عندما جاء الأمير فيصل بن تركي إلى نادي النصر كانت آمال كبيرة معقودة عليه من أجل إكمال مسيرة البناء التي بدأها الأمير فيصل بن عبدالرحمن والأمير الوليد بن بدر لإعادة النصر إلى سابق عهده البطولي وحظي بتأييد القاصي قبل الداني وعند استلامه زمام الرئاسة وعد برصد مبلغ يفوق المائتي مليون ريال لتدعيم الفريق بلاعبين أجانب على مستوى عال ومحليين من فئة النجوم . ولكن ما حدث عكس ما كانت تتوقعه جماهير النصر من رئيسها الجديد حيث بدأ مسلسل القروض من أول صفقة التي أبرمها مع محمد السهلاوي الذي لم تنتهِ بعد قضية حقوقه المالية حيث مازال ينتظر الخمسة ملايين لكي يتم التوقيع على عقده مع النادي لمدة أربعة مواسم تبدأ من هذا الموسم وانتهاء بصفقة عبدالرحمن القحطاني الذي اقترض بسببها مبلغ سبعة ملايين ونصف من عمران العمران ليكمل قيمة الصفقة طبعا بدون مستحقات اللاعب التي عجز الأمير فيصل بن تركي توفيرها لعدم وجود المقرض بعد زعل عمران العمران وابتعاد سامي الطويل . طريقة جديدة مما حدا بالأمير فيصل بن تركي تقديم عرض جديد بطريقته في ملاعبنا السعودية حيث تم الاتفاق مع عبدالرحمن القحطاني برفع راتبه الشهري إلى 150 ألف ريال كنوع من التقسيط لمستحقاته وبنهاية الموسم يكمل له باقي المبلغ ، بينما رفض محمد السهلاوي هذه الفكرة وأصرّ على استلام مستحقاته كاملةً مما حدا برئيس النصر للجوء إلى الاقتراض مرة أخرى من عضو شرف نصراوي مبلغ عشرة ملايين ريال ولكن هذا العضو تبرع بها للنادي ولم يحتسبها على أنها قرض وتم تحرير الشيك للسهلاوي بعد معاناة كبيرة . سؤال مهم وهنا يطل سؤال برأسه حول مستقبل النصر بعد كل هذه العثرات المالية التي من شأنها وقف مسيرة النادي بعد عدة جولات من عمر الدوري كون هناك التزامات كبيرة يجب الوفاء بها وال 200 مليون التي وعد بها الأمير فيصل بن تركي ذهبت أدراج الرياح ولم يعد لها حيز من الوجود إلا بمخيلة من صدق هذه الوعود ، لقد خسر النصر عمران العمران بسبب الاختلاف ماليا ، وسامي الطويل لذات السبب ، وأجزم أن هناك الكثير من أعضاء الشرف الداعمين سوف يخسرهم النادي بنفس السبب والمشكلة في الفترة القادمة ، وبالتالي سوف تنضب عيون النصر الداعمة ويرجع أدراجه إلى نقطة الصفر .وبالطبع هذا سوف يقلل من حظوظ الفريق في الوصول إلى منصات التتويج وعناق الذهب ، إذا لم يكن هناك التفاف شرفي كبير ودعم معنوي ومالي كافي لمواصلة المسيرة نحو البطولات ، ولكن يبدو أن المعاناة سوف تستمر وانتظار الجماهير النصراوية سوف يطول ويطول إذا استمر الحال على ما هو عليه بابتعاد أعضاء شرف النادي وتساقطهم كأوراق شجر الخريف ، ويكون النادي وجماهيره هما الضحية . مدرب مقلب وواصل رئيس النصر مسلسل إخفاقاته بالتعاقد مع المدرب الإيطالي والتر زينغا الذي ليس له أي سجل تدريبي مقنع يشفع له بقيادة فريق كالنصر وكل الذي عمله إنه طُرد من كل الأندية التي قادها تدريبيا ، وللأسف إنه لم يسمع نداءات وتحذيرات منسوبي إدارة العين الذي درّبه زينغا وأخفق معه وكاد أن يهبط معه إلى مصاف أندية الدرجة الثانية ، ولكن للأسف إدارة النصر تجاهلت كل تلك التحذيرات وأتمّت التعاقد مع المدرب الذي أثبت بالدليل القاطع أنه مدرب لا يحمل من مهنة التدريب سوى اسمه والنتيجة صراع ومهمهات في المدرجات من الجماهير المغلوب على أمرها . لاعبين ( شختك بختك ) وما قيل عن والتر زينغا ينطبق على اللاعبين الأجانب( الرومانيان رزافان وبيتري والاسترالي ماكين ) فهم لا يقلّون سوءً عن مدربهم الذي جاهد بكل نفوذه من أجل التعاقد معهم وبالطبع لا ننسى السمسرة التي سينالها من هذه التعاقدات دون علم إدارة النادي وهذا ديدن كل المدربين الذين يعملون في كرة الخليج ، وما يدعو للدهشة أن كل هذه التعاقدات جاءت بمشورة غريبة من العدو الأول للنصر كوزمين مدرب الهلال المطرود ، ولا أعرف كيف استطاع الأمير فيصل بن تركي الوثوق به وإتمام التعاقد معهم . نهاية مؤلمة في خضم كل هذه التناقضات الكبيرة التي وقع بها الرمز الجديد للنصر حتما ستكون النهاية مؤلمة لجماهير وضعت كل ثقتها به وتأملت أنها ستعيش معه حقبة جديدة من البطولات والأيام السعيدة ، ولكن هذا يبدو بعيدا عن متناول أيدي تلك الجماهير وسوف تستمر بالانتظار إلى أن يأتي من يقود السفينة النصراوية إلى ساحل البطولات من جديد بعيدا عن التخبطات والعشوائية .