لم يفلح الألمان في حل عقدة الأزوري التي ظلت عائقا بينهم وبين نهائي أوروبا وسقطوا مجددا في فخ الكتيبة الزرقاء رغم الحضور القوي لهم منذ بداية البطولة، ولم تشفع لهم الأرقام التي اكتسحوها في إحصائية المواجهة المثيرة والسيطرة التامة على وسط الميدان في فك طلاسم خصومهم الطليان. رقميا هيمن المانشافت على كل شيء، إذ دانت له السيطرة على الكرة وكان استحواذهم بنسبة 54 في المائة مقابل 46 في المائة لإيطاليا، بينما توزع اللاعبون بشكل متوازن بين الخطوط واستقروا في منتصف ملعب الخصم، فيما كانوا الأفضل في التصويب على المرمى عبر 17 تسديدة بينها 10 تسديدات كانت بشكل مباشر وعلى مرمى الكبير جيانلويجي بوفون، في حين أن نجوم المنتخب الإيطالي اكتفوا ب 10 تسديدات فقط نصفها كانت على حارس المرمى، ولعب العملاق بوفون دورا كبيرا في إحباط كل المحاولات الألمانية وطوح بالكثير منها وتدخل 10 مرات لإنقاذ مرماه، في مقابل 4 تدخلات للحارس الألماني مانويل نوير الذي كاد هو الآخر أن يساهم في إحراز التعادل بخروجه في الرمق الأخير من المباراة. وكانت أفضلية الهجوم والتهديد طاغية للمنتخب الألماني الذي ما فتئ يضرب الدفاعات الطليانية دون تركيز سيما في غياب الحضور الذهني لكلوسا وقوميز، وحصل الفريق على 14 ضربة ركنية فيما لم يحصل الفريق الإيطالي على أي منها وهو ما يعكس سيناريو المواجهة والضغط الكبير للمكائن على خصومهم الذين ارتكبوا 18 خطأ بينها ركلة الجزاء، في مقابل 12 خطأ للألمان كانت النسبة الكبرى منها في الشوط الثاني وشهدت الدقائق الأخيرة توترا تسبب في زيادتها، ولعب الإيطاليون 13 ضربة مرمى مقابل 5 للمانشافت الذين نقلوا المواجهة في ملعب المنافس منذ وقت مبكر. ولم يسقط رفاق أوزيل في فخ التوتر كما يحدث عادة وكانوا الأكثر هدوءا ونال بطاقة صفراء واحدة في مقابل 4 بطاقات للاعبين الإيطاليين. ورغم الأداء المميز الذي قدم من قبل المنتخب الشاب والذي وصف بالحيوي طيلة منافسات البطولة وانتزاعه العلامة الكاملة في مواجهاته، إلا أنه أعاد سيناريو مونديال جنوب أفريقيا وسقط في الأمتار الأخيرة مطوحا بآمال جماهيره التي تقاطرت من كل دول العالم لمؤازرته.