نفت مجمل الطوائف المسيحية في لبنان وجود فتاة الخبر الهاربة في أي من كنائسها، فيما التزمت دوائر الأمن العام في بيروت الصمت حيال هذا الموضوع، وأكدت دوائر كنسية بأنه ليست لها علاقة بهذه القضية، لكن مصادر رجحت ل«عكاظ» أن مجموعة تنصيرية منشقة عن إحدى الكنائس في لبنان وذات نشاط تنصيري في عدد من الدول العربية ربما تكون استقبلت الفتاة في إحدى كنائسها. وفي الخبر، كشفت مصادر ل«عكاظ» أيضا، عن إطلاق سراح المتهم الرئيس في موضوع تنصير الفتاة يوم أمس الأول بكفالة حضورية بعد أن تم وضع اسمه في قائمة الممنوعين من السفر. كما نفت ذات المصادر ما نشرته عدد من وسائل الإعلام الإلكترونية أن الفتاة تقيم في كنيسة في لبنان مؤكدة «هذه المعلومات غير صحيحة، وهي تعيش هذه الفترة في لبنان كما أن الجهات اللبنانية المسؤولة تتواصل مع سفارة المملكة في بيروت للتوصل إلى إقناع الفتاة بالعودة إلى المملكة». وفي ذات السياق، من المقرر أن تبت المحكمة الجزئية في محافظة الخبر في هذه القضية التي تعد الأولي من نوعها على مستوى المملكة، بعد أن رفع والدا الفتاة التي تبلغ من العمر 30 عاما، دعوى قضائية ضد مقيم ومواطن، اتهما فيها المقيم والمواطن بمساعدتها على الهروب لخارج المملكة عبر منفذ البحرين وتسببوا في تغييرها لديانتها، وذكرا أن ابنتهما كانت تعمل في إحدى الشركات في الخبر، وتعرفت على المتهمين اللذين أقنعاها بالتخلي عن ديانتها قبل تهريبها للخارج. من جهته، أوضح المحامي محمد اليحيي ل«عكاظ»، أن المحكمة الجزئية بالخبر استقبلت هذه القضية التي تعتبر الأولى من نوعها، مشيرا «إذا لم تتب الفتاة وتعود إلى صوابها فإنه سيطبق عليها الحد الشرعي». لافتا في ذات الوقت إلى أنه في حال ثبوت الحيثيات على المتهمين فإنه «سيتم الحكم عليهما تعزيرا من القاضي المختص في هذه القضية في محكمة الخبر الجزئية». وقالت الفتاة التي سمت نفسها مريم في لقاء أجرته معها قناة تبشيرية مسيحية بث على موقع اليوتيوب، إنها تعيش في المملكة منذ 17 عاما، وأنها انتقلت من الإسلام إلى المسيحية بعد حلم رأته في منامها، إذ رأت نفسها تصعد إلى السماء، وأن الله تعالى -عما تدعي وتقول- أبلغها في منامها أن «المسيح ابني». وساقت الفتاة في حديثها ادعاءات عن تصرفات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأضافت أنها كانت تكره اليهودية والمسيحية «كما تربينا على ذلك»، لكنها بدأت في التغير وأحبت هذه الديانات بعد أن وجدت «السلام في الدين المسيحي» كما قالت في اللقاء. وحاول المذيع التبشيري الذي أجرى معها الحوار استدراجها للتحدث عن الإسلام والإساءة إليه، فاستجابت لهذا الاستدراج، بقولها «تعبت من الصلاة والصيام ولم أشعر بأن هذه الصلوات أفادتني في شيء» -على حد زعمها-.