يكتفي رجل الدوريات الأمنية في العاصمة المقدسة بحبات من التمر وماء للإفطار داخل مركبته أثناء أداء مهمته، في حين يضطرون لتناول السحور داخل الدورية، ليقدموا خدماتهم الأمنية والإنسانية كما يجب. «عكاظ» بدورها رافقت العريف محمد الهلالي خلال أدائه دوريته على المنطقة المركزية قبيل الإفطار، ولمست تعامله الراقي مع الجميع بمختلف شرائحهم وفئاتهم. وبدأت الجولة بتمركزه في أحد المواقع للتعامل مع البلاغات التي تصله من طريق غرفة العمليات، إذ وصله بلاغ عند الساعة السادسة عن شجار وقع بين معتمرين قرب أحد المحال التجارية في منطقة الغزة وتوجه إلى الموقع فورا وعمل على احتواء الموقف بين الطرفين بحكمة وإنهاء خلافهما الذي نشب بسبب قطعة ملابس. ليعود العريف الهلالي إلى موقعه مرة أخرى وعند وقوفه وجد معتمرة مسنة تدفعها ابنتها بعربة علقت في أحد الأرصفة، فما كان من رجل الدوريات إلا النزول من مركبته ومساعدة المسنة وابنتها على تجاوز الرصيف الذي علقت فيه، ما رسم الفرح على محيا المسنة التي شكرته ودعت له بالتوفيق. وقبيل الإفطار بربع ساعة، تلقى العريف محمد الهلالي بلاغا من غرفة العمليات على خلفية شجار عند مطعم فول بين مواطنين حول دخول أحدهما على الآخر تحولت إلى شجار بالأيدي تطلبت استدعاء الدوريات حيث قام العريف بتحرير محضر بالحادثة وتسليم القضية لقسم الشرطة. وأوضح العريق الهلالي أن العمل في رمضان تطغى عليه الروحانية، من خلال العمل الإنساني الذي يقدمه أفراد الدوريات الأمنية لمساعدة المواطنين والزائرين وتسهيل أمورهم، ملمحا إلى أنه يعيش لحظات سعيدة حين يتلقى دعوة صادقة من أي شخص يقدم له خدمة أو يذلل المعوقات التي تعترضه. وذكر الهلالي أن العمل الميداني في الدوريات الأمنية يعنى بخدمة الجمهور بشكل مباشر ويتطلب التواجد على مدار الساعة في كل المواقع، خصوصا الميادين التي تشهد حشودا بشرية لأن نسبة وقوع المشكلة أكبر، مبينا أن رجال الأمن يضطرون إلى تناول الإفطار في مركباتهم إذا رفع أذان المغرب وهم على رأس العمل. وأكد الهلالي أنهم يتلقون توجيهات يومية من قائد الدوريات في العاصمة المقدسة العقيد سعيد القرني بالتعامل مع الصائمين والمعتمرين بالشكل الأمثل وأن نركز على العمل الإنساني وتمثيل أفراد الدوريات الأمنية بشكل مميز.