كشف قائد دوريات الأمن في العاصمة المقدسة العقيد سعيد القرني عن تلقي غرفة عمليات دوريات الأمن في العاصمة المقدسة نحو 15 ألف اتصال يومياً عن طريق 10 خطوط لاستقبال البلاغات. وأشار إلى الرصد الدقيق للحركة البشرية في المنطقة المركزية وأحياء العاصمة المقدسة من خلال 300 كاميرا موزعة في مكةالمكرمة، منها 30 كاميرا للمنطقة المركزية، مزودة بنظام تقني جديد يتتبع المركبات الرسمية لتحديد موقعها و توجيهها للتدخل في الحالات المطلوبة منها بحسب قربها من موقع الحدث. وأبان العقيد القرني في حديث ل «عكاظ» أنه تم البدء في تطبيق خطة موسم رمضان، ودعمها بعدد من الضباط والأفراد كمساندين، مشيراً إلى تقسيم العاصمة المقدسة إلى خمس مناطق، وورديات ميدانية بواقع ست ورديات، كل منها مدعمة ب 160 دورية ميدانية، إضافة إلى 30 دورية سرية، و30 دورية من قسم المهمات والواجبات، بإجمالي 220 دورية في الوردية الواحدة. و أضاف أن هذا العام شهد استحداث فرق أمنية سرية للمنطقة المركزية تستخدم الدراجات النارية المدنية لمتابعة الأحوال الأمنية عن كثب في ظل تعذر وصول المركبات الرسمية أو المدنية بسبب الكثافة البشرية والآلية في المنطقة المركزية، كما تم هذا العام استحداث مراكز أمنية حول الحرم أشبه بمخافر شرطة مصغرة، مهمتها تتبلور في مباشرة الأحداث الأمنية والمهمات الإنسانية وإرشاد التائهين وإسعاف المصابين وتقديم العون والمساعدة للعجزة والمصابين بأسهل الطرق وأسرعها. ولفت القرني أن مهمة المنطقة المركزية تم إسنادها لضابطين على مدار الساعة، مؤكداً أن غرفة العمليات في دوريات الأمن تباشر مهامها على مدار الساعة حتى في أوقات الصلوات والإفطار، إذ أن رجل الأمن الموجود في غرفة العمليات أثناء فترة صلاة المغرب يتناول وجبة إفطاره على طاولة عمله، لكي نستطيع التواجد في جميع الأوقات ولا نهمل اتصالات المواطنين الذين يكونون في ذلك الوقت في أمس الحاجة للرد عليهم و مساعدتهم. و أشار إلى أن العمل الميداني يتم ضبطه لا سلكياً من خلال قناتين يتم التواصل فيها مع الزملاء الميدانيين، إضافة إلى وجود نظام تتبع، ملفتا إلى أنه من المهام الإضافية الموكلة لدوريات الأمن مساندة الجهات الأخرى في تنفيذ مهامها ومن ضمنها لجنة مكافحة التسول ولجان المرور. وأوضح القرني أنه في حال تلقي بلاغ أو رصد مشكلة ليست من اختصاصنا أو مهامنا يتم تمرير البلاغ إلى غرفة العمليات المشتركة والمزودة بخطوط ساخنة مع جميع الجهات الأخرى وكذلك تمثيل لجميع القطاعات، إذ تقوم بدورها بإيصال المعلومة بأسرع وقت ممكن ليتم التعامل معها من قبل الجهة المستقبلة للحالة. وأردف القرني تبرز أهمية العمل الميداني أثناء أوقات راحة الناس لقطع الطريق على ضعاف النفوس، مضيفاً أنه لا يسمح لرجال الأمن الموجودين في الدورية من الانسحاب أثناء وقت الفريضة، إذ يتم التنسيق فيما بينهم لأدائها، وكذلك الحال في وقت الإفطار، إذ يتم تناول الوجبة داخل مركباتهم. وأكد القرني أنه و منذ بداية شهر رمضان المبارك وحتى الآن لم تسجل أية حالات سرقة أو نشل للمعتمرين أو مركباتهم، مضيفاً أن دوريات الأمن تصدت لبعض من يتولى تهريب سيارات المعتمرين من الحجوزات، وتحويلهم لقسم الشرطة الذي يتخذ بحقهم الإجراءات النظامية. وأشار القرني إلى أن جميع الاتصالات التي تتلقاها غرفة العمليات مسجلة، و يمكن الرجوع إليها وقت ما يتطلب الأمر من خلال رقم المتصل و معرفة تفاصيل المكالمة، ملفتاً إلى أنه في حال تعرض غرفة العمليات لإزعاج من متصل فإنه يتم التخاطب مع الشرطة وإحضاره واتخاذ الإجراء الرادع في حقه. «عكاظ» خلال مكوثها نحو ساعتين قبيل الإفطار داخل غرفة العمليات، رصدت عدداً من الاتصالات الطريفة التي يتلقاها رجال الأمن منها: • بلاغ عن شجار حدث بين مقيم عربي وصاحب محل لبيع ملابس بعد أن رفض البائع إعادة ملابس اشتراها المقيم العام الماضي لابنه ولكنها لم تكن بمقاس طفله ما دفعه لحفظها لمدة سنة كاملة، وعند عودته إلى مكة توجه إلى المحل مطالباً بإعادتها ورد نقوده أو أعطائه أكبر منها مقاساً بالرغم أن البضاعة قد تبدلت بالكامل ولا وجود لماركتها ومقاسها. • اتصل مواطن يطالب الدوريات الأمنية بإحضار بيتزا لتناولها على وجبة الإفطار، بعد أن تعذر عليه الاتصال على الرقم المجاني للمطعم. • اتصل مواطن علق داخل سوبر ماركت قبيل وقت الإفطار بنصف ساعة، بعد أن أغلق العامل باب الخروج وتوجه إلى منزله لتناول طعام الإفطار، فما كان من الدوريات إلا أن وجهت فرقة إلى الموقع وأحضرت العامل بعد الاتصال على الأرقام المسجلة على اللوحة. • اتصالات من بعض المواطنين على غرفة العمليات لمعرفة أوقات رفع أذان المغرب. • تتلقى غرفة العمليات اتصالات من مواطنين يطالبون بإيصال وجبات إفطار إليهم، ويتعامل رجال الأمن معها بإنسانية، وتوجيه فرق لمساعدتهم.