سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يجب أن نلتف حول القيادة . . يداً واحدة .. لا يشغلنا شيء عن حماية الوطن سمو الأمير نايف في ملتقى «عكاظ» السنوي الأول محذراً من تجاهل الواقع الراهن والانشغال بالأمور الثانوية:
دعا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الإعلاميين بمختلف مواقعهم أن يستشعروا المسؤولية، وذلك في أول حوار إعلامي فكري تستضيفه صحيفة محلية، حينما استضافت الأمير نايف بحضور نخبة من المسؤولين والإعلاميين والمفكرين في الملتقى السنوي الأول وذلك في 13/1/1424ه، وحث سموه خلال الملتقى جميع المواطنين أن يلتفوا حول القيادة وأن لا ينشغلوا بالأمور الثانوية، منبها سموه إلى ضرورة تفهم الظروف التي يمر بها العالم وما تعيشه المنطقة من واقع ليس من السهل تجاهله أو عدم التعامل معه.. وأن نكون جميعا يدا واحدة «فالوطن يجري حبا في دمائنا..». وأكد سموه في كلمة في ملتقى «عكاظ» السنوي الأول، على دور الكتاب ومسؤوليتهم الكبيرة في تنمية الوعي والعمل من أجل مصلحة الوطن.. وقال سمو الأمير نايف «يجب على كل من يسخر قلمه للكتابة أن يستشعر مسؤولية الكلمة ويخاطب الناس بما ينفعهم ولا عذر لمن يكتب عن جهل.. نريد نهجا إعلاميا بناء يتعامل على أساس الواقع ويعطي القارئ معلومة صحيحة ورأيا صائبا». وطالب سمو وزير الداخلية ورئيس المجلس الأعلى للإعلام المسؤولين ألا يكونوا حساسين تجاه ما يكتب عن أجهزتهم، محملا في الوقت نفسه الكتاب مسؤولية تحري الحقيقة والمصداقية بقوله «الكتابة مسؤولية وليست مجرد اسم وصورة في صحيفة». ولفت صاحب السمو الملكي الأمير نايف إلى الظروف التي تمر بها المنطقة العربية الآن وما يحدث باتجاه العراق، وقال «الأنظار موجهة إلى منطقتنا المستهدفة والواقع يحتم علينا التعامل معه بصرف النظر عن خطئه وصوابه لتجنيب بلادنا الآثار السلبية..». وجدد سمو الأمير نايف موقف المملكة الرافض للعمل العسكري في العراق، محذرا من آثار الحرب وسلبياتها «نحن نتلمس السلبيات والله وحده يعلم النتائج». وأكد سمو وزير الداخلية مشاركة المملكة للأمة العربية والإسلامية في مشاعرها وما تتخذه من قرار، ولكنه شدد في الوقت نفسه على أهمية حماية الوطن وتجنيب البلاد أي خطر أو ضرر بقوله «الوطن مسؤوليتنا الأولى ويجب أن نتجنب كل شيء يعرض بلادنا للخطر ومن يجتهد أو يعتقد بأن هذا الوقت مناسب لتقديم مصلحته على مصلحة الوطن مخطئ بكل المقاييس..». وقال سموه إن الالتزام بالشرعية الدولية ضرورة قصوى للتعامل مع الحدث الذي نحن بصدده الآن. وبدأ سموه كلمته التي ارتجلها في لقاء «عكاظ» بالتأكيد على أهمية الإعلام ودور الإعلاميين في مخاطبة الرأي العام وتنمية الوعي بما يمليه عليهم دينهم ووطنهم.. وقال سموه «إخواني المسؤولين في مؤسسة «عكاظ» الصحفية إدارة رئاسة، محررين وكتابا، لا شك أنكم جميعا تتحملون المسؤولية الإعلامية ومخاطبة الرأي العام بما يمليه عليكم دينكم ووطنكم، وإنني لمسرور أن أجد نفسي في هذا المساء المبارك معكم وبينكم..». أشارككم ولا أوجهكم «وفي الحقيقة أنني لم آت هنا لأوجهكم ولكن لأشارككم.. ولقد زرت مقر الصحيفة ونأمل إن شاء الله أن يكون محتوى «عكاظ» وما يكتب في جميع إصداراتها بنفس هذا المستوى، وليس فقط في البناء أو التأثيث وإن كان البناء عاملا مساعدا في الأداء». مخاطبة الرأي العام ومضى سموه.. «ولا شك أن كل العاملين في هذه المؤسسة مسؤولون، ولكن تأتي المسؤولية الأكبر ممثلة في رئاسة التحرير ومعدي أبواب الصحيفة، أما المسؤولية الأدق والأهم فهي مخاطبة الرأي العام ومعالجة كل الأمور التي تهم الإنسان في هذه البلاد العزيزة علينا جميعا». واستطرد سمو الأمير نايف مشددا على مسؤولية الكتاب قائلا، إن الكتاب يتحملون المسؤولية الأكبر والأهم، ولا شك أنهم يقدرون ذلك ويعونه، ولذلك يجب على كل من يسخر قلمه للكتابة أن يستشعر هذه المسؤولية وأن يخاطب الناس بما هو في صالحهم وليس بموجب ما في نفسه فقط، وأن يضع نفسه في مكان المتلقي ويحيط بكل ظروف هذا الإنسان وما يتعلق بمصالحه حتى يكتب الكتابة النافعة والمعالجة الصائبة. لا عذر للكتابة عن جهل وتأكيدا على المصداقية والوصول إلى الحقيقة، أشار سمو الأمير نايف إلى أنه لا عذر لإنسان يكتب عن جهل، وقال سمو وزير الداخلية «أعتقد بل أكاد أجزم أنه لا يمكن أن يكون هناك إنسان معذور في ما يكتب نتيجة لجهله بأمر ما، فهذا الإنسان عليه أن يصل إلى الحقيقة ويتعرف على ما سيكتب فيه أو عنه، وأن يحصل على أكثر المعلومات حتى تكون كتابته مفيدة وموضوعية وأن يستند كذلك إلى الحقائق أو يعمل على توفيرها، وإذا لم تتوفر لديه الحقيقة متكاملة فمن الأفضل أن لا يتطرق إلى موضوع لا يدرك كل أبعاده». ويواصل سموه موضحا ماهية الحقيقة أو المعلومة المطلوب توفيرها «ليس من الضروري أن تأتي عن طريق جهة مسؤولة، وإنما بالمشاهدة أو بالنقل عن ثقة بأي أمر ما موجود في مجتمعنا..». أمام الله ويعود سموه مشددا على مسؤولية الكتاب ويقول «جميع الكتاب مسؤولون أمام الله قبل كل شيء، ودينهم يحميهم إن شاء الله عن الزلل والافتراء والكذب، والمؤمن أول صفاته الصدق وعدم الكذب في أي حال من الأحوال وإن شاء الله الجميع مؤمنون..». المسؤولية الوطنية ويتابع سموه «يجب ان يستشعر الكاتب المسؤولية الوطنية تجاه وطنه، وأن يكون عونا للحق ومصوبا لمن يريد الصواب ومنبها لمن قصر أو أخطأ..». ولفت سموه الكريم إلى أهمية أن يكون نهجنا الإعلامي نهجا بناء وتصحيحا يتعامل على أساس الواقع، وقال الأمير نايف «الحمد لله لدينا العدد الكبير من الكتاب رجالا ونساء، ونأمل دائما أن يكونوا جميعا في المستوى اللائق بهم سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى مؤسساتهم التي ينتمون إليها ومكانتهم في المجتمع، وأن يكونوا حريصين على معالجة الحقائق حتى يخرج القارئ بنتيجة وفائدة إما بمعلومة صحيحة أو برأي صائب». لا تكونوا حساسين ودعا سمو وزير الداخلية في هذا الصدد جميع المسؤولين أن لا يكونوا حساسين أو متحسسين مما يكتب عن أجهزتهم، وأضاف سموه «بالعكس على المسؤول أن يبحث عمن يدله إلى الخطأ ويشكره إذا كان الخطأ بالفعل حقيقة وهناك تقصير، أما إذا كان ما كتب غير حقيقي فهذا أمر لا يجب أن يحدث، فليس المهم أن تكتب أو تضع صورتك أو اسمك في مكان معين من الصحيفة، فالكتابة مسؤولية وليست مجرد أن تملأ صفحات بغير المفيد، فإذا كانت الكتابة من أجل الحقيقة ومدعمة بالمعلومة فتلك هي مسؤولية مستمرة». المنطقة المستهدفة وانتقل سمو الأمير نايف إلى الأسباب التي تملي على الجميع أن يكونوا على مستوى أكبر من المسؤولية، فتطرق إلى الظروف والأوضاع العالمية الراهنة التي تفرض نفسها على المنطقة.. وقال وزير الداخلية «أعتقد أن لدينا جميعا القناعة بأن الظروف الحاضرة تحملنا مسؤولية أكبر، فكلكم يعلم ماذا يحدث في العالم الآن، فكل الأنظار موجهة إلى منطقتنا العربية المستهدفة وخصوصا العراق الذي نجاوره، وهذا واقع يتطلب منا أن نتعامل معه بصرف النظر عن خطئه أو صوابه، وبما نجنب بلادنا الآثار السلبية المترتبة على هذا العمل الذي نرفضه». إجماع على الرفض ومضى سموه «لا شك أن هناك إجماعا على رفض هذا العمل وأنه بالإمكان الوصول إلى تطبيق قرارات هيئة الأممالمتحدة ممثلا في ما صدر من مجلس الأمن بدون حرب». لا مبرر للعمل العسكري ويضيف سمو الأمير نايف «نحن نواجه واقعا وليس بإمكاننا أن نمنع الولاياتالمتحدة أو بريطانيا أو من يشاركهما ما سيفعلون، ونتمنى أن يكون لدى العرب قدرة على منع هذا العمل». أين نحن ويدفع سمو وزير الداخلية بسؤال مهم للغاية ويشغل بال الساحة الداخلية في المملكة.. ويقول «أين نحن مما سيحدث؟»، ثم يجيب سموه بصراحته المعهودة «نحن نتلمس السلبيات والمضار التي يمكن حدوثها أما نتائج الحدث فلا يعلمها إلا الله ومع ذلك نعمل ما في قدرتنا». الوطن مسؤوليتنا الأولى ويتابع سموه «فنحن نشارك العالم ونشارك أمتنا العربية والإسلامية في ما يجب أن يتخذ في هذا الأمر ولكن مسؤوليتنا الأولى عن وطننا، فأي شيء يجنب بلادنا أي خطر أو ضرر يجب أن نتعامل معه بثقة وأن لا تدفعنا فيه أي عواطف..» نرفض العمل العسكري وأكد سمو وزير الداخلية موقف المملكة الرافض للعمل العسكري، وقال «كلكم تعرفون موقفنا». كيف نحمي الوطن «ولكن كيف نتعامل مع الأمر لحماية وطننا؟»، يسأل سمو الأمير نايف ثم يجيب «قناعتي الشخصية وهي قناعة موجودة عند الكثيرين إن شاء الله، أنه يجب أن لا نهتم ولا يشغلنا شيء أبدا عن حماية وطننا وتوحيد الموقف الوطني، وأن يشارك كل مواطن بفاعلية في درء الخطر عن بلده وأن يتضامن الجميع مع دولتهم وقيادتهم حتى تتجنب البلاد أكبر قدر ممكن من السلبيات التي قد تمسنا حتى نخرج منها بسلام أو بأقل ما يمكن من الخسائر». سحابة سوداء ويعود سمو وزير الداخلية مرة أخرى إلى تحديد مسؤولية الكتاب ويشدد في كلمته على ضرورة أن يستشعروا طبيعة الظروف التي تمر بها المنطقة، وأن يعملوا من أجل مصلحة الوطن، وأن يؤجلوا إلى وقت آخر كل ما عدا هذا حتى تنزاح هذه السحابة السوداء عن المنطقة. الأمور الثانوية ويضيف سمو الأمير نايف.. «هناك من يجتهد أو يعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لطرح رأيه، ولكنني أقول له أخطأت بكل المقاييس وفي الوقت نفسه أؤكد لكم أن قيادتنا والمسؤولين يحترمون الرأي، ولكن علينا ألا نشغل أنفسنا بأمور ثانوية، فهناك أولويات وهناك خطر ماثل ولسنا معفيين من أن نكون يدا واحدة وأمة واحدة بحيث لا يجد الآخرون فينا إلا القوة والصمود والاعتماد على الله». الوطن يسري حباً في دمائنا وأنهى صاحب السمو الملكي الأمير نايف كلمته بالتأكيد على روح المواطنة التي تسري في دماء كل سعودي، قائلا «نحن أمة مسلمة مؤمنة، الوطن يجري حبا في دمائنا، ولاؤنا لله عز وجل قبل كل شيء ثم لوطننا ولمن يقود وطننا القيادة الصالحة». مراسم الاستقبال وكان وزير الداخلية قد لبى دعوة «عكاظ» بتشريفها بحضور اللقاء السنوي الأول، حيث كان في استقباله لدى وصوله مجمع «عكاظ» الصحفي رئيس التحرير الدكتور هاشم عبده هاشم ومدير عام المؤسسة الأستاذ وليد قطان ورئيس تحرير سعودي جازيت الدكتور أحمد سند اليوسف.. وعند المدخل الرئيس للمجمع أهدته الطفلتان حلا أيمن هاشم ومنى أحمد الزهراني باقتين من الورود، ثم قام سموه بجولة على مطابع «عكاظ»، حيث اطلع على مراحل الطباعة وأحدث التقنية الطباعية وشاهد دورة العمل الطباعي كما اطلع على نسخة من عدد «عكاظ» الصادر يوم الاثنين. فعاليات اللقاء ثم شرف سمو الأمير نايف اللقاء السنوي الأول الذي بدأ بآيات من الذكر الحكيم تلاها الزميل حسين باسويد رسام الكاريكاتير بالجريدة.. وأعقب ذلك كلمة رئيس التحرير التي رحب فيها بسموه وفي ما يلي نصها: ظروف حساسة سيدي صاحب السمو: اسمحوا لي يا صاحب السمو أن أرحب بكم نيابة عن كتاب وكاتبات «عكاظ» ومحرريها في هذا اللقاء السنوي الأول والذي تشرفونه الليلة وتفتحون فيه قلبكم لإخوانكم وأبنائكم منسوبي هذه المؤسسة وإصداراتها. صاحب السمو: إن كل فرد فينا ليشعر بأهمية هذا التشريف والتكريم ويستشعر مدى عظم المسؤولية التي ألقيتموها على عواتقنا تجاه رسالتنا الإعلامية في خدمة هذا الوطن وقيادته وأهله. ويشرفنا الليلة يا صاحب السمو أن نستمع إلى توجيهاتكم الكريمة ولا سيما في هذه الظروف الدقيقة والحساسة التي تمر بها المنطقة، فنحن أحوج ما نكون إليها استيضاحا للصورة ومشاركة في تحمل أعباء المسؤولية التي نتشرف بالاضطلاع بها. ثم ألقى سمو الأمير نايف كلمته الضافية قبل أن يبدأ حوارا مع كتاب وكاتبات وأسرة «عكاظ»، جاء متسما بالشفافية والصراحة والموضوعية.. وعقب انتهاء الحوار الذي استمر لأكثر من ساعة ونصف قدم رئيس التحرير هدية تذكارية للأمير نايف.. ثم سجل سموه كلمة في سجل الزيارات وفي نهاية اللقاء أخذت لسموه صورة تذكارية مع كتاب «عكاظ» وأخرى مع أسرة «عكاظ» قبل أن يغادر سموه مصحوبا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتقدير.