أما الأمير فهو نايف بن عبد العزيز، وأما الطفلان فهما؛ معن وفراس ابنا الدكتور حاتم الظاهري الأستاذ في الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة. كان الأمير نايف (وفقه الله) موفقا في كلمته التي ألقاها في افتتاح المؤتمر الذي أقامته الجامعة الإسلامية، وتحدث فيه المتحدثون عن أنواع متنوعة من تطرف الفكر وفكر التطرف وخطر هذه الأفكار وسبل معالجتها. سمو الأمير نايف تحدث بوضوح عن مخاطر الإرهاب بصفة عامة ومخاطره على بلادنا بصفة خاصة. بلادنا -كما قال سموه- تضررت من الإرهاب، لكنها استطاعت مقاومته بدقة ومنهجية قل نظيرها في العالم كله. أكد سموه أن أجهزة الأمن في وزارة الداخلية استطاعت إحباط أكثر من 200 محاولة إرهابية، كما استطاعت أن تقبض على الذين خططوا لها، وستحيلهم إلى العدالة لتقول فيهم كلمتها الفاصلة. إن هذا الرقم الذي ذكره سمو الأمير نايف رقم كبير ومخيف، ولنا أن نتصور حجم الضرر الذي كانت ستحدثه في بلادنا لو قدر لها النجاح. وهنا نعلم حجم العمل المبارك الذي قام به رجالنا في إحباط هذه الأعمال المنكرة، كما ندرك -أيضا- حجم العمل الذي ينبغي أن يقوم به كل فرد في بلادنا للمحافظة على أمنه وعلى أمن بلاده. إن هذه المسؤولية -كما ذكر سمو الأمير نايف- مسؤولية مشتركة تبدأ من الأسرة، باعتبارها نواة المجتمع. كما أن المرأة يجب أن تشارك في هذا العمل مع أبنائها، فإذا لم تستطع فعليها إشعار المسؤولين ليقوموا بدورهم. وأشار سموه بوضوح إلى أهمية دور لجان المناصحة في التخفيف من قضايا التطرف، وفي إقناع أصحاب هذا الفكر. وقال سمو الأمير إن الدولة ماضية في هذا البرنامج، وإنها بصدد إجراء دراسات علمية وفكرية حول قضايا التطرف والإرهاب ليستفيد منها العاملون في مجال المناصحة وفي غيرها من المجالات التي لها علاقة بالإرهاب. كما قال سموه إن دولا استفادت من هذه التجربة وأثنت عليها كثيرا. الحديث عن دور الإعلام كان حاضرا في حديث الأمير، بل كان حاضرا بصورة واضحة. طالب سموه الإعلام السعودي بالتحرك بصورة أوسع لمحاربة الإرهاب، ولكنه شدد كثيرا على ضرورة الالتزام بالمسؤولية والموضوعية عند الحديث عن هذه القضايا. كما أكد الأمير نايف أن على الإعلام وعلى كل من يتعاطى معه من الكتاب وسواهم أن يدركوا أن بلادنا لها منهج خاص ومعروف يقوم على مبدأ الالتزام بالإسلام، وعدم مخالفة النصوص الشرعية بهدف الإثارة أو الكسب المادي. كما أن الاختصاص يجب أن يكون حاضرا عند من يكتب شيئا عن الإسلام. لكن سموه رحب بالنقد البناء المعتمد على الحقائق. أما الطفلان فقد كانا العلامة البارزة في الافتتاح، وقد حازا على إعجاب سموه وكل الحاضرين، وقوطعت كلماتهما بالتصفيق، وأكثر من مرة. الطفلان في المراحل الأولية من المرحلة الابتدائية، واستطاعا إلقاء كلمة طويلة ومرتجلة ورائعة وبلغة فصيحة وبإلقاء رائع. الطفلان قالا الكثير عما يتعلق بالإرهاب، وحب الوطن، من مثل قولهما: «هل ترون بلادا في الأرض أو موطنا تحت أديم السماء، أحق بالحب من موطني، أحق بالود من موطني، أحق بالإخلاص من موطني؟» ثم عن المتطرفين قالا: «تبا لكم.. تبا لكم أيها العابثون بأرضي فلستم قدوتي.. قدوتي الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) الذي يرى الطفل وهو يموت فتدمع عيناه عليه الصلاة والسلام حزنا ورحمة». كنت أتساءل وأنا أستمع لهذين الطفلين: أين صحة ما يردده البعض عن المناهج المدرسية وعن المناهج الخفية؟، وإذا كان أعداد من هؤلاء فهل من العدالة أن يتوجه الاتهام للجميع؟. ما قاله سمو الأمير (حفظه الله) وما قيل في هذا المؤتمر يدعو بوضوح إلى أهمية التعاون على القضاء على كل أنواع الإرهاب، ما كان ينتمي منه -جهلا- إلى الإسلام، أو إلى الخروج عن الإسلام تحت أي تعليل. أحسنت الجامعة الإسلامية في تبني هذا المؤتمر، كما أحسنت جامعة الإمام في تبني مؤتمر شهداء الواجب في الأسبوع نفسه.