أعلنت السلطات السورية أمس موافقتها على خطة الموفد الاممي والعربي كوفي انان، الذي دعاها بالمقابل الى تنفيذ «تعهداتها فورا» لحل الازمة. ولاحقا، عبرت المعارضة السورية الرئيسية عن تأييدها للخطة، «ما دامت ستؤدي الى تنحية الرئيس بشار الاسد. واعلنت الاممالمتحدة ان العنف في سوريا اودى حتى الان بحياة اكثر من تسعة الاف شخص. وفيما تفقد الاسد أمس حي بابا عمرو في مدينة حمص، مؤكدا أنه سيعود «افضل بكثير مما كان»، وان «الحياة الطبيعية» سترجع اليه بعد الاحداث الدامية التي شهدها وتسببت بسقوط مئات القتلى قبل اسابيع. أنهى مئات المعارضين السوريين في اسطنبول مؤتمرا حاولوا خلاله توحيد مواقفهم عبر إعلان ميثاق لسوريا المستقبل، وسط خلافات دفعت الوفد الكردي إلى مغادرة قاعة المؤتمر اثر الانتهاء من تلاوة البيان الختامي. يأتي ذلك، فيما جدد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امس دعمه للرئيس السوري، لدى استقباله موفد الرئيس السوري، كما ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية.و اعلن احمد فوزي المتحدث باسم انان من جنيف ان «الحكومة السورية كتبت للمبعوث المشترك كوفي انان لتبلغه موافقتها على خطته المؤلفة من ست نقاط والتي وافق عليها مجلس الامن الدولي»مضيفا ان» انان كتب الى الرئيس الاسد ليدعوه الى ان تطبق الحكومة السورية تعهداتها على الفور». وسارعت فرنسا الى التعليق على الموافقة السورية على خطة انان بالقول انها اخذت علما بها، وانها تنتظر «تفاصيل الرد السوري» من انان. ميدانيا، وفيما توغلت قوات نظامية سورية أمس في منطقة مشاريع القاع اللبنانية (شرق)، قتل 17 شخصا أمس في اطلاق نار واشتباكات وعمليات قصف في سوريامن جانبه صرح الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ان فكرة رحيل الرئيس السوري تنم عن «قصر نظر» ولا تؤدي الى حل الازمة السورية. وقال مدفيديف على هامش قمة سيول «الاعتقاد بان رحيل الاسد يعني حل كل المشاكل هو موقف ينم عن قصر نظر وكل العالم يدرك انه في تلك الحالة سيستمر النزاع على الارجح» على ما نقلت وكالة ايتار تاس. وفي واشنطن قال السفير الاميركي في سوريا روبرت فورد امام الكونغرس الاميركي ان التجاوزات السورية في مجال حقوق الانسان ترقى الى مستوى «جرائم ضد الانسانية»، الا انه ابدى معارضته لزيادة عسكرة النزاع. وفي بغداد التي بدات تستقبل الوافدين للمشاركة في اعمال القمة العربية يدعو مشروع القرار المتعلق بسوريا الذي سيعرض على القمة، الحكومة السورية الى «الوقف الفوري لكافة اعمال العنف والقتل» كما يدعو في الوقت نفسه الى حوار بين الحكومة والمعارضة للخروج من الازمة في سوريا. وفي اسطنبول، أعلن مئات المعارضين السوريين عن تشكيل لجنة تنكب على «إعادة هيكلة المجلس الوطني» لضم كافة أطياف المعارضة اليه على ان ترفع تقريرا بنتائج عملها خلال ثلاثة أسابيع. وتلا عضو المجلس الوطني جورج صبرا وثيقة العهد والميثاق التي اتفق عليها المؤتمرون وتضمنت «تأكيد الدستور الجديد لسوريا على عدم التمييز بين عرب واشور وكرد وتركمان او غيرهم واحترام الحقوق المتساوية للجميع ضمن وحدة سوريا ارضا وشعبا» كما دعا الى «تنظيم انتخابات نزيهة ونظام متعدد الاحزاب وعدم قيام اي نوع من العقبات أمام الراغبين بالمشاركة في الحياة السياسية». وأكدت الوثيقة على ان «المجلس النيابي سيعكس إرادة الشعب ويعطي الشرعية للحكومة المنبثقة عنه». وفور انتهاء صبرا تلاوة الوثيقة، انسحب الوفد الكردي من قاعة المؤتمر. كما تلا عبد الرزاق عيد عضو المجلس الوطني بيانا اعلن فيه عن تشكيل لجنة تحضيرية تكلف اعادة هيكلة المجلس الوطني على ان تنهي اعمالها خلال ثلاثة اسابيع بهدف توسيع قاعدة تمثيل المجلس على كافة اطياف المعارضة. واكد عيد ان سوريا الجديدة «ستكون دولة مدنية ديموقراطية تعددية مستقلة حرة تحدد مستقلها حسب ارادة الشعب السوري وحده».