سعود النخيش كتب محتجا بقوله: «هل أنت كاتبة للنساء فقط، أم للكل؟» وفي الواقع ليس سعود الرجل الوحيد الذي يقول مثل ذلك، فقد سمعت هذا القول من كثيرين غيره. ولا أدري ما الذي يضايق أولئك الرجال من كوني أكتب كثيرا، (حسب رؤيتهم) عن قضايا المرأة؟ المرأة هي الطرف الأضعف في هذا المجتمع، ليس من حيث القوة البدنية أو القوة النفسية، وإنما من حيث خفوت الصوت وكف اليد، فالمرأة تعاني من عدد من القرارات والأنظمة الرسمية التي تضيق عليها وتجردها من حرية التصرف، وتقصيها عن مواقع اتخاذ القرارات، كما تعاني من مفاهيم اجتماعية تجعلها دائما واقعة داخل دائرة الاتهام، محملة مسؤولية ما يقع عليها من أذى حتى ذلك الذي يأتي واضحا فيه خطأ الرجل، وفوق ذلك كله هي مطالبة بالصمت وإبداء الرضى والصبر على المكاره، فمن المنكر عليها إظهار الاعتراض أو الاحتجاج أو حتى مجرد الشكوى. ألا يكفيك يا سعود أن توصف المرأة بالطيش والحمق ونقص العقل وتغليب العاطفة، ثم بعد ذلك، حين يقع خلاف بينها وبين زوجها فيضربها ويدميها ويهينها، تأتيها التوجيهات والمواعظ بأنها هي التي (استفزت) زوجها بسلاطة لسانها وأثارت غضبه وكان عليها أن تصمت وتصبر... إلخ. هل رأيت كيف انقلب الوضع هنا، حيث يطلب من المرأة (ناقصة العقل، المساقة بالعواطف، البعيدة عن الحكمة) يطلب منها التصرف باتزان ورزانة عند الخلاف مع الزوج، أما الرجل (الحكيم، العاقل، الذي لا تغلبه عاطفته، ويحكم تفكيره) فإنه مقبول منه أن يفلت من يده زمام التحكم في السلوك فيسمح لسلاطة لسان زوجته أن (تستفزه)، وأن تسوقه بعيدا عن العقل والحكمة فيقدم على فعل ما لا يقبله عقل ولا خلق ولا دين، بحجة الوقوع في الغضب الذي أثاره في نفسه سلوك المرأة! أليس مثيرا للسخرية أن يتمكن (الأضعف) من توجيه سلوك (الأقوى)! سعد زايد يقول إن رجلا وزوجته اشتركا في إقامة وقف لأولادهما الذكور والإناث، ولكن بعد وفاة الإناث لا يحق لأولادهن نصيب في ذلك الوقف، وهو يتساءل عن أسباب ذلك. وهل القضية لها أصل في الفقه، أم أنها من صنع المجتمع، وماذا ستقول النساء عن هذه المسألة لو أنهن عملن في الفقه. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة