تجلت أهداف شهر رمضان المبارك المتمثلة في التقارب بين المسلمين وإحساس الأغنياء بالفقراء، من خلال مائدة يفرشها عدد من العمالة الوافدة من جنسيات مختلفة أمام محال تجارية يعملون فيها في محافظة ينبع. وعلى الرغم من تعدد جنسيات أولئك العمال من دول تشاد والهند وبنغلاديش واليمن، إلا أنهم يجلسون على مائدة الإفطار بحميمية تذيب كل الفوارق بينهم، في مشهد يجسد الأهداف السامية التي من أجلها شرع الصوم. وأوضح الهندي نور الدين أن الجميع هنا إخوة متحابون ومتلازمون فيما بينهم حتى إن اختلفت الجنسيات، مشيرا إلى أن الكل هنا مسلم ويصوم رمضان وهذا الرابط القوي يؤاخي بينهم حتى إن تباعدت البلدان. في حين، أفاد التشادي عثمان أحمد أنه باقتراب موعد الإفطار يتوافد الأهالي إلى مائدة الإفطار التي يضعوها، موضحا أن رمضان يوحد بين المسلمين ويجعلهم أسرة واحدة، مملحا إلى أن غالبية أبناء الحي يشاركون في إعداد المائدة وتزويدها بالطعام. إلى ذلك، بين العامل البنغالي حبيب الله علي أنه يشعر بالحميمية والروحانية حين يلتف مع أصدقائه العمال على مائدة الإفطار، متمنيا أن يستمر هذا الشعور في شهر السنة كافة وليس في رمضان فقط، موضحا أن الأهالي هنا يحبون فعل الخير ويتسابقون على فعله. بينما، رأى العامل اليمني سعيد حسن أن جلوسه مع زملائه العمال على مائدة واحدة يخفف عليه آلام الغربة، على الرغم من أن أولئك العمال لا يربطهم به أية صلة قرابة سوى الإسلام الذي يوحد بين الشعوب ويعمل على إذابة أي حواجز بينهم، إذ إن الأكرم هو الأتقى.