حذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب المسلمين من العنصرية ضد الإسلام، التي يروج لها الغرب، ويتهمون فيها الإسلام بعدم التسامح ،وقال فضيلته في خطبه الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام أمس : «ما زال السياسيون والإعلاميون يصرون على تثبيت صوره الإسلام أنه ثقافة عدوانية وأن التسامح ثقافة الغرب، ولو نظروا بعدل وإنصاف لوجدوا في أصول الإسلام ومبادئه أكمل القيم والمثل في العدل والتسامح». وبين الشيخ آل طالب أن لهذه الفرية التي لديها خوف من الإسلام آثارا سلبية على المسلمين وعلى غيرهم فهي تهدم جسور الثقة والتعاون، وتحطم العلاقات الدولية وقيام المصالح بين بني البشر، وتغذي جذور العداء والإرهاب، وتمثل تهديدا وإنكارا للحقوق المتساوية، والتفرقة على أسس دينية وعنصرية إضافة إلى المضايقات والعنف والقيود على الحرية الشخصية كما أنها تشويه للحق الذي جاء من عند الله. وأكد فضيلته أن للموروثات الثقافية أثرا في تكوين هذا الاتجاه لدى الآخرين ضد الإسلام يغذيه الإعلام المغرض والسياسات الجائرة حتى حذر الأمين الحالي للأمم المتحدة منصفا بقوله «إن موجة التخويف من الإسلام ترقى إلى مرتبة المناهضة العنصرية لهذا الدين» و قال مثلها من قبل سلفه على منبر الأممالمتحدة «إن على عقلاء العالم أن يقفوا بإنصاف وعدل أمام هذه القضية الخطيرة التي لا تجلب سوي مزيد من الصراعات والخلاف، وأن الجهل بالإسلام وتعاليمه وأخلاقياته سبب رئيسي للخوف منه، والإنسان يخاف ما يجهله». وقال إمام وخطيب المسجد الحرام: «العلاقات الدولية المعاصرة قائمة على المصالح القومية لا على الأخلاق والمبادئ والقانون»، وأضاف «التخويف من الإسلام صناعة اصطنعها أقوام عمدوا لصد الناس عن الإسلام، أو اللغو في حقائقه وقيمه وشعائره» ، وبين آل طالب أن قنوات الفضاء تمطرنا بمشاهد القتل والترويع والتي تجري على شامنا الحبيب سورية وقد أمن سفاحها من انتهاض الأمم، ولم تعد تلك المشاهد تزعجه، بل ربما احتسبها دعاية لإرهاب شعبه لم يعد كل ذلك يزعجه ما دام أن طاغية الشام حذر أن يخلفه المسلمون في الحكم، واقتنعت أمم بذلك التحليل مؤكدا أن بلاد الحرمين الشريفين ارتفع صوتها في كل محفل يعقد للنظر في قضيه المظاليم من الشعوب والدول تنادي بالجدية في رفع الظلم والحزم في الأخذ على يد الظالم والنظر في العواقب. وفي المدينةالمنورة، حث إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير المسلمين على التوبة والأعمال الصالحة، وقال في خطبة الجمعة في المسجد النبوي أمس: «يا هاتك الحرمات لا تفعل، يا واقعا في الفحش أما تستحي وتخجل»، واسترسل في ذلك حتى قال: «أنسيت ما يحصل للمحتضر حال نزع روحه ويتغير لونه ويعرق جبينه وتضرب شماله يمينه»، وأضاف «يا عبدالله استدرك من الحياة وقف على الباب تائبا فباب التوبة مقبول، وعفو الله مأمول». آراء المختصين وحول مضامين الخطبة في المسجد الحرام قال الشيخ يحيى الكناني الناشط الاجتماعي والخبير في العمل الخيري: «يجب أن لا نحاسب الإسلام على تصرفات فردية تحدث من بعض الأشخاص» .وأضاف « أن دعوة الملك عبد الله بن عبد العزيز لحوار الحضارات تأتي دليلا على أن الإسلام دين السماحة والتعايش السلمي فالإسلام يبني الحضارات، ويحث على التعايش السلمي». وحول مضامين الخطبة في المسجد النبوي، قال أستاذ الدراسات الإسلامية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة طيبة، الدكتور سعود العنزي : «حقيقة ذكر الموت والتوبة والرجوع إلى الله من أساسيات النجاح في هذه الحياة ذلك أن الإنسان ليس مخلدا في هذه الدنيا وإنما هناك دار أبدية سيذهب إليها الإنسان ولذلك عليه عدم نسيان هذه الحقيقة». آراء المصلين «عكاظ» التقت عددا من المصلين الذين أدوا صلاة الجمعة في المسجد الحرام فقال كل من أحمد سندي، وعبدالله أكرم، وخالد الحربي: «هناك تقصير من المسلمين في تبليغ دين الله للبشرية مما جعل البعض يعادي هذا الدين» ،وأضافوا «للأسف هناك أفراد أساءوا للإسلام بأفعالهم الفردية»، مشيرين إلى أن الكثير من الغربيين دخلوا في الدين الإسلامي عندما تعاملوا مع المسلمين وعرفوا صدقهم وإخلاصهم وأمانتهم .