كما هو الحال في مسألة توريث الحكم في الجمهوريات العربية وهو الأمر الذي تصدت له حركات الربيع العربي، بدأت تتضح ملامح التوريث في الحياة الفنية العربية، لا سيما في الدراما التلفزيونية بعد توريث الموهبة الصادقة وغير الصادقة أحيانا عند بعض أبناء الموسيقيين وكبار الملحنين العرب، كذلك بعض المطربين الذين يعتقدون أن الموهبة من الممكن توريثها بسهولة إذ أن كبارا من فنانينا وقعوا في هذا الخطأ. اليوم وقد أقدم على هذه التجربة نجمان كبيران من عالم الدراما التلفزيونية وفي خريطة المشاهدة الرمضانية تحديدا، عادل إمام والذي لا بد وأن يكون قد زكى ترشيح ابنه «رامي إمام» لإخراج مسلسله الرمضاني «فرقة ناجي عطا الله» إلى جانب تواجد ابنه محمد ضمن كاست الممثلين، كلاهما ناجح في مجاله بلا شك الأول كمخرج والثاني كممثل من خلال تجاربهما السابقة، ولكننا نتحدث عن قبول الفكرة لدى الآخرين من عدمها، كذلك الحال مع النجم الكبير يحيى الفخراني الذي أوكل إخراج مسلسله الرمضاني الحالي «الخواجة عبدالقادر» لابنه شادي الفخراني. الموضوع من ناحية يعتبر أكثر من عادي ومن ناحية أخرى يستوجب التوقف كثيرا، وأن يزرع سؤالا هنا، هل بالضرورة أن يكون ابن الفنان فنانا بحكم البيت والبيئة الفنية التي يعيشها الابن طفلا ويافعا بين نجوم الفن وأساتذته يتلخص في (هل سيجد الموهوب الآخر غير ابن الفنان نفس الفرصة أو الفرص التي يجدها ابن النجم؟)، أو على الأقل في حياة نجومية أبيه ووجوده في الساحة، أزعم لا، سوف لن تمهد أمامه الطرق ودلائل وشواهد هذا الحال عديدة منها مثلا «عمر» ابن الكوميدي الراحل يونس شلبي، فنان موهوب ومحب للحياة الفنية وسيأتي منه الكثير من أجل صناعة اسم كوميدي جديد ولكن تصادف بدء رغبته في الحياة الفنية والعمل فيها وتخرجه من الدراسة مع وفاة والده، لذا لم يهتم به أحد سواء كان هذا الأحد من زملائه الممثلين أو أحد المخرجين أو المنتجين. تظل الإجابة على هذا السؤال عالقة، بل عالقة جدا. فاصلة ثلاثية: يقول الإنجليز: المرأة.. شعر طويل وعقل قصير. ويقول البولنديون: مراقبة برغوث أسهل كثيرا من مراقبة امرأة. ويقول البرتغاليون: المرأة الزرقاء العينين في البرتغال.. خطأ في الطبيعة.