فشلت الدول المشاركة في اجتماع مجموعة الاتصال في التغلب على خلافاتها بشأن الخطة التي طرحها مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية للانتقال السياسي في سوريا، وذلك عشية الاجتماع المقرر انعقاده في جنيف اليوم، وأكدت مصادر دبلوماسية ل «عكاظ» أن تمسك روسيا بوجود الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية يهدد بإفشال الخطة التي تتضمن استبعاد الأسد واقامة حكومة وحدة وطنية مؤقتة. وأفصحت المصادر عقب اللقاء التحضيري الذي عقد برئاسة ناصر القدوة نائب عنان في جنيف أمس ، أن روسيا كانت أبرز الرافضين للخطة، لافتة الى أن الأمر بات متروكا للبت فيه من قبل وزراء خارجية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وتركيا وقطر والكويت والعراق المشاركين في اجتماع اليوم. وأضافت «الوضع سيئ للغاية ويزداد سوءا، واذا لم يتم التوصل لاتفاق سيعرف الأسد أن كل الفرص متاحة أمامه لاطلاق طائراته واحراق المدن وان المجتمع الدولي لن يفعل شيئا». وقال دبلوماسي غربي «من الصعب للغاية إرضاء الروس. وما زلنا نأمل في التوصل الى نتيجة ايجابية في اجتماع الغد (اليوم)» لافتا الى أن الوفد الروسي ضغط من أجل إدخال تعديلات على خطة عنان لكن الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا رفضت تلك التعديلات. وبعد أن سادت شكوك في امكانية عقد اجتماع جنيف أكد أحمد فوزي الناطق بإسم عنان انعقاده قائلا «لقد انتهت المشاورات التحضيرية. وستتواصل غدا (اليوم) على مستوى وزاري».وكان عدد من وزراء الخارجية، بينهم وزراء الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا، هددوا بعدم المشاركة في الاجتماع جنيف في حال لم تتوافر شروط نجاحه. ورفضت المعارضة السورية المشاركة في اي حكومة في ظل بقاء الأسد في السلطة. من جهة ثانية، أكدت جامعة الدول العربية مشاركة جميع قوى وأطياف المعارضة السورية في مؤتمرها الأول الذي سيعقد في القاهرة يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين. وحث الاتحاد الأوروبي المعارضة السورية إلى توحيد جهودها للانتقال إلى سورية خالية من الأسد ونظامه. وقال بيان صدر في ختام قمة في بروكسل امس ، إنه «يدين بقوة العنف الوحشي والمجازر ويدعو النظام السوري إلى وقف هجماته ضد المدنيين فورا.. ويحث مجموعات المعارضة السورية إلى الإتفاق على وضع مبادئ مشتركة للعمل باتجاه انتقال شامل ومنظم وسلمي نحو مستقبل خالٍ من الأسد ونظامه الوحشي». ميدانيا، حصدت اعمال العنف أمس 55 قتيلا على الاقل بينهم 36 مدنيا وذلك غداة واحد من اكثر الايام دموية اسفر عن مقتل 180 شخصا على الاقل. ورغم تصاعد اعمال العنف والاعتقالات خرج مئات الآلاف من السوريين في تظاهرات في جمعة أطلق عليها الناشطون اسم «واثقون بنصر الله».