لم تتحسن الأوضاع، ما زالت متردية، تعبنا من الشكاوى المتكررة، بحت أصواتنا ونحن نصيح بأعلى صوت، «أنقذونا من تكدس النفايات، هذا هو حال لسان سكان الأحياء الجنوبية لمحافظة جدة الذين ما زالوا يعانون من تردي مستوى النظافة، وتكدس النفايات التي تنبعث منها الروائح الكريهة، وتتكاثر حولها أسراب الحشرات الناقلة للأمراض، مشكلة بيئة غير صحية، ومنظرا غير حضاري لا يشير ولا يدل على ما تنفقه الدولة من مليارات لتكريس النظافة والمحافظة على بيئة صحية. مياه راكدة مع مخلفات تضحلت واستفحلت رائحتها، موجهة دعوة للحشرات والقوارض المسببة للأمراض، ولم يخف عدد من السكان مخاوفهم من عودة بعض الأمراض، منها (الطاعون)، وفق ما ذكر لهم مراقبون مختصون في علوم البيئة ومكوناتها. وأشار سكان في الأحياء الجنوبية إلى أنهم سبق وراجعوا وخاطبوا الأمانة والشؤون الصحية، مطالبين بإنهاء معاناتهم ومسجلين مخاوفهم من تفشي الأمراض، إلا أن الصمت كان عنوان التجاوب مع معاناتهم. وقال ل «عكاظ» المشرف على النظافة في حي الكرنتينة محمد لطيفر مظفر (بنغالي الجنسية)، والمعمد من قبل الشركة المتعاقدة مع أمانة جدة بالإشراف على 17 من العاملين في الحي المترامي الأطراف، «هذا نفر ما يقدر سوي نظافة، هذا مكان كله خربان عشان يسوي نظافة كويس لازم يجيب عمال كثير بس هذا شركة ما يجيب انا إيش سوي، مويه كثير زباله كثير هذا دمار هذا كسر خربان مره». بذات النص ينتقد آسفا محمد لطيفر مظفر حال حي الكرنتينة وجنوبجدة وتوضح عليه علامات الأسى تجاه ما يدور في الحي من تلوث بيئي مهمته نقل الأمراض المعدية إلى القاطنين، وما يدور في الأسواق الشعبية في داخل الحي يخلف من ورائه بيئة لا ترتقي إلى مستوى عروس البحر الأحمر. ويضيف عبدالله بشير أحد القاطنين في الحي «إن المعاناة هنا تتزايد وتستمر يوما بعد آخر، أنظر إلى الطرقات كم هي تالفة وأهلكتنا معنويا وماديا، حيث إن المياه الراكدة تنتشر في أرجائه متسببة في انقشاع الطبقات الإسفلتية نتيجة الهبوطات وانعدامها تماما ونضطر إلى العبور من فوقها آسفين ومرغمين، وقد أبلغنا عمليات أمانة محافظة جدة مراراً وتكراراً إلا أنه لا حياة لمن تنادي». وببارقة أمل ينطق عبدالله بشير طالباً إيصال صوته إلى الجهات المسؤولة قائلاً «أرجوكم أنقذونا وإلا سندفن أحياء بسبب فقر الطرق». وتواصلت «عكاظ» مع المركز الإعلامي في أمانة جدة للبحث عن إجابات على أسئلة تتعلق بالوضع البيئي في جنوب محافظة جدة والأحياء العشوائية، إلا أنه أجل الرد عليها إلى وقت لاحق.