سعدت جدا عندما قرأت خبرا موسعا عن قيام البلدية التاريخية بمحافظة جدة بمناقشة مفخرة جميلة للمرأة وهي دورها المعماري البارز في منطقتي عسير وجيزان، وهذا التميز لم يكن وليد اللحظة أو حديث الخبر بل كان منذ عهدٍ بعيد حيث أبرزن علاقتهن بالأرض من خلال تجسيد حرفيتهن في فن العمارة الحديث، وبحكم قربي من رجال ألمع واطلاعي عنها وجدت بها الكثير من المدخرات والموروثات التي تعنى بالمرأة وتجعلها الحرفية الأولى صاحبة البوق المسموع. وأنا لم أشد بهم من فراغ بل بحكم زيارتي لهذه المحافظة وقراءتي عن نشاط نسوتها العصامي الذي سجلّ أكبر معايير الحب والولاء لهذه الأرض البارة بهن الحافظة لتراثهن ولحرفتهن. وإن ذكرت العمارة في رجال ألمع سيتوارد لذهنك تلك الرائدة الحرفية المتمرسة فاطمة أبوقحاص رحمها الله التي أوصلت صورة المرأة الألمعية عالياً بفن القط الذي تمرست فيه وأبدعته وهي رسومات داخلية يتقنها نسوة ألمع باستخدامهن لأدوات شعبية قديمة ممزوجة برسوم هندسية مستوحاة من الطبيعة التي يتعايشن معها. وهناك العديد من اللوحات المعمارية التي استطاعت أن تعبر بها المرأة الألمعية وتوصلها لبقية محافظات بلادي لتريهم كيف عراقة تلك الديار وتأصيل أهلها ومجتمعها الذين نشأوا على التراث وجبلوا عليه. وابنة رجال ألمع جزء لايتجزأ من التراث الأصيل والتقاليد السمحة التي توارثتها منذ عقود ونشأت بها وعن طريقها بكل تسامح وطيب وحسن نوايا. حمد جويبر (جدة)