الهمة العالية قال الشاعر: وإن علاني من دوني فلا عجب لي اسوة بانحطاط الشمس عن زحل. من الطبيعي جدا أن يتفاوت الناس في الرتب، والمنازل، والمكانات لاشك أن هذا التباين أمر مسلم به، لكن على المرء الا يدخر جهدا في سبيل الوصول إلى أسمى المراتب وأن يعقد العزم ويجمع النية على تحقيق آماله وطموحاته مهما كلف من تضحيات جسام اما ان يظل يندب حظه العاثر ويكثر من العويل، والتشكي فهذا عجز وتفريط وضعف لا يجدي نفعا، بل يضاعف الهموم والأحزان ويزيد الطين بلة، وحسب المرء هذا. إن عجلة الزمن تظل دائرة من يستطيع أن يوقفها والأيام تنقضي سراعا من يمسك بتلابيبها؟ وغروب الشمس يؤذن بطلوع فجر جديد ما أحرانا أن نهتبل كل دقائقه عطاء وعملا، والسير بخطى حثيثة نحو التميز والإبداع، فكم من فرص ضاعت اعقبتها لحظة جزع وندم وذهبت عليها النفس حسرات وهيهات أن ينفع النم أو الحسرة. في الأحوال كلها المرء في مسيس الحاجة إلى همة تبلغ عنان السماء وإلى إرادة تطاول الجبال، جاء في الحديث الشريف: (لو تعلقت همة أحدكم بالثريا لنالها). وشتان بين من يتطلع إلى الثرى، وبين من يرمق الثريا، من رام وصل الشمس حاك خيوطها ... سببا إلى آماله وتعلقا ما أجمل أن يكون المرء حازما! في أفعاله في تصرفاته كله حماس وكله طموح وكله جرأة واقدام وفي الوقت نفسه يحذر كل الحذر من «سوف» فإنها متكاسل خامل وعاجز، وارتضى لنفسه البضعة والهوان. سويدي محمد أحمد السلامي الإعلام والعالم لقد طغى على العالم أحداث كثيرة، وتم نقل هذه الأحداث عبر وسائل الأعلام بمختلف جوانبه. ونلاحظ أن هناك تأجيجا وتغرضا وتركيزا في نقل بعض الأحداث أو مناقشتها عبر البرامج مما أدى إلى تضليل الرأي العام وانسياقهم بتداول الحدث دون النظر للتوجه الذي تسبب بهذا الحدث؛ لأنه بوجهة نظري أرى أن معرفة السبب والتوجه الذي تسبب في الأحداث أهم من الحدث نفسه حيث توضح الصورة العامة لكل شيء فلقد اتخذ ابليس لعنة الله هذا النوع من الإعلام نهجا له، حيث صور او علم سيدنا ادم عليه السلام ان يأكل من شجرة الزقوم وقد نهاه الله عن ذلك وغاية ابليس الاضرار بآدم عليه السلام فاعلمه أنها شجرة الخلد وان يأكل منها وانها شجرة مباركة فطاوع آدم ابليس واكل من الشجره فوقعت المكيدة. وتحققت غاية ابليس؛ لذلك يجب ان نتريث في قراءة الاحداث وماحولنا ولنعرف غاية السؤال قبل الاجابة، فقد يكون سؤال حق يراد به باطل وقد يكون سؤلا باطلا يراد به باطل فينساق الانسان للاجابة دون النظر والتمعن في غاية السؤال وهو المهم، وكذالك هي الأحداث هذا مانراه في القنوات العربية التي تنقل أحداثهم والتأجيج الموجود والاسئلة المغرضة في البرامج التي تتسبب في احتقان الشعوب وتوجيههم لفعل أحداث تسير لتحقيق غايات بعيدة المدى. في النهاية الحقيقة هي (يشارك كافة البشر في بناء هذا العالم ولكن تشكيل هذا البناء يكون لقلة منهم). سلطان بن محمد الراشدي