حذر إمام و خطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين من العجلة والفوضى والطيش، وقال:«لا يرقى المسلم مراقي المكارم إلا بمحاسن الأخلاق»، وأضاف في خطبة الجمعة أمس في المسجد الحرام«ليس بالقوة أن تتحقق الآمال؛ ولكن بالعزيمة والإصرار وحسن الأدب، فالمسلم المستقيم والجاد في الحياة والمنظم لشؤونه يجعل لكل جزء من وقته هدف ولكل عمل من أعماله غاية». وأوضح الشيخ صالح بن حميد، أن للمسلم في فرائض الإسلام وأحكامه وآدابه ماينبهه إلى ضرورة الانضباط ولزوم الآداب في حياته كلها، وقال: «انضباط المسار وتوازن المسيرة وتهذيب السلوك وعلو الذوق من أصول الحياة السعيدة وأسس التعامل في دين الإسلام وأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا والاعتدال والتوازن والانضباط والالتزام كل ذلك تعكسه وتدل علية هيئة راسخة في النفس البشرية السوية وتجعل مايصدر عنها من أفعال وتصرفات موافقة للحق ومجانبة لما يستقبح ومراعية للمشاعر». وفي المدينةالمنورة،وجه إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير أولياء الأمور إلى استغلال أوقات الإجازة فيما يخدم أبناءهم وأخذ الحذر والاحتراز والحيطة قبل وقوع المكروه، وقال: «اجتناب التهاون صريح الفطرة ودليل الفطنة، ومن غلب عليه الحذر وتحفظ سلم وأمن»، وقال في خطبة الجمعة أمس في المسجد النبوي:«أكثر الفتيان والفتيات صغار أغرار يخدعون، وعلى الأولياء أن يأخذوا كثيرا من الرعاية والحزم والحذر ويحفظوا أولادهم من أهل الطيش، ويتكلفوا لبناتهم من الرقابة مما يصونهن من المكاره والنفوس المنتنه»، وأضاف«ضعف الحزم أضاع الأبناء ولا ينجوا إلا من حذر ومن ترك الحذر وقع في الخطر، وأن صلاح الولد أعظم ذخيرة، وأجل غنيمة، والأدب وسيلة إلى كل غنيمة، فبادروا إلى صلاح أبنائكم، وآذنوا لهم باللعب المباح واللهو المشروع، وأحسنوا مصاحبتهم، واحذروا التواني والتراخي، وعاملوهم بالعطف واللطف والشفقة والإحسان وحافظوا على استقرار أسركم، واحذروا الطلاق والفراق، فهو باب عريض لانحراف الأولاد وفسادهم». آراء المتخصصين وحول مضامين الخطبة في المسجد الحرام، علق الشيخ يحي الكناني الناشط الاجتماعي والخبير في العمل الخيري، قائلا:«المنهج الإسلامي هو منهج منضبط معتدل يوافق فطرة الإنسان ولا يتعارض معها، وقال:«إننا نعيش وفق قانون إلهي ينظم حياتنا بكل دقة ولكننا نحن المقصرين في التطبيق». وحول مضامين الخطبة في المسجد النبوي، علق أستاذ كلية الآداب بجامعة طيبة الدكتور علاء الغامدي قائلا: «على ولي الأمر أن يستغل وقت أبنائه من خلال السفر داخل المملكة أو خارجها، أو إشراكهم في المراكز الصيفية، أو في الدورات التدريبية التي تقام في عدد من التخصصات، لكي ينعكس ذلك على سلوكياتهم». آراء المصلين وحول مضامين خطبة المسجد الحرام، أوضح ل«عكاظ» عدد من المصلين منهم أحمد اللحياني، ونايف عمر، وعبدالله مهدي، وسالم الرحلي، أن ديننا الإسلامي مليء بالآداب الحسنة، وقالوا: «الدين الإسلامي ينظم حياة الإنسان من ولادته إلى وفاته فيعلمنا كيفية التربية الحسنة وتعليم الصلاة وعلاقة الجيران وغيرها من الآداب، ولو سرنا عليها لأصبح المجتمع مجتمع أخوي»، وأضافوا «نحتاج إلى العودة إلى ديننا الإسلامي وتربية أبنائنا تربية إسلامية بعيدة عن الهوى وتقليد الآخرين». وفي المدينةالمنورة، قال حسين اليامي: «الشيخ صلاح البدير طرق بابا مهما في مطلع الإجازة، ألا وهو الاستغلال الأمثل لها من خلال بعض الأنشطة التي تعود على الأبناء بالنفع والفائدة وأن كثيرا من الأبناء يفسدون في وقت الفراغ، ولو تابع كل ولي أمر أبناءه فسيجنبهم الوقوع في المخاطر والمآثم»، أما محمد الحربي، فقال:«في الإجازة تكثر المشكلات، والتي تصل في كثير من الأحيان إلى أقسام الشرط، وهو ما يستلزم أولياء الأمور أن يتعاملوا مع الإجازة بمزيد من الحذر والحيطة والبحث عما يشغل أوقات فراغ أبنائهم بكل ما يفيد وخاصة في جوانب تقوية اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي وغيرها».