كما يعلم الجميع أن شهر رمضان المبارك أصبح موعدا سنويا لعرض العديد من البرامج والمسلسلات ذات التوجهات المختلفة، ولأن التلفاز أضحى جهازا مألوفا لا يكاد يخلو منه أي بيت إلا ما ندر، فإن الدعوة لمقاطعته في أي وقت ولأي سبب لم تعد منطقية بل هي مجرد طرح يرتئي التمرد على واقع مسلم به. لهذا فإن البديل الممكن قبوله وتطبيقه يكمن في التقنين والحث على مشاهدة المفيد. ومما لا شك فيه أن ثمة برامج تلفزيونية يقدمها نخبة من المثقفين تضيف للمشاهد الشيء الكثير، وتفتح له آفاقا معرفية مختلفة، كونها خلاصة علم وتجربة مقدمة بأسلوب حديث سلس مدعوم بتشويق ومتعة تبعد السأم والملل عمن يتابعها، وكل ما يتطلبه الأمر قليل من التنظيم مع استغلال أفضل للوقت. لكن مع الأسف ثقافة الأسرة عشوائية بهذا الشأن وبدائية إلى حد كبير، حيث نجد أن التلفاز يعمل ليل نهار يتناوبه أفراد العائلة دون توقف. ما أعتقده أن الصائم في رمضان يستطيع المواءمة بين صيام الشهر وقيامه من جهة وبين متابعة ما يفيد من برامج تلفزيونية من جهة أخرى، تظل الحاجة ماسة لرب أسرة رشيد يوجه أهل بيته لانتقاء المفيد، وفي ذات الوقت يكون هو قدوتهم في ذلك. م. عايض الميلبي ينبع