في أحيان كثيرة يعتبر الصمت مفيدا وفعالا ونافعا كونه يعد ميزة تميز صاحبه وفق المثل القائل إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.. بعض الأشخاص يصمت لكي يستمع لحديث غيره وبعضهم يصمت لكي يركز في أقوال المتحدثين والبعض يصمت من أجل عدم أكل لحوم البشر بالغيبة والنميمة وغير المفيد وثلة قد تصمت كنوع من أنواع الطبائع المحببة إلى النفس. الصمت المخيف ذاك الصمت الذي يخجل صاحبه من المطالبة بحقوقه المشروعة فيخنع ويخاف ويرتعد من قوة وصلابة الأقوياء وتصبح حياته ومطالبه وحقوقه في قادم أيامه هدف دائم لأقاربه ومن يعرفه ويعرف طبيعته وسلوكه المخيف. الصمت مخيف عندما تتحجر وجهات نظر الشخص وتتلعثم الكلمات وتقف العبرات في داخل صدره فتنكسر شوكته ويقل بريقه ويصبح رأيه مع آخر وجهات النظر المهمشة على سلم هذه الحياة. الصمت مخيف عندما يتعرض الشخص لمواقف محرجة وحساسة يفقد من خلالها كلمته ورده ودفاعه بكل بسالة عن نفسه وعن دوره ووجوده داخل منظومة مجتمعه. ومخيف ذلك الصمت الذي من خلاله تكسر هيبة الزوج وكلمته وكرامته وشخصيته أمام أبنائه وبناته ومن قبل زوجته فتصبح شرخا غائرا في علاقتهم به وعلاقته بهم. ذلك الصمت المخيف قد يصبح في لحظة ما من لحظات الإنسان مدخل شر فيتم الزج به بين براثن الجريمة فيتحمل مكرها ذنب وأخطأ غيره وتصبح مسألة الدفاع عن نفسه معضلة حقيقية تمثل حجر عثرة في طريقه وطريق سعادته وتكيفه وراحة باله، ليس هناك قول وتصرف وفعل وسلوك يعادل التصرف والقول والفعل والسلوك بوسطية معقولة ومناسبة مع كل مطالب الحياة وضروراتها ووفق قاعدة لا ضرر ولا ضرار. علي عايض