنظمة سياسية. لا سيما أن الرسوم العريضة في العلاقات الدولية ترسم اليوم في بداية القرن الواحد والعشرين. والدعوة أتت من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تأكيدا على دور المملكة المحوري في إيجاد الأرضية الصلبه والمشجعة للحوار البناء، والرمزية الكبيرة التي يمثلها الملك عبد الله كرجل مبادرات في لحظة الأزمات الخانقة والشواهد على ذلك كثيرة؛ من أجل تجنيب العالم الإسلامي التداعيات والنتائج المتأتية من حركة التغيير التي شهدها العالم العربي والإسلامي في الفترة الأخيرة والتي سميت بالربيع العربي وهي حركة تستوجب العمل الحثيث لمواكبتها، والعمل على عدم تحريفها وإجهاضها. فما تشهده اليوم ساحات الدول العربية والإسلامية يوجب انعقاد هذه القمة في أرض مقدسة إسلامية. وبدعوة من دولة تمثل مرجعية عربية وإسلامية ودولية. الأزمة السورية اليوم تمر في مرحلة حرجة وصعبة ليس إقليميا وحسب، بل ودوليا أيضا هي مرحلة تشهد تعقيدات داخلية وإقليمية ودولية مما يجعل القمة الإسلامية الاستثنائية محطة مهمة لا، بل مفصلا تاريخيا وهي مطالبة بطرح حلول ومبادرات شجاعة لتجنب حالة العنف المجنونة التي تعيشها سورية وضحيتها الوحيدة هي الشعب السوري. القمة الاستثنائيه تأتي لتضع النقاط على الحروف مستعيدة المبادرة العربية، ومؤكدة على أن لا حل لهذه الأزمة إلا عبر البوابة الإسلامية والعربية وذلك عبر تفاهم الدول الإسلامية من أجل وقف حالة العنف، ومن أجل قيادة الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في هذه الدولة الشقيقة. المسألة الفلسطينية اليوم بحاجة للدعم الإسلامي والعربي أكثر من قبل لا سيما أن المنطقة تشهد اليوم نوعا من التغيرات على الساحة الإقليمية. لذلك المسألة الفلسطينية اليوم مطلوب من القمة تجاهها قرارات أكثر وضوحا. قرارات سياسية ودولية قوية تدعم مسيرة الشعب الفلسطيني في سعيه لانتزاع الاعتراف الدولي بدولته القابلة للحياة، وعبر كل ذلك تكون قمة مكة قمة استثنائية تاريخية مفصليه في مسيرة الدول الإسلامية.