يشكو عدد من سكان أحياء جنوبجدة من تكدس النفايات، ومعاناتهم من تردي مستوى النظافة، مشيرين إلى الضرر الذي يلحق بهم جراء انبعاث الروائح الكريهة، وتكاثر الحشرات الناقلة للأمراض، إضافة إلى أنه منظر غير حضاري، متسائلين عن الجهود الكبيرة والأموال الطائلة التي تنفقها الدولة من أجل المحافظة على البيئة الصحية. وأكد عدد من السكان، أنهم راجعوا الأمانة والشؤون الصحية، مطالبين بإنهاء معاناتهم ومسجلين مخاوفهم من تفشي الأمراض، إلا أن الصمت كان عنوانا للتعامل مع شكاواهم. وبين ل «عكاظ» عامل النظافة في حي غليل محمد شهيق (بنغالي الجنسية)، والمشرف على 17 من العاملين في الحي المترامي الأطراف، أن مجموعة العاملين لا يستطيعون تدارك الحي بأكمله، مرجعاً السبب لقلة الإمكانات، منوهاً إلى عشوائية الحي. من جهته، أوعز حامد بشير أحد القاطنين في الحي، إلى أن المعاناة في تزايد مستمر يوما بعد آخر، مؤكداً أن الشوارع الداخلية في الحي تالفة. وقال: الطرقات أهلكتنا معنويا وماديا، حيث إن المياه الراكدة تنتشر في أرجاء غليل متسببة في انقشاع الطبقات الإسفلتية نتيجة الهبوطات وانعدامها تماما، ونضطر إلى العبور من فوقها آسفين ومرغمين، وقد أبلغنا عمليات أمانة محافظة جدة مراراً وتكراراً إلا أنه لا حياة لمن تنادي. مختتما حديثه ل «عكاظ» بهذا النداء : «أرجوكم أنقذونا من تكدس النفايات». من جانب آخر، شكا أهالي بحرة وحداء وحي المرسلات شرق المحافظة من تزايد تراكم النفايات أمام منازلهم لعدة أيام في ظل تأخر عمال النظافة، مؤكدين أن فترة التأخير تمتد إلى أيام، مما أدى إلى تراكمها، وتجمع الحشرات وانبعاث الروائح الكريهة منها. وبين كل من محمد علي، وعبدالله ناصر، وخالد عوض، أن الأوساخ والقاذورات تملأ الشوارع، مما يشكل خطراً على صحة السكان، مشيرين إلى تكاثر الحشرات بشكل مخيف في بحرة وحداء التابعة لبلدية بحرة وحي المرسلات التي لا يفصلها شارع رئيسي. فيما حمل كل من محمد الزهراني وجمعان الزهراني وسالم وحسن القحطاني، الأمانة مسؤولية تراكم النفايات. وقالوا: إن المتعهد في الشركة المشغلة لأعمال النظافة إذا لم يجد من يتابعه، فإنه سيتهاون في القيام بعمله، موضحين انشغال العمال في جمع الحديد والأجهزة التي تدر عليهم مالا. في المقابل طالب سكان حي كيلو 11 الأمانة بسرعة التدخل لإنقاذهم من آثار استمرار تكدس النفايات، مؤكدين أنهم لاحظوا منذ مايقارب 10 أيام قصوراً في رفع المخلفات. وتحدث المواطن عبدالله الزهراني، من سكان الحي، قائلا: «استقبلنا شهر الخير بكم هائل من النفايات التي تكدست طوال الأيام الماضية لأسباب لا نعلمها، وتوقعنا أن تجتهد الأمانة، وتكثف نشاطها مع بداية الشهر لزيادة كميات النفايات التي تلقى من البيوت، لكن ما حدث كان العكس. إلى ذلك تواصلت «عكاظ» مع المركز الإعلامي في أمانة جدة في محاولة للحصول على إجابات على أسئلة تتعلق بالوضع البيئي وتكدس النفايات في جنوبجدة، وتمت الإفادة بتأجيل الرد إلى وقت لاحق، فيما أكد مصدر في بلدية بحرة الفرعية إن النظافة أصبحت عن طريق الإدارة العامة للنظافة في الأمانة.