يلتبس على الكثير هنا أحيانا قول الحقيقة والصراحة أو اللجوء إلى المجاملة في مسألة ما، لكي لا يجرح أحدهم برأيه ويؤذيه فيحتار ما بين الاثنين، فالصراحة هي التي تؤدي إلى الراحة واكتساب حب الآخرين والمجاملة والنفاق أسلوب يثقل الضمير ويتعبه وهناك أشخاص لا يميلون لهذا الأسلوب ولا ذاك فيستخدمون أسلوبا آخر لإبداء رأيهم، وهي الوقاحة التي تغضب المصارح كالنقد اللاذع الذي يؤدي شعورهم ويحسهم بالنقص خصوصا إذا ما اقترنت الوقاحة بالأسلوب الجاف غير المهذب فيبتعد كل البعد عن قول الصراحة بطريقة لائقة وإنسانية. فالصراحة هي إبداؤك رأيك بكل صراحة مع مراعاة شعور طالب الرأي منك وعدم تجريحه والتركيز على الإيجابيات في المسألة، أما الوقاحة فهي إبداؤك رأيك بكل صراحة مع عدم مراعاة شعور طالب الرأي منك وتجريحه والتركيز على السلبيات أكثر من الإيجابيات فيقصد منها هنا التجريح وليس التصحيح، وقد يرى البعض أن الوقاحة والصراحة متشابهان من حيث قول الصدق ولكن الاختلاف في طريقة العرض وطرح الفكرة وللأسف أصبح مجتمعنا يتقبل الكلمة الصريحة بمفهوم الوقاحة، حتى لو كان القصد منها إيجابيا فيعتبرها نوعا من التدخل في شؤون الآخرين، أو أنها سذاجة وخارجة عن اللباقة الاجتماعية، والصراحة فن يحتاج لحكمة وذكاء وتوقيت مناسب وتكون بلباقة وابتسامة وتكون بينك وبين الشخص المصارح فقط، وأذكر محاسنه قبل النقد حتى يتقبل النصيحة، فالصراحة سمة مميزة للعلاقات الإنسانية الناجحة ومصارحة أصدقائنا والمقربين بعيونهم أمر مطلوب وواجب وجيب على المتصارح أن يكون متفهما للصراحة؛ لأن الهدف منها التصحيح وليس التجريح ومن الممكن أن نجعل الصراحة أمرا جميلا عندما ألبسها ثوب الذوق والإحساس فالدين المعاملة. عبدالواحد الرابغي