قبل فترة وجيزة التقيت أمين عام محافظة الطائف المهندس محمد عبدالرحمن المخرج وسط حفاوة كريمة.. أعادتني إلى سنين الصبا يوم أن كنت فتيا يافعا في المرحلة النهائية الابتدائية.. خرجت من جدة من حي الكندرة.. كانت الثقافة السائدة هي كرة القدم.. وجاء الصيف.. صيف الطائف الذي أحدث في داخلي انقلابا غير كل مفاهيمي عن الصيف.. وفتح أمامي آفاقا جديدة لعب فيها إلى جواري كاتبنا الكبير عبدالله عبدالرحمن جفري دورا مفصليا.. تحولت منه من اللعب بالكرة إلى محاولة اللعب بالكلمات أو لنقل رسم الكلمات.. كان الجفري يرحمه الله كتلة تموج بالحيوية والرقة ورهافة الإحساس.. ينبعث الفن فيه ومن داخله.. يؤشر إلى قدرة إبداعية ما لبثت أن شقت طريقها إلى الصعود إلى القمة وإلى الشهرة من أوسع مجالاتها. إن أنس فلا أنسى هذا الدور الريادي الذي قادني معه كاتبنا المبدع والتقطني من قارعة الطريق إلى أن أكون شيئا مذكورا.. وتماهت الطائف وأسفرت عن معطيات كثيرة ليست حلاوة الجو ورقة النسمات العليلة في الصيف الذي كان يكوينا بناره في جدة.. بل كانت هناك فاكهة الطائف وثمرات الصيف من عنب وعناب.. خوخ ورمان.. ومشمش (والبرشومي) وكثير كثير كان حصاد الصيف.. وورد الطائف بألوانه الزاهية وجماله الأخاذ ورائحته الزكية يرسمان لوحة جمالية على أرض الطائف.. وعلى وجه الأرض يتماهى شباب مكة والرياض وشباب القصيم وشباب جدة ومن كل حدب وصوب.. كانت الطائف تحتضن كل هؤلاء في شوق ومحبة.. وكانت أمسياتها مهرجانات تحفل بشتى أنواع الإبداع ويتسابق الكل في رسم التعبير من خلال الألعاب الشعبية والطرب.. كل ذلك يرقى إلى درجة عالية وكبيرة من أحوال الشد والجذب ويتيح رومانسية حالمة يتسابق فيها المبدعون وأصحاب الحس.. وكل يغني على ليلاه.. وكل يطرح معاناته وأفراحه بأسلوبه الخاص. الطائف واحة غناء: لم يعرف الناس قبلها سياحة خارجية.. بل كانت الطائف مرتعا للسياحة والسياح من كافة مناطق المملكة.. أريد أن أقول إن جلسة قصيرة مع المخرج الذي سكنت في دار والده قبل أن يرى النور.. وها أنا أراه اليوم يجتهد في أن يضع قاطرة التقدم والنمو للطائف على قضبانها الحقيقي.. وأحسب أننا بصدد إحداث نقلات نوعية على كافة الأصعدة.. تأتي مخاضا طبيعيا وتلقائيا نتاج حراك تنموي مدروس ووفق منهجية علمية ودراسة مستوعبة لكل أهداف التنمية. المدينة التقنية: ولعل الطائف تخرج من عنق الزجاجة ومن التقليدية المقيتة والموغلة في القدم.. ولعل شح الموارد ولعل ميزانية النظافة التي كان نصيب الطائف منها 176 مليون ريال لتغطي خمسة أعوام.. هذا في حد ذاته مؤشر إلى مدى الإجحاف والظلم وضيق ذات اليد.. فالنظافة من أهم مقومات السياحة. ولعل بشارة خالد الفيصل بأن الطائف أمام مشاريع عملاقة في مقدمتها المدينة التقنية ذات المكانة البارزة تكون رافدا ينعش الطائف. سوق عكاظ والمخطط الجديد للهدا والشفا: وإذا ما تحقق وضع الصورة الحالمة الخيالية التي أخذت مكوناتها تنمو في مهد فكر أمير المنطقة والتي كشف عنها في أكثر من مناسبة.. بخصوص مشاريع تنموية جديدة تربط بين قطبي السياحة والجمال الهدا والطائف.. فإن ذلك سيرسم على الأرض واقعا جديدا يسهم في أن يسكن في قناعة المصطافين ويحملهم على التحول من الساحة الخارجية إلى السياحة الداخلية.. وقد وجد ما يغريه من سكن راق ومنتجعات تتوفر فيها كل مقومات السياحة لكل أطياف المجتمع والأسرة فإن ذلك يعني تحولات جديدة نحو الأفضل .. وحسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة