أحسب أننا بصدد إحداث نقلات نوعية على كافة الصعد تأتي مخاضاً طبيعياً وتلقائياً نتاج حراك تنموي مدروس وفق منهجية علمية ودراسة مستوعبة لكل أهداف التنمية التي تطال كل مناحي الحياة وتستقطب كل أبعادها واضعة في الاعتبار مباشرة أولويات في استقراء أمين وواعٍ يستشرف كل الأبعاد الممكنة للإضافات الجادة والبناءة التي من شأنها بلورة واقع جديد بمعطيات جديدة تحاول استحداث أساليب تنموية تكون إضافة لروافد جديدة كما انها تراعي تقصي جوانب النقص وجوانب السلبية وتفسح المجالات من خلال مسح شامل يلقي قدراً من الضوء يسمح بالوقوف على حقائق جديدة بين شتى الأصعدة والحقول والأماكن فالطائف التي كان يطلق عليها في الماضي أنها العاصمة الصيفية تعيش في هذه الأيام فترة حمو ونشاط وحيوية افتقدتها من زمن بعيد كان ذلك عندما حولت لمسات مهندس المدن خالد الفيصل أبها إلى منطقة جذب سياحي وكان صيفها يكاد يشتعل من خلال فعاليات وبرامج استطاعت أن تستقطب اهتمامات المصطافين للسياحة الداخلية وكان ذلك كفيلاً بأن سحب البساط من تحت أقدام الطائف واستطاعت شركة عسير السياحية أن تحدث نقلة نوعية افتقرت إليها مدينة الطائف. * شركة الطائف السياحية : وحاولت الطائف أن تقتفي أثر شركة عسير ولكنها لم تفلح وظلت مكانك راوح ورغم مرور الزمن الذي لا يقاس بأي ثمن إلا أنها لم ترق بعد إلى مستوى تحقيق طموحات المساهمين بل مازاد الطين بلة أنها تأخرت كثيراً في انهاء الإجراءات الرسمية وبالتالي لم تدخل ضمن قائمة شركات البورصة والآن وقد جاءت البشائر والنذر معلنة عن وثبة غير مسبوقة تشهدها الطائف في أعقاب الزيارة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين للطائف والإعلان عن عدة مشاريع تنموية اقتصادية وسياحية تأخذ في الاعتبار استغلال منطقتي الهدا والشفا من خلال إتاحة المجال أمام كبريات الشركات العالمية وبيوت الخبرة في تنمية الأماكن السياحية وتوفير أرقى درجات الجذب السياحي وفق أحدث الأساليب المستخدمة في العالم وخاصة في المناطق الصيفية، والطائف تمتاز بمقومات تاريخية وجغرافية وخاصة أنها بوابة رئيسية تفضي إلى العاصمة المقدسة مكةالمكرمة وبستان فاكهتها وخضرواتها حتى أن أهلها طلباً للبركة يهبطون بباكور الثمار إليها وهي تثمل ميقاتين للإحرام ومشتى أيضاً ويزيد من قيمتها وأهميتها أن هناك الكثيرين الذين يفضلون ارتيادها في الشتاء وخاصة الأجانب من موظفي الشركات في جدة ورابغ فقط يحتاج الأمر إلى مزيد من الاهتمام والعمل على الارتقاء بوسائل السكن ولابد من لفتة كريمة من أمير المنطقة وخاصة للفنادق التي تملكها الدولة والتي كثيراً ما سمعنا عن خصخصتها وتم جرد مقتنياتها تمهيداً لبيعها ولكنها مازالت على حالها، وتطويرها وجعلها قادرة على تلبية احتياجات الزبون يصطدم بالروتين الحكومي وهي حالة من التردي وصلف الروتين، مطلوب خطوات جريئة وشجاعة لا يقوى عليها الا أمثال خالد الفيصل كما أن وضع شركة الطائف هو الآخر في حاجة إلى دفعة معنوية تضع الحصان أمام العربة للانطلاقة المباركة إن شاء الله. * فرحة أهل الطائف : لا يحتاج المرء إلى كثير من الاجتهاد كيما يلحظ ردود الأفعال المباشرة وغير المباشرة جراء هذه الزيارة الكريمة التي اعادت للأذهان أيام مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز والصفوة الذين جاؤوا من بعده يوم كان الطائف المأنوس واحة كبيرة من الحب ورئة واسعة يتنفس من خلالها أبناء المملكة عبق الشيح والكادي والورد. ويتنعمون بعنب القين ورمان لية ومشمش وادي محرم وبالسياحة في أماكن الجمال الطبيعي في الهدا والشفا والمثناة وغدير البنات والردف وشهار ووادي وج، وكثيرة هي الأماكن ولعل القادم في ظل هذه الإرهاصات يكون أحلى بحول الله وقوته.. وحسبي الله ونعم الوكيل.