بالرغم من الجرح السوري الكبير إلا أن الدعوة إلى عقد القمة الإسلامية الاستثنائية في مكةالمكرمة بجدول أعمال محصور بثلاث نقاط، أولى هذه النقاط القضية الفلسطينية، يشكل محطة مهمة في هذا الزمن الصعب الذي تمر به الأمتان الإسلامية والعربية خاصة خلال العامين الماضيين. فجدول أعمال قمة مكة يعيد القضية الفلسطينية إلى لائحة الأولويات العربية والإسلامية لا، بل يعيد تصويب «بوصلة» الاهتمامات القومية والدينية فكل القضايا الطارئة والداهمة مهما كبرت وعظمت تبقى لا شيء أمام قضيتنا المحورية وهي قضية فلسطين. إنها جوهر الصراع وميزان تماسك الأمة. فالدول الإسلامية عبر لقائها في قمة مكة الإسلامية الاستثنائية يمكنها أن تبلور موقفا واحدا تجاه فلسطين وذلك يسهل ذهاب الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة لتحصيل الاعتراف بالكيان الفلسطيني. الدول العربية والإسلامية بما تملك من علاقات مع دول العالم تستطيع أن تشكل قوى ضغط على العالم الغربي، وتنجح هذا المشروع. فالكيان الصهيوني عند قيامه قام بناء على الاعتراف من قبل الأممالمتحدة على عكس الدول كافة، والدولة الفلسطينية لا يمكن أن تتم إلا بالاعتراف من قبل الأممالمتحدة، وعلى الدول العربية و الإسلامية واجب كبير تجاه هذا الأمر. لقد نجحت الأحداث الاخيرة بتغييب الاهتمام عن القضية الفلسطينية التي مازالت قضية حاضرة على صعيد ما تتعرض له فلسطين خصوصا في موضوع الاستيطان و الجدار و الاعتداءات المستمرة على الفلسطينيين.كما أنه لا بد من إيلاء اهتمام كبير في موضوع القدس لأن القدس تعرضت إلى عملية تفريغ سكاني من الفلسطينيين. كما أن القمة الإسلامية الاستثنائية لا بد أن تهتم بالقضية الفلسطينية لأنها أساس المشكلة في المنطقة التي إن لم تحل ستبقى الأمور على ما هي عليه. إن القمة الإسلامية مطالبة بموقف واضح على صعيد المسار الفلسطيني، موقف يخاطب الغرب الذي يقف خلف إسرائيل بلغة حاسمة مؤكدا أنه حان الوقت لإنهاء هذه المأساة المستمرة، وأن على الغرب أن يدرك أن المصالح التي تربطه بالعالم الإسلامي سيلحقها الضرر في حال استمرار المأساة الفلسطينية. وبالتالي لا بد من توجيه هذه الرسالة الإسلامية الواضحة لتبيان أن حل كافة مشاكل المنطقة يبدأ عبر البوابة الفلسطينية. فالقضية الفلسطينية هي عامل الاستقرار، أو اللاستقرار في المنطقة، وأي تجاوز لهذا الأمر هو تجاوز للقانون الثابت فالشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد في العالم الذي ما زال يرزح تحت الاحتلال وهذه القضية هي وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي ينادي بحقوق الإنسان. قمة مكة هي قمة العودة إلى القضية الأم هي قمة فلسطين.