صور إنسانية تعبر عن التراحم يصعب التقاطها في غير ساحات المسجد الحرام ورسائل بر بالوالدين تمنح مجانا في رحاب العاصمة المقدسة, صورتان في صورة وتوأمان يدفعان والديهما بعربة رغم تقارب تقاسيم الوجه للابنين مع اختلافهما للجالسين على الكرسي المتحرك، إلا أن المشهد واحد. لم تمنع روائح البارود عبدالرحيم وعبدالرحمن التوأمين الأفغانيين اللذين يبلغان من العمر (30 عاما) من تمكين والديهما الطاعنين في السن من أداء العمرة في شهر رمضان المبارك التي قال عنها الرسول صلى الله عليه و سلم «عمرة في رمضان تعدل حجة» حيث اتفق التوأمان أن يقوما برحلة العمرة إلى مكةالمكرمة عن طريق عدة رحلات من قريتهما الصغيرة في أفغانستان بعد أن تكفل كل واحد منهم بالقيام بحمل أحد الوالدين، حيث إن عبدالرحيم الأكبر بفارق التوقيت عن عبدالله تكفل بحمل والدته بينما الثاني تكفل بحمل والده على أن يقوم كل واحد منهم بإدارة شؤون من تكفل به إلى إتمام مناسك العمرة وإعادتهم إلى بلدهم. ويؤكد الشقيقان أن فكرة العمرة تساورهما من عده سنوات وكذلك والديهما اللذين كانا يحلمان برحلة العمرة والوصول إلى مكةالمكرمة ورؤية الكعبة المشرفة، الأمر الذي دفع التوأمين إلى بذل كل ما بوسعهما بعد أن بلغا أشدهما والعمل خلال السنوات التي مضت لجمع المال الذي يكفل لهم الوصول إلى المملكة وأداء العمرة. ويبين عبدالرحيم وعبدالله أنهما تقاسما خدمة والديهما بحيث إن كل واحد منهما يقوم بخدمة أحدهما من خلال أدائه الفريضة وحمله ودفعه بالعربة والقيام بكل شؤونه التي لا يمكن على أحدهما القيام بها بحكم كبر عمرهما، حيث إن والديهما يبلغان من العمر (80 عاما) وهما غير قادرين على السير لأداء الطواف أو السعي ويحتاجان للحمل على ظهر العربة. ويشير الشابان أنهما يعيشان متعة بر الوالدين أكثر من أي شيء آخر إضافة إلى سعادتهما بوجودهما في المسجد الحرام مؤكدين أننا يكفينا سعادة تحقيق حلم والدينا في تمكينهما من الوصول إلى مكةالمكرمة ورؤية الكعبة المشرفة بالعين المجردة وشرب ماء زمزم من داخل الحرم الذي له نكهة رائعة لا يمثلها أي شراب آخر.