أكد العميد الركن المتقاعد في الجيش اللبناني، الدكتور هشام جابر رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات في تصريح خاص ب «عكاظ» أن الحديث عن وجود أسلحة كيميائية في سورية من قبل الولاياتالمتحدة وإسرائيل أمر ليس مؤكدا وليس موثقا بأدلة وقرائن، ولكن في ظل صمت النظام السوري بنفي أو تأكيد الأمر، فهذا في التحليل يرجح وجود هذه الأسلحة. وأضاف: «يجب التأكد أولا من نوعية الأسلحة الكيميائية الموجودة وهي كثيرة، فهناك الغاز المسيل للدموع الذي تمتلكه أغلب الدول إذا لم نقل كلها، وهناك الغازات السامة التي تؤدي إلى شلل الأعصاب، وهذه الأسلحة تختلف تماما عن الأسلحة النووية والجرثومية. ولكن في حال وجودها، فإن النظام سيعتبرها أولوية تقتضي منه حتما التمسك بها والدفاع عنها لآخر رمق، لأن هذه الأسلحة إذا تم الاستيلاء عليها من قبل الجيش الحر، أو أي جهة أخرى منشقة عن النظام ستؤذي سورية بكاملها». وتابع الدكتور جابر: «أما في حال دخلت سورية في حرب أهلية فالسؤال سيكون، من سيتمكن من الاستيلاء على هذه الأسلحة، لأن الحرب الأهلية ستقع عند انكفاء النظام وخروجه من العاصمة إلى الشمال (أي إلى طرطوس واللاذقية)، وعندها سيقسم الشعب إلى فئتين أو ثلاث فئات متناحرة، وتعم الفوضى والقتل في البلاد والسيطرة على المؤسسات العامة والخاصة والآليات العسكرية والأسلحة التي كانت بحوزة النظام بطرق عشوائية. وإذا لم يكن الشعب الثائر مدركا لخطورة هذه الأسلحة فسورية بأكملها مهددة بخطر، بشعبها ووجودها أمام العالم». وعن حق المجتمع الدولي بوضع يده على هذه الأسلحة قال جابر: «لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتخذ أي قرار بشأن هذه الأسلحة، أو أن يضع يده عليها إلا عبر عقد اجتماع لمجلس الأمن وصدور قرار دولي بهذا الشأن. إلا أن الحديث عن الحرب الأهلية والتقسيم وسقوط النظام والاستيلاء على الأسلحة الكيميائية سيبقى معلقا إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية. حيث إن الإدارة الأمريكية أمام رأيين: الرأي الأول: مع التدخل في سورية والحرب والتقسيم ليشمل أيضا العراق والأردن ولبنان ليس بمنأ عنها. والرأي الثاني: الذي يمثله أوباما وهو ضد الحرب وتقسيم سورية وبالتالي لا يهتم لمصلحة إسرائيل، بل هو مع إقامة أنظمة غير معادية لأمريكا.