اعتبر عدد من الخبراء والمحلللين السياسيين اللبنانيين في تصريحات ل «عكاظ» القمة الإسلامية الاستثنائية التي ستعقد بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مكةالمكرمة يومي السادس والعشرين، والسابع والعشرين من شهر رمضان الحالي فرصة كبيرة لإقناع الدول الإسلامية الخروج بموقف موحد لوقف معاناة الشعب السوري، مشيرين إلى أنها تضع العالم الإسلامي أمام مسؤولياته. وقال المتخصص في الشؤون الإسلامية سعد الله السباعي إن انعقاد القمة الإسلامية الاستثنائية في هذه المرحلة يمثل حدثا مفصليا بارزا أمام ما يتعرض له الشعب السوري من مأساة كبرى لا يمكن السكوت عنها بأي شكل من الأشكال إنسانيا ودينيا خاصة بعد فشل كل المساعي العربية والدولية. وأضاف أن دعوة خادم الحرمين الشريفين للقمة تضع الدول الإسلامية أمام تحدياتها وخاصة بعض الدول التي ما زالت تمد النظام السوري بالعتاد والسلاح وبالتالي سوف تشكل حالة ضغط كبيرة على تلك الدول لاتخاذ موقف مساعد في وقف معاناة الشعب السوري. ورأى أن قمة مكة الاستثنائية تشكل حدثا إسلاميا على الدول الإسلامية أن تستغله لاستعادة دورها الفاعل في الساحة الدولية. وتابع أن جميع الشعوب الأسلامية تتطلع بتفاؤل لما ستسفر عنه القمة التي تأتي في الوقت المناسب لوضع النقاط على الحروف واستعادة التضامن الأسلامي. ومن جهته، قال المحلل السياسي الدكتور أحمد المصري إن قمة مكة الاستثنائية هي قمة الضمير لأن دعوة خادم الحرمين الشريفين لانعقادها إنما جاءت لوضع العالم الإسلامي أمام تحدياته. فما يحصل في سورية لا يشكل شأنا سوريا داخليا وحسب، بل وأيضا هو شأن إسلامي يهدد العالم الإسلامي بفتنة كبيرة، وعلى الدول الإسلامية تحمل مسؤولياتها في هذا المجال، والعمل على إيجاد رؤية لوقف هذه الأزمة بما يحفظ كرامة وحقوق الشعب السوري. وأضاف أن قمة مكة الاستثنائية مطالبة بالكثير بداية بموقف إسلامي موحد لحفظ دماء المسلمين في سورية. كذلك أن تخرج بوثيقة تاريخية لمواجهة الفتنة الطائفية، والعمل على التأكيد على روح الوحدة الإسلامية في تعامل الدول الإسلامية فيما بينها فلا تتدخل إحداهن بشؤون الأخرى. واختتم قائلا على الدول الإسلامية أن تتحمل مسؤولياتها، وإلا فالتاريخ لن يرحمها والفرصة سانحة لذلك في قمة مكة.