نادرا ما أكتب عن موضوع مقالين متتابعين إلا إذا كان الموضوع على درجة كبيرة من الأهمية لا يمكن إيفاءها حقها في مقال واحد، لكن الدكتور سعد الدريهم أجبرني أن استفتح هذا الصباح بمقال آخر عن القضية التي أثارها، لأنه ألقى علينا تحية/ تغريدة صباحية أرادها اعتذارية فجاءت أسوأ من الخطأ الذي اقترفه وحاول إيهام الأتباع أنه يعتذر عنه. فعلا صباح سيئ ومستفز عندما تتوقع مخطئا أن يبادر بمراجعة خطئه لكنك تجده يحاول استغفال الناس بأسلوب يفتقد أدنى قدر من الذكاء.. لا أظن أحدا ممن صدمهم رأي الدريهم يحمل موقفا شخصيا منه لأنه جديد على ساحة الاستفزاز، أو لا يتمتع بانتشار يجعل للآخرين منه موقفا، لكن لا يمكن غمطه حقه في أنه كان ماهرا في اقتحام نادي مشاهير الآراء الشاذة لأنه (جابها مطبلة) ليضمن دخول النادي بجدارة.. يقول الدريهم في اعتذاره يوم أمس: (لقد أكثروا علي: قلت لهم هذه قائمة التغريدات بين أيديكم، فأروني الخطأ فأتبرأ منه، لكن سرعان ما ينخنسون..).. نحن هنا أمام شخص يصر أنه لا يرى خطأ في ما قاله، وهذه مشكلة كبرى، لكنه يتراجع قليلا ليقول: (كان خطأ غير مقصود والمراد الاستشهاد لا الحصر، لكن طار بها الركبان من صغار العقول فأوغروا بها صدور العقلاء، فكانت الباقعة)، أي أن كل الآلاف من الناس الذين استنكروا قوله عقولهم صغار لا ترقى إلى فهم حيثيات الخطأ الذي وقع فيه دون قصد.. الباقعة يا شيخ سعد هي إنكار الخطأ أو محاولة إيجاد مخرج منه بتسفيه عقول الناس الذين استنكروا قولك وفيهم الكثير من كبار العقول الأكثر علما منك في العلم الشرعي.. لو كنت أدركت فعلا أنك وقعت في خطأ غير مقصود لكفى الاعتذار عنه دون إضافات وستنتهي القضية، لكن استصغارك لعقول الناس في سياق تبريرك للخطأ فيه من التعالي ما يجعل اعتذارك مشكوكا في صدقه.. هل انتهت كل القضايا المهمة التي يجب على أستاذ جامعة مثلك أن يناقشها ليتوقف انشغالك عند قضية كان يجب أن تعرف مسبقا أن لا أحد يقبلها لما فيها من حمولة كبيرة من الإساءة؟؟ على أي حال، نتمنى ألا نفاجأ صباح اليوم بباقعة أخرى منك حتى لا تتحول القضية إلى مشروع مسلسل رمضاني اسمه «الدريهم والفرقة الناجية».. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة [email protected]