تشهد أروقة الأممالمتحدة في الأيام المقبلة جولة جديدة من المباحثات والاتصالات الدبلوماسية في محاولة للخروج من المأزق والطريق المسدود الذي وصلت إليه جهود مبعوث المنظمة الدولية والجامعة العربية إلى سورية كوفي عنان، بينما أعلن في اسطنبول أمس عن إنشاء هيكلة عسكرية جديدة للمعارضة السورية باسم (جبهة ثوار سورية)، لكن المجلس الوطني السوري المعارض تنصل عن هذا التنظيم، مؤكدا أنه لا علاقة له به. وأفاد مسؤولون في الجامعة العربية أمس أن الأمين العام للجامعة نبيل العربي سيلتقي بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، خلال زيارته لنيويورك التي تبدأ بعد غد (الخميس) ويسعى خلالها إلى إقناع المجلس بضرورة إيجاد حل عاجل للأزمة السورية. ويتحدث عنان عن نتائج جهوده أمام مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة في نفس اليوم، ويلتقي وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في اليوم التالي، بحسب ما أعلنه المتحدث باسمه أحمد فوزي أمس، مشيرا إلى أن المبعوث الأممي العربي لا يفضل في الوقت الحالي توسيع مهمة المراقبين الدوليين في سورية. وأضاف فوزي «ربما حان الوقت لمراجعة الوضع، وعلى المجتمع الدولي أن يقرر الإجراءات التي يمكن أن يتخذها لضمان تنفيذ الخطة». واعتبر المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني أمس أن الرئيس السوري بشار الأسد يكذب حين ينفي مسؤولية نظامه عن مجزرة الحولة، بينما رأى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن النظام السوري سينتهي إلى السقوط تحت وطأة جرائمه. وفي هذه الأثناء، أعلن في اسطنبول أمس عن إنشاء هيكلة عسكرية جديدة للمعارضة السورية تحت اسم (جبهة ثوار سورية) أكدت أنها ستعمل على «توحيد جميع الفصائل السورية المسلحة»، في حين تنصل المجلس الوطني السوري من هذا التنظيم وأكد أن لا علاقة له به. ومن المنتظر أن يلتئم المجلس الوطني السوري في التاسع والعاشر من يونيو (حزيران) الحالي في اسطنبول من أجل اختيار رئيس جديد له خلفا لبرهان غليون الذي استقال مؤخرا. وأفاد مسؤولان في المجلس (رفضا الكشف عن اسميهما) أن هناك مرشحا توافقيا هو عبدالباسط سيدا، المعارض الكردي وعضو المكتب التنفيذي لرئاسة المجلس خلفا لغليون. ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 30 شخصا قتلوا أمس برصاص قوات النظام السوري في مدن عدة. وأشار إلى أن 80 جنديا نظاميا على الأقل في مطلع الأسبوع الحالي في تصعيد لهجمات الجيش السوري الحر. وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير نشرته أمس «أنه رغم وعوده العرقوبية السابقة، التي لم يحقق منها شيئا، انبرى الرئيس السوري بشار الأسد إلى إلقاء خطاب في مجلس الشعب مليء بالوعود والكلام الجميل عن الشفافية والحرص على مصالح المواطنين السوريين والإصلاح، دون أن ينسى التحدث عن ألمه بسبب «الدماء السورية التي تهدر في أنحاء البلاد» وأضافت أن الأسد -في خضم ما يجري في بلاده- بدا كأنه شخص يعيش في كوكب آخر، حيث إنه لا يزال مصرا على «توزيع» الضمانات والتطمينات الغامضة على أنصاره وزبانيته، متبعا بذلك الأسلوب المسرحي (الميلودرامي) لمعمر القذافي وأبنائه وخطاب الرئيس المصري السابق حسني مبارك، ظنا منه أنه يستطيع خداع وسائل الإعلام المحلية والدولية.