حين بدأت بكتابة هذه الكلمات لم أعرف عن ماذا سأتحدث أو ما الذي أريد أن أبوح لك به أيها القارئ العزيز من أسرار كثيرة أود مشاركتك بها. مع أني في الغالب أعرف تماما ما أنوي الكتابة عنه، رغم أن الأمر لا يخلو من بعض المشاكسة بين القلم والفكر، حيث أبدأ أحيانا بكتابة موضوع ما واكتشف بعد الانتهاء منه بأن القلم أرسى سفينة أفكاري على ضفاف شاطئ فيروزي من نوع آخر لم يسبق لقدمي أن وطأته. أو لسنا جميعا نمر بهذه اللحظات باختلاف الظروف؟ أكاد أجزم بنعم، لكني أخشى التعميم وأبغضه مهما بدا صحيحا. لكن وفي خضم هذا الصراع الفكري الدائم، ابتسمت وأنا أتذكر نقاشا دار بيني وبين إحدى الصديقات حين كنت على مقاعد الدراسة في كلية الإعلام. كنت أصر بشكل عجيب بأني شخصية لن تتغير! لي أفكار وطقوس وتوجهات لن أحيد عنها مهما حدث! ناقشتها بحدة حين قالت بأن بريق الشهرة سيخطف عقلي وسيتحكم في اختياراتي في الحياة وبأني مهما حرصت لن أقوى على الوقوف في وجه رياح التغير! والآن بعد سنوات من ذلك النقاش اعترف بأننا أخطأنا، فلم يكن نقاشنا عقلانيا بقدر ما كان عاطفيا يغلفه الإندفاع والحماسة، وبالتالي لم نستطع التعبير بشكل صحيح عن أفكارنا! وربما لأننا وبشكل لاواع ومن خلال تراكمات ذهنية ربطنا بين التغيير والسلبية! وأقرب مثال واقعي على حديثي هو حين يتغير سلوك شخص ما للأسوأ فنحن نقول: «والله فلان اتغير»! ويرتسم الاستياء على وجه من نحادث وهو يتساءل عن السبب! أخيرا أقول.. بأن صديقتي تحدثت بمنطق عائم حين قالت بأن التغيير للأسوأ يطال كل من طرقت الشهرة بابه، واعترف بأني أخفقت حينها في محاولاتي لإيصال فكرتي! فقد كنت أقصد بأني لن أسمح للشهرة بأن تغير مبادئي وأخلاقياتي أو أن تعبث بإنسانيتي، لكني بالتأكيد سأسمح للتغيير بأن يطال كل شبر في حياتي.. بشرط أن يكون فقط للأفضل. [email protected]