مشاهد مأساوية متكررة ضحاياها في عمر الزهور غابت عنهم الرقابة الأسرية، وطغت المغامرات غير المحسوبة على عقولهم، وطبل لهم رفقاء السوء، والنهاية في أبشع صورة. لقد نقلت وسائل الإعلام المختلفة الأسبوع قبل الماضي المشهد الأخير من حياة شابين في حادث تفحيط شنيع، لا يعتقد عاقل أن ماتم نقله إعجابٌ بمواهبهم وإنما لبشاعة نهايتهم. ولم يكن هذا المشهد المحزن الأول! فالعام الماضي لقي شابان مصرعهما في حادث تفحيط بمنطقة القصيم والغريب في الأمر أن أحد الضحايا تمت دعوته من الرياض وتأمين السيارة والسكن له لينقل دروسه المميتة التي لقي حتفه وهو يشرح آخر حلقاتها في شوارع بريدة. وفي نهاية هذا الأسبوع وبعد كل هذه المشاهد الأليمة تعرض شاب - كان ضمن المتجمهرين لمشاهدة تفحيط في محافظة الخرج - للدهس، بعد أن فقد أحد المفحطين(كما يحدث كثيراً) السيطرة على مركبته، ولاذ بالفرار وترك الشاب غارقاً في دمائه غير مبالٍ بكرامة إنسانٍ ولا حرمة دم. والحق أنني أخالف من قال إن سبب التفحيط البطالة والفراغ !! لأن أكثر المفحطين مازالوا طلاباً في مقاعد الدراسة المتوسطة والثانوية وهؤلاء ليس لديهم وقت فراغ قياسا بأقرانهم الممسكين بكتبهم الدراسية يبحثون عن العلم وتحقيق الطموح. ولكن غياب الرقابة الأسرية ومجاراة رفيق السوء، وحرج هذه المرحلة العمرية، هي الفاصل في انحرافهم ، وما يصاحبها من نشاط لترويج المخدرات والاحتكاك بمروّجيها والتي يتم بموجبها عقد صفقات خفية على حساب الضحايا. ونصيحتي لهؤلاء المتهورين زيارة مستشفيات النقاهة ليشاهدوا من أبقاهم الله ممن مارسوا التفحيط ومن تجاوزوا السرعة النظامية ، إنهم أحياء في صور أموات لا حراك لأجسادهم ، فقط عيون تدمع وأطراف مقطعة، وأنفاسٌ ساخنة تخرج من رئاتهم. إذاً فلا شفاعة لمفحط، وعلى الجهات الأمنية تشريع وتطبيق أقصى العقوبات بحقهم حتى يدركوا حجم الخطر الذي يمارسونه بحق أنفسهم وبحق المجتمع . فعندما يكون العقاب بقدر الجرم فإن المشكلة لا تتفاقم بل يرتدع كل من يفكر بلعبة الموت. وأن يمنح رجل الأمن كامل الصلاحيات ضد هؤلاء ،فكم من مشاهد (اليوتيوب) التي نرى فيها رجل الأمن وحوله المفحطون والمتجمهرون وهم يتجاذبونه بينهم !! فلو كان لديه من الصلاحيات العقابية الرادعة لكان حاله كما يجب أن يكون. * مدير المركز الإعلامي بأمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات [email protected]