القط فن عسيري خالص برعت فيه نساء بلاد رجال ألمع ويحاكي الفن التجريدي بمختلف مكوناته وعناصره الإبداعية، ولقد أبدعت المرأة الألمعية في وضع النقوش والألوان بفطرتها وسليقتها ونظرتها الجمالية نحو الأشياء فعبرت من خلال بساطتها. والقط أو فن نقش المنازل من الداخل، هو من ألوان الفنون التي تشتهر بها منطقة عسير وخاصة بلاد رجال ألمع وهو يمثل فنا مستقلا له دلالاته الاجتماعية، إذ يعرف ذوق المرأة من خلال تزيينها لمنزلها. والقط عبارة عن خطوط وتشكيلات جمالية ونقوش ذات أشكال هندسية يقوم بعملها نساء متخصصات في هذا المجال، هذا الإبداع لم يتعلمنه في مدارس فنية راقية أو معاهد متخصصة، وقد استخدمت المرأة الألمعية في عمل هذه النقوش الألوان التي تستطيع تكوينها من خلال العناصر الموجودة في بيئتها فالأسود من الألوان الرئيسة التي لا غنى لها عنها، وطريقة استخراجه والاستفادة منه تقوم على جمع الفحم ثم طحنه. وإضافة الصمغ عليه حتى يصبح أكثر لمعانا وجاهزا للدهن، واللون الأحمر أو ما يطلق عليه الحسن وطريقة الحصول على هذا اللون هو بجمع عدد من الأحجار حمراء اللون المختلفة المناسيب يضاف عليها شيء من المر والأرز المحمص ويطحن في مطاحن يدوية حتى تصبح أكثر دقة. ويمثل اللونان الأصفر والأزرق والأخضر كانت تأتي عن طريق عدد من التجار الذين يجلبونها إلى بلدة رجال ألمع، فيما يعتبر القضاض أحد المواد الرئيسة في دهن البيت الألمعي وكان يستخرج من جبال اشتهرت بوجوده في ثناياها فبعد جلبه منها ينقى ويطحن ثم يخمر في أدوات فخارية سابقا كالحجل ثم يصفى الماء وبعد ذلك تطحن الرواسب المتبقية، وتحمى في درجة حرارة معينة حتى تزداد تماسكا، في تزين به الأسوار المعرضة لعوامل التعرية واستخدمت المرأة الألمعية أدوات ومكونات موجودة في بيئتها ووجدتها بين يديها وحولتها إلى ريشة رسام حاذق في صنعته ماهر في أدائه، فقد استخدمت شعرة من ذيل الأغنام تحسنها بشكل يجعلها أشبه ما تكون بريشة الرسام. أكلات شعبية الثريد : إضافة الدقيق إلى الماء الفاتر، أو الحليب الفاتر والتحريك حتى النضج، و الخبز الشهير الدخن ، والبر، والسمن ، والعسل ، والعريكة، والقديد، والتصابيع وهي على شكل كرات من البر تسلق وتقدم مع السمن والعسل. والملة : عبارة عن وضع لحم الأغنام في محنذ من الفخار ، ويوضع بين اللحم أشجار المرخ، أو السلع ؛ للفصل وليعطي نكهة ، وليونة للحم، ويغطى ، ويكتم لمدة ساعة ونصف ، وعند استخراجه يملح ، وفي الملة يكون شبه مكشوف. خبز الخمير : وهو ما يميز المحافظة إلى اليوم ، ويتكون من خمير حب الذرة المطحون بالمطحنة اليدوية ، ويوضع عليه بعض البهار ، والبصل، ويخبز بالمرجل أو الميفا ، ويقدم ساخنا مع الوجبة. المشغوثة : وتكون من الخمير السابق الذكر ، ويفت على شكل قطع صغيرة ثم يوضع في وعاء ، ويضاف إليه المرق ثم البصل المقلي، والبهار. المرزومة : هي لا تعرف إلا في قبائل رجال ألمع ، وتتكون من أقراص الدخن المهروسة ثم يوضع في إناء من الخشب (صحفة) ، ويكبس حتى يكون على شكل هرم أعلى الصحفة ، ويغطس أعلاه بصحن مقعر من الخشب به سمن، ويحاط خارجه ببعض اللحم. المؤزرة : يعد بالطريقة السابقة نفسها ما عدا استخدام حب البر ويسال العسل من أعلى الصحن المكبوس على شكل مربع، وقد بالغوا في الإسراف حتى أن الرجل البالغ يستطيع أن يأكل منها وهو واقف. الكشكشة تميز الألمعيين أكثر الكلمات الدارجة عربية فصيحة، فالمحافظة جبالها وعرة جدا مما جعل دخول اللغات غير العربية صعبا، كذلك قلة الاختلاط بالعروق غير العربية، وتمتاز اللهجة الألمعية بالكشكشة: وهي ذكر (ش) للمؤنث فمثلا (لكِ) يقولون (لش) ، ويقولون للمرأة (كيف حالش)، والطمطمانية فمثلا: يقولون (ام) بدلا من (ال) فمثلا (البيت) يقولون (امبيت)، وكثير ما تذكر (ام) مكان (ال) فيقال: (امفاتيح) بدلا من (المفاتيح) ، ويرخمون الأسماء فيقال: (محم بدلا من محمد)، ويقال: (آريتك) يعني للتوثيق هل شاهدت معي ، ويقال: (امرواح) عند العودة للبيوت ، ويقال (تا قلت لي) أي ما قلت لي، وفي الترحيب يقال (حيا الله ذا الوجه) ، وكثير ما تقولها النساء عند الترحيب ، الحقيقة أنها لهجة سلسة وأستمتع عندما أسمعها دون تكلف.