يعاني أهالي محافظة الأفلاج مما وصفوه بضعف الخدمات الصحية التي يقدمها مستشفاهم العام ومراكز الرعاية الصحية التابعة له، على الرغم من أن الجميع من رجال ونساء وأطفال يلجؤون إليها للبحث عن دواء لأوجاعهم. وما أن يراجع المريض المستشفى أو المركز الصحي حتى تبدو على معظمهم علامات عدم الرضا، ويلحظ أنهم يعيشون معاناة جراء النقص الحاصل في عدد من التخصصات الأساسية، وخصوصا في أقسام النساء والولادة والحالات الطارئة التي اعتاد المستشفى دائما تحويلها إلى المستشفيات الأخرى، إضافة إلى إغلاق عيادات مهمة داخل المستشفى العام، كالمخ والأعصاب، المسالك البولية، العيادة النفسية، وقسم النساء والولادة في بعض مراكز الرعاية الصحية. وأكد الأهالي أن عدم توافر خدمات طبية وأطباء أكفاء داخل مستشفاهم كان من الأسباب الرئيسية في عزوفهم عنه وبحثهم عن مستشفيات متقدمة في مدينة الرياض، مطالبين وزارة الصحة بسرعة التحرك لتقديم الخدمات الصحية التي يأملها المواطن. وبين الأهالي حاجة المستشفى إلى إعادة هيكلة، وتزويده بكوادر مهيأة تحرص على تقديم الخدمات الصحية على أكمل وجه، كما أن المبنى الرئيسي للمستشفى العام ومباني مراكز الرعاية الصحية مضى عليها فترة من الزمن ولم تتغير، وذلك كالمبنى المستأجر لمركز الرعاية الصحية في مركز الهدار (90 كيلوا مترا جنوب الأفلاج)، والذي مضى على بنايته 30 عاما، ويشهد حاليا تشققات في أرجاء المبنى، ويعتبر آيلا للسقوط وغير آمن للعاملين فيه والمرضى الذين درجوا على مراجعته. من جانبه، كشف ل «عكاظ» مدير المستشفى العام لمحافظة الأفلاج عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري عن وجود 84 مليون ريال في الشؤون الصحية بمنطقة الرياض، مخصصة لإصلاح البنية التحتية في مستشفى الأفلاج العام، ولكنها لم تسلم حتى الآن لأية مؤسسة، بل إن المشروع في طور مكاتب الاستشارات الهندسية، معترفا ببعض النقص الحاصل في الكوادر الطبية داخل مستشفاه العام ومراكز الرعاية التابعة له، مؤكدا بأنه لا يوجد في المستشفى العام منذ 3 سنوات طبيب مخ وأعصاب، وأيضا لا يوجد منذ أكثر من عام طبيب مسالك بولية، وكذلك لا يوجد طبيب للعيادة النفسية منذ 9 أشهر، وأيضا بعض مراكز الرعاية الصحية لا يوجد بها طبيبة نساء وولادة أو حتى طبيبة عامة. وعلل البقاء في مبنى متهالك في مركز الهدار، بأنهم لم يجدوا السكن المناسب في المساحة ومبلغ الإيجار، وذلك لنقل مركز الرعاية الصحية في مركز الهدار من المبنى الحالي، معترفا بأنه مبنى غير مناسب لمرفق صحي . ونفى الحيدري اتهام المواطنين للعجز الحاصل في بنك الدم في المستشفى بقوله إن بعض المراجعين يدور في ذهنه أنه إذا طلب منه توفير كمية الدم الذي قدمت لمريض أن هناك نقصا حاصلا في البنك، ولكن أحيانا تستهلك كمية كبيرة من فصيلة معينة، ونحتاج توفيرها من خارج المستشفى، وبعض العمليات الجراحية لا تجرى حتى يوفر المريض الكمية التي يحتاجها، مشيرا إلى أن الفصائل النادرة التي يحتاجها أحيانا بعض المرضى توفر من المستشفيات المجاورة، حيث لا يستغرق المريض في مدة الانتظار سوى وقت ذهاب وإياب الإسعاف الذي يرسل لجلب الفصيلة من المستشفى المتوفرة به، والكمية المتوفرة دائما لدينا نحتفظ بها في الثلاجة ولمدة 35 يوما. وأرجع مدير مستشفى الأفلاج العام عزوف بعض الأهالي عن مستشفى المحافظة وتوجههم إلى المستشفيات الأخرى في الرياض إلى مبالغة بعض المرضى في التشكي، علاوة على ذلك النقد الذي يتعرض له المستشفى من الإعلام.