لكل إنسان طموحات وأحلام كثيرة، وتراوده دائما أفكار وآمال وتطلعات كما يتعرض دائما لمواقف مختلفة تحتم عليه كلها اتخاذ الخطوة الأهم ألا وهي اتخاذ القرار الصائب.. هذا القرار قد يغير حياة الإنسان بل ومصيره أو قد يؤثر على حياة الآخرين.. فلا تنس أن قراراتك يجب أن تبنى على الأخلاق والقيم قبل كل شيء. إن اتخاذ القرار الصحيح في التنفيذ هو المفتاح الأهم في تحقيق الهدف؛ ومن ثم تحويل الهدف إلى واقع ملموس، لتتجسد فيه الفكرة بعد ذلك على أرض الواقع كحقيقة.. إذ إنه لا يكفي أن يكون القرار حبيس الأضلاع، بل يجب إخراجه إلى حيز التنفيذ لكي يكون ذا معنى.. ومن لا يمتلك قوة اتخاذ القرار لا يمكن أن ينجز شيئا.. إن كل الأفكار والمشاريع تبقى معلقة في الهواء، أو أن أحدا غيرنا سيتولى تدبير الأحداث من حولنا ما لم نقم نحن باتخاذ القرار.. وليكن واضحا أنه إذا قررنا أن لا نتخذ قرارا فهو قرار أيضا نتحمل عواقبه في النهاية. إذن اتخاذ القرار الصحيح هو أمر مهم للغاية في تجسيد تلك الأفكار والتصورات أو الطموحات وغيرها، وإن لم يتخذ القرار المناسب ستنحسر كل تلك الأحلام تدريجيا لتختفي، أو أنها ستبقى تراود صاحبها بين فينة وأخرى في حلقة مفرغة، لأن صاحبها ليس بصاحب قرار ولا يمتلك العزيمة الكافية لاتخاذ القرار الذي بدونه لا يمكن تحقيق أي هدف.. وهنا يتجلى الفرق بين الإنسان القائد لنفسه أو لغيره والذي يتميز بصنع القرار والانتقال بالأفكار وتحويلها من المخططات والتصورات والطموحات إلى واقع بل إلى حياة نابضة.. اتخاذ القرار بلا شك مهمة صعبة للغاية، تتناسب مع الحدث وأهميته وحساسيته للفرد أو للمجتمع، إلا أنها تهون كثيرا عندما يكون الشخص المناسب هو من يتولى أمر اتخاذ القرار.. الشخص القائد.. ولنفرق بينه وبين الشخص الذي يدير الأمور أو الأحداث وقد يتقدم وقد يتأخر إلا أنه يبقى حبيس ظروفه، متخذا منها إطارا يناور ضمنه، فلا يتجاوزها وعادة ما تديره الأحداث وتؤثر فيه العوامل الخارجية أكثر مما يؤثر فيها هو.