القى محمد نور قاري التربوي المعروف محاضرة استمرت لمدة خمس ساعات شهدت العديد من المداخلات والمناقشات عن مآثر العمدة عبدالله بصنوي رحمه الله بحضور السيد عباس علوي مالكي والمهندس احمد بايزيد وكيل امين العاصمة المقدسة لشؤون الخدمات سابقا والدكتور محمد عبدالله بصنوي عضو هيئة التدريس بجامعة ام القرى والدكتور عاصم حمدان واللواء ابراهيم بصنوي واللواء عبدالمعطي بصنوي والكاتب الصحفي خالد الحسيني والكاتب المؤلف والمؤرخ الدكتور زهير كتبي والدكتور حسن مختار عضو مجلس الشورى وصدقة براشي مدير الآثار والمتاحف بمكةالمكرمة والأستاذ عبدالحميد كاتب مؤسس ملتقى الأحبة والعمدة طلال بن حسان عمدة حي التيسير والعمدة محمود بيطار عمدة حي الهجلة بمكةالمكرمة المشرف بالعلاقات العامة والإعلام بنادي الوحدة وحسين الحسيني ونخبة من الأكاديميين والشخصيات الثقافية والتربوية والإعلامية والثقافية والاجتماعية وذلك بمقر قاعة ملتقى الأحبة الثقافي والاجتماعي حيث بدأت المحاضرة في تمام الساعة 9 مساء واستمرت حتى ساعات الفجر الأولى حيث تضمنت العديد من مآثر الراحل في البداية قال القاري ان هذا اليوم يوم عيد ووفاء لشخصية مكية لا تذكر الا وتشكر لقامة شامخة سامقة بلغت شهرتها الافاق سيرتها سير جمع والوفاء من صاحب الملتقى في هذا العيد الانسان جمع بين الفتوة والتواضع والشجاعة والحلم انسان كانت حكمته ماعبدالله باحسن من جبر الخاطر الانسان كان يردد دائما (فاصنع من الفعل الجميل صنائع .. فاذا عزلت فانها لا تعزل) ومضى على انتقاله الى الرفيق الاعلى قرابة الثمانية عشر عاما ولكنه لايزال حيا بسيرته العطرة وذكره الحسن انه الانسان والمؤذن العمدة الشيخ عبدالله بن محمد البصنوي الذي ولد في ربيع الآخر من عام 1329ه بمكةالمكرمة وبدأ بحفظ القرآن الكريم عندما بلغ عمره 4 سنوات عند احد الكتاتيب المنتشرة آنذاك في مكةالمكرمة ثم التحق بمكتب الشيخ عبدالمعطي نوري الذي اصبح مدرسة للتعليم تحت اشراف الشريف حسين حاكم مكة آنذاك والتحق بعده بعدة مدارس منها الراقية والفلاح ولم يكتف رحمه الله بتلقي العلم في هذه المدارس بل واظب على حضور حلقات العلم في الحرم الشريف فكان ينهل العلم من مصادره الاصلية فيحضر حلقات المشايخ عيسى رواس والسيد علوي مالكي والشيخ حسين مشاط العربي التباني والسيد محمد أمين كتبي والشيخ محمد نور سيف والشيخ يحيى امان والشيخ محمد بن حميد والشيخ احمد الكعبي والشيخ اسماعيل الزين والسيد علوي المالكي بالاضافة إلى حضور روحات العلم في منازل السادة آل البار وآل فدعق وكذلك حضور جلسات العلم صباح الخميس في منزل آل العيدروس وكذلك صباح الجمعة في منزل بن راجح وكذلك حضور جلسات آل جمل الليل هذا التعلق بالعلم والعلماء جعل منه عالما وأديبا والتصاقه بأهل الفضل والعلم اكسبه جهدهم وتقديرهم . الشيخ عبدالله والأذان أذن رحمه الله في المسجد الحرام وعمره ستة عشر عاما وتوارت الاذان عن والده الذي كان مؤذنا بالمسجد الحرام والأذان في المسجد الحرام شرف حظي آل البصنوي منذ اكثر من مئة سنة وكذلك كان اخوه الشيخ حمزة بصنوي حمامة المسجد الحرام الرجل البشوش الذي يقابلك بابتسامة عريضة تنم عن اخلاق فاضلة وقلب طاهر. امتاز الشيخ عبدالله بالاذان بالذات يوم الجمعة والأعياد وله صوت جميل وجهوري يجذب المستمع اليه والاذان عند ابي محمد لسبب مجرد رفع وخفض الطبقات بل له أصول وقواعد تحكمه وتألقه نستمع سويا الى مقتطفات من مقابلة يتحدث فيها الشيخ عن الأذان واصوله. رحم الله الشيخ عبدالله واسكنه فسيح جناته اضافة الى اجازته للموشحات المكية (الصهبة) التي يجيدها اجادة تامة بنوعيها اليماني والمصري والأوراد والتي كلها حكم وعبارات. وتربى الشيخ عند خاله الشيخ عبدالله قطش عمدة محلة حارة الباب واكتسب الفتوة والشجاعة وتعلم من خاله الشيء الكثير واختاره اعيان الشامية من امثال الشيخ صالح شبات والشيخ عطا الياس ليكون عمدة لمحلة الشامية الا أنه تهرب منهما لان تربيته الدينية وتألقه من العلماء شعر بعظمة الامانة ولكن اخوه حمزة وكبار الحي اقنعوه بقبول العمداوية فقبلها وأدى عمله على خير مايرام فكان العمدة في ذلك الوقت الحي بأكلمه فعاصر خاله العمدة عبدالله قطش عمدة حارة الباب والشيخ احمد النصار عمدة القشاشية والشيخ سعد الطفران عمدة اجياد والشيخ حمزة هرساني عمدة القرارة وقبله الشيخ محمود جنكلي والشيخ حسين بن على عمدة المعابدة والشيخ محمد حسين زين الدين عمدة الشبيكة وكثير من العمدة المشهورين وعمدة محلة العزيزية الشيخ سليمان معتوق برنامجه اليومي كان الشيخ عبدالله يتوجه فجر كل يوم قبل الأذان الاول الى الحرم الشريف ليؤذن الأذان الاول ويبقى في الحرم حتى بعد صلاة الفجر ويخرج بعد أداء سنة صلاة الإشراق ويمر في طريقه الى مركازه بالشامية بالعم حسين غزاوي والعم حسون ومن ثم يأتي في المركاز يتناول طعام الإفطار مع رواد المركاز من أمثال العم أحمد استيك والعم عربي مغربي والعم عمر غزاوي والعم عبدالله حريب رحمهم الله جميعاً ويجلس في المركاز لقضاء حوائج الناس الذين يقصدونه من كل حي لا يرد طلباً سواءً من حارة الشامية وغيرها من الحارات ويقوم معهم لقضاء حوائجهم الخاصة والعامة ويبذل جاهه فلا يتردد سواءً كانت الحاجة في ادارة حكومية أو لدى شخصية معنية واما امور الإصلاح وتقريب وجهات النظر فكان له قبول عند الناس جميعا لا تكاد تمر من مركازه الا وتجده مليئا بالناس اصدقاء وذوي حاجات كلهم يقصدونه وكثيرا ما كان يتناول طعام الغداء خارج منزله ويؤدي صلاة المغرب في المسجد الحرام ويؤم احدى حلقات العلم المنتشرة في الحرم الى صلاة العشاء ومن ثم يؤم مركاز العم احمد راوه رحمه الله حيث يجتمع مع أعيان محلة الشامية في المركاز ويقضي حوائج الناس في المركاز الذي يجتمع فيه احباب الشيخ من الشامية غيرها من امثال العم حمزة غزاز والعم عبده بوقس والعم صدقة مداح والشيخ علي فلمبان ووعم عمر غزاوي والعم سرور سليم والعم عربي مغربي والعم حسن علوني وغيرهم كثير ومن ثم يشرفنا يزيارة الدكان حيث نجتمع عنده ثم يشرفنا باصطحابنا وكان رحمه الله حريصا على اصطحاب اصدقائه ومحبيه الى الدعوات التي توجه له ويخص منهم كبار السن ومستوري الحال زياراته وكان حريصا على زيارت العلماء والفقراء والاصدقاء كان محبا لآل البيت وتربطه بهم علاقة حب من امثال آل البار وآل الفدعق وآل المالكي وآل جمل الليل وكذلك زيارة العم عبدالقادر صدقة والسيد عبدالقادر السقاف في جدة وأصدقائه في جدة العم عبدالقادر الأمير وفي الطائف العم سالم بيطار وفي المدينةالمنورة العم علي مزي وفي مكةالمكرمة العم احمد عبدالرزاق والعم سلمان نونو والعم ابراهيم ركة والعم عبدالقادر نوري بواري وعلاقته بالشيخ أحمد زكي يماني علاقة حميمية اذ كان احمد زكي يعد الشيخ عبدالله بمثابة والده ويكن له الحب والتقدير والشيخ احمد زكي له مواقف مشرفة مع والدنا الشيخ عبدالله اضافة لحضوره مناسبات عديدة وحبه للآخرين وكرمه وتقديره للآخرين وكل من عرفه يظن انه صديقه الوحيد. ماذا قالوا عنه قال الشيخ احمد زكي يماني طبت حيا وطاب اسمك ميتا وانطفأ الضوء وطويت الصفحة ورحل عنا رجل قليل مثله بين الرجال ولن تنتهي الام الأحياء من اهل مكةالمكرمة فمهما طال الزمان فالأرامل يبكينك والرجال يبكونك وكل الذين مددت اليهم يدك بالعون يلتفتون فلا يجدونك فقد ذهبت عنا فمن يخلفك واشتعلت ناراً في نفوس كل من يعرفك لا يخفف عنها الا الدعاء بأن ترقد في حلل الزاهية حيث تنعم بحياة ناعمة في جنة وارفة تأمل بأن تكون بعملك الصالح لها اهلا ولو اردت ان اكتب عن عمدة مكة الشيخ عبدالله بصنوي لما وسعت اعماله وأخلاقه الأسفار فقد كان عونا بعد الله للمحتاجين وملجأً لهم ولم يكن ثريا ولكن اموال الأثرياء تلجأ اليه وتتناثر بين يدي لتجد اليه عنده طريقا لمحتاج لايسأل الناس إلحافاً كان من صفاته الشهامة والرجولة شيمته لا يملك الا وقته فذهب اهل مكة بكل وقته وقال عنه السيد محمد علوي مالكي رحمه الله ان الشيخ البصنوي الإنسان كان بحبه الى الخير وسعيه في الإصلاح بين الناس وقد اشترك مع والدي في الإصلاح وفك المعسرين وكان خير عمدة عرفته وكان يلبي الدعوات ويحضر مجالس العلم وقال عنه الشيخ ابراهيم فودة رحمه الله اخي الشيخ عبدالله محمد بصنوي عمدة العمد بمكةالمكرمة من رضا وحب وتقدير لا من رئاسة وتعيين رسمي وهو حبيب اهل مكة انزل الله حبه في قلوب عباده لان كان يخدمهم كل يوم كان في قلبه الرحمة وفي اسلوبه ادب رفيع وقال الشيخ محجوب جمال رحمه الله رحل واحد من اطول الناس اعناقا يوم القيامة ويبقى لنا الذكر الحسن الذي تركه باعماله وبشاشته. وقال عنه الدكتور عاصم حمدان لقد فقدنا شيخا لحي الشامية في البلد الطاهر فالناس يحتشدون وينتظرون طلعتك البهية ويتشوقون لحديثك العذب لقد فقدت مكة رجلاً من رجالها وقال عنه الدكتور عبدالله عمر نصيف الشيخ عبدالله بصنوي هذا الرجل الإنسان صاحب مكارم الاخلاق صاحب مكارم تخطت عمله كعمدة إلى الأسر المحتاجة وكانت تشمل مواطنين ومقيمين مكة والتكفل بالأرامل والأيتام وقال عنه الدكتور محمد عبده يماني رحل عمدة المروءات رحمه الله عمدة الشامية الشيخ عبدالله بصنوي فقد كان رجل الخير والمروءات والكرامة كان محباً للخير يصنع المعروف ويساعد الناس يعشق العلم والأدب ويغشى مجالس العلم والعلماء فقد تعلمنا منه الكثير عسى الله ان يدخله فسيح جناته قال عنه محمد السبيل امام المسجد الحرام لقد اعطى الراحل عمره لخدمة وطنه واداء رسالته والجميع يشهد له بالتقى والصلاح لما صدح من اعمال جليلة في خدمة المسلمين وقال عنه شيخ المؤذنين مهما كانت الكلمات معبرة فلن تفي هذا الرجل حقه لقد امتلك قلوبنا واسر افئدتنا ولقد ملأ صوته بالأذان اسماع الملايين وقال عنه عبدالله منيع عضو هيئة كبار العلماء لقد فجعنا في رجل من رجال مكة البارين عرف بحميد الصفات قال عنه الشيخ محمد سعيد طيب كان الشيخ عبدالله بصنوي جليلاً مهيباً منتصب القامة عالي الهامة لم يدخل مجلسا الا كان موضع الاحترام لقد فقدت مكة ابنا من ابنائها الكرام المخلصين قال صالح كامل قد فقدنا شخصية بارزة اكتملت فيها جميع صفات الخير فقد كان رحمه الله من الأعمدة الراسخة في مكة ولو اردت ان اورد كل ما قالوه لما استطعت ذلك رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته. وقد شهدت المحاضرة تفاعلاً من الحضور حيث استطاع عبدالحميد كاتب مؤسس ملتقى الاحبة بحنكته وخبرته إدارة الحوار حيث تداخل السيد عباس علوي مالكي بأن للراحل العديد من المجسات والمنلوجات والأعمال الجليلة ووجدت مداخلة الدكتور عاصم حمدان تفاعلاً كبيراً من الحضور حيث تحدث عن الكثير من مآثر الراحل في توطيد العلاقة بين افراد المجتمع بحسن تعامله وتعاونه مع الجميع فيما تحدث الكاتب خالد الحسيني الذي اكد انه اول صحفي اجرى حديثا مع عمدة نصف قرن حيث نشر في جريدة البلاد خلال تلك الفترة الجميلة من حياتنا كما تحدث كل من الدكتور عبد الحكيم موسى وحسن مختار عن العديد من الأعمال التي قدمها الفقيد وتحدث الكاتب الصحفي الدكتور زهير كتبي بانه عرف في حياته شخصان لا يعرفان النفاق الاجتماعي عبدالله كعكي وعبدالله بصنوي رحمهما الله وأشاد المهندس أحمد عرفة بالكثير من مواقف الشيخ عبدالله بصنوي رحمه الله مع الملوك والأمراء من آل سعود خلال تلك الفترة حيث تحدث ابنه اللواء عبدالمعطي عن العديد من الذكريات الجميلة والمواقف التي حدثت له مع والده في صباه . وبعد انتهائه من الدراسة ورغبته في الالتحاق في العسكرية وكان يبكي كثيرا اثناء حديثه عن والده ولم يستطع اكمال الحديث عن العديد من القصص والطرائف واختتم ابنه الدكتور محمد عبدالله بصنوي حديثه بالعديد من الأعمال التي قدمها والده في مساعدة الأيتام والأرامل والفقراء والمساكين ليس في حي الشامية فقط بل في جميع احياء مكةالمكرمة حيث وصلت مواقفه الاجتماعية الى كل من جدةالطائف والرياض وبيشة حتى منطقة عسير والشرقية والمدينةالمنورة .