أبدى سكان الأحياء الجنوبية في محافظة جدة تذمرهم من تجاهل الأمانة، وعدم تفاعل المجلس البلدي مع مطالبهم المتكررة، بضرورة رفع معاناتهم من تردي مستوى النظافة التي أصبحت تشكل هاجسا كبيرا وتدخل الخوف في نفوسهم، بسبب تراكمها وانبعاث الروائح الكريهة منها، وتكاثر أسراب البعوض حولها. ودعا سكان تلك الأحياء الأمانة إلى مضاعفة جهودها الخدمية، لإنهاء مشكلة تكدس النفايات في الشوارع والطرقات وتجاهلها أياما دون رفعها، وتخليص سكان الأحياء من الأضرار الصحية والبيئية الناجمة عنها. ورصدت «عكاظ» في جولة لها أمس على عدد من أحياء جنوبي المدينة أبرزها أحياء غليل، المصفاة، القريات، وحراج الصواريخ، تكدس كميات كبيرة من النفايات، قال مواطنون إنها ملقاة منذ أسابيع عديدة ولم تعمل الأمانة على نقلها إلى المرادم المخصصة لها. وطالب سكان الأحياء الأمانة بتفعيل جهودها الخدمية وتخليص أحيائهم من هذه المشكلة التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على الصحة والبيئة، وأصبحت مرتعا خصبا للبعوض والحشرات الناقلة للأمراض الخطرة. وبينوا أن الأمانة لم تلتفت إلى أحيائهم بالشكل الجيد وركزت جهودها على الأحياء المنظمة في مواقع مختلفة من المدينة، مؤكدين أن الأولوية من المفترض أن تكون لأحيائهم ولو أنها عشوائية إلا أن الكثافة السكانية هي المؤشر الحقيقي الذي يدفع الأمانة إلى تقديم الخدمات بالشكل الأفضل وليس الموقع، فيما تشهد العديد من الأحياء في شمال جدة مستويات عالية للنظافة، وتعمل الشركات المتعاقدة مع الأمانة على تكثيف نشاطها بشكل يومي وساعدها في ذلك التنظيم الجيد لتلك الأحياء، ولم يكن هذا مبررا لدى سكان الأحياء الجنوبية التي تتصف بالعشوائية مطالبين بالمساواة وتكثيف الجهود الخدمية. ورغم الجهود التي تبذلها أمانة جدة ممثلة في وكالة الخدمات فيما يتعلق بنظافة المدينة، إلا أن بعض الأحياء تعيش مستوى متدنيا من النظافة أبرزها الأحياء الجنوبية، التي تفتقر في الأصل إلى التخطيط والتنظيم الذي يقف حاجزا أمام تقديم الخدمات بمستوى جيد. وأوضحت مصادر «عكاظ» في أمانة جدة أن الأمانة ومن خلال إداراتها المتخصصة تعمل على تفعيل خدمات النظافة في جميع أحياء المدينة دون استثناء سواء كانت الأحياء الجنوبية من المدينة أو أحياء الشمال والشرق، وليست هناك محاباة في تقديم الخدمات لحي على حساب آخر، مشددة على أن المسؤولية تقع كذلك على المواطن الذي من المفترض أن يعمل على المحافظة على نظافة حيه ومدينته من خلال عدم رمي المخلفات إلا في الأماكن المخصصة لها التي أوجدتها الأمانة في جميع شوارع وطرقات المدينة.