تزايدت الهجرة الداخلية من قرى وبلدات شمال وشرق الطائف إلى المدن الكبيرة، بحثا عن الخدمات التنموية الأساسية التي تفتقدها مناطقهم الواقعة على مساحات شاسعة، تحوي 100 تجمع سكاني يقطنها أكثر من 100 ألف نسمة. أهالي تلك القرى والهجر اعتبروا شح المياه من أبرز المعوقات التي تنغص حياتهم، مشددين في الوقت ذاته على بناء الكليات في منطقتهم لوضع حد لحال الترحال الذي يعيشه الطلاب والطالبات بحثا عن العلم في المحافظات الأخرى، ما يعرضهم للحوادث، مرجعين معاناتهم إلى ما اعتبروه «مركزية الخدمات» في الطائف. ورأى محمد غزاي العضياني أن محافظة المويه ومراكز ظلم ، أم الدوم ، رضوان ، حفر كشب، وغيرها من المراكز المجاورة في حاجة ماسة لافتتاح فرع لجامعة الطائف، لحقن دماء الطلاب والطالبات التي تراق بغزارة إثر الحوادث التي تقع على الطرق المؤدية إلى محافظات المجاورة حيث يدرسون، لافتا إلى أن الطلاب يقطعون يوميا الطرق السريعة ذهابا وإيابا لبلوغ الكليات في تلك المناطق ويبعد أقربها 150 كلم. وقال العضياني «طلاب هذه المراكز بالآلاف وموزعين على كليات الخرمة وعفيف وجامعة الطائف بل إن بعض السكان هاجر للمدن، حفاظا على المستقبل التعليمي لابنائه وبناته»، متمنيا إنهاء هذه المعاناة بافتتاح فرع لجامعة الطائف في المويه والمراكز المجاورة لها، لافتا إلى أن ذلك يسهم في حفظ توازن الخدمات بين محافظات المنطقة. إلى ذلك، أكد ذيب الرويس أن جميع المراكز الخارجية التابعة للطائف تعاني من شح المياه وغياب مشاريعها، ملمحا إلى أن سكان مراكز شمال وشرق الطائف يزودون بردود محدودة من مياه الآبار لا تفي بالحاجة، ما يجبرهم على اللجوء إلى الصهاريج الخاصة التي يتجاوز ثمنها 120 ريالا للرد الواحد، في حين لا يزيد كلفتها على 50 ريالا في داخل محافظة الطائف. واعتبر الرويس غياب مشاريع المياه المحلاة والكليات عن شمال وشرق الطائف يدل على مركزية الخدمات، مشيرا إلى أن هذه المشكلة اسهمت في تزايد الهجرة الداخلية من الأرياف إلى المدن، ما يدعو إلى دراسة احتياجات هذه المراكز ودعمها بالمشاريع خصوصا ما يتعلق بالمياه والكليات. من جهته، أفاد أحمد العتيبي أن المراكز الخارجية خصوصا الواقعة على طريق الطائفالرياض بحاجة للمزيد من الاهتمام البلدي فيما يتعلق بالمنتزهات الطبيعية، لإبراز الصورة الجمالية التي تليق بها كواجهة للمنطقة الغربية والمشاعر المقدسة. وألمح إلى أن ما يقدم من خدمات بلدية داخل محافظة الطائف لا يقارن بالمشاريع المنفذة في المراكز رغم كثرة سكانها، وأهمية مواقعها، مطالبا بتكثيف المشاريع البلدية في مراكز الطائف الخارجية من خلال زيادة مخصصاتها في الميزانيات المعتمدة من أمانة الطائف لتقديم الخدمات التي يحتاجها سكان المراكز والقرى وللحد من هجرتهم للمدن بحثا عن الخدمات.