على إثر الأزمة التي منيت مصر بها في الجولة الأولى من انتخاب رئيس الجمهورية المتمثلة في فوز محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين بالمركز الأول، وأحمد شفيق مرشح النظام القديم بالمركز الثاني.. على إثر ذلك احتدمت المنافسة بين الفائزين.. وماتزال استعدادا للجولة الثانية في محاولات مستميتة ليحصل كل منهما على أكبر عدد من الناخبين. هذه الأزمة تتمثل في عدم رضا الثوار عن نتيجة الانتخابات التي أسفرت عن إخفاق مرشحي الثورة في مواجهة فلول النظام القديم من جهة، وإخفاقهم في مواجهة الإخوان المسلمين من جهة أخرى. لهذا الإخفاق من جانب، والفوز من جانب آخر أسباب جوهرية أجملها من خلال مطالعاتي في هذا السياق: • يأس الثوار من استتباب البلاد، وتعثر اقتصادها وتعطيل منافعها دفع الكثيرين للتصويت لصالح شفيق أملا في الاستقرار. • الإنفاق المالي الهائل لحملة شفيق.. فضلا عن دفع أنصاره رشاوى انتخابية (100 500) جنيه في عدد من القرى والأحياء بمحافظة بورسعيد. • منح وزارة الداخلية (شفيق) (900) ألف صوت بطريق غير مشروع. • العثور على بعض الأوراق الخاصة بالمرشح الصباحي ملقاة خارج صناديق الاقتراع في لجان بمحافظة (قنا) وكذلك قيام أشخاص بالتصويت لمتوفين مدرجين أصلا في قاعدة البيانات لصالح مرشح آخر. • تخوف أنصار النظام السابق، وكذلك الأقباط وبعض الليبراليين من فوز الإسلاميين دفعهم إلى التصويت لصالح شفيق. • اختراق جماعة الإخوان المسلمين قواعد اللعبة الانتخابية بتقديم رشاوى مالية للناخبين في بعض اللجان الفرعية. • تأمين الإخوان «مكروباصات» تجوب شوارع بعض المحافظات لالتقاط المواطنين من الشوارع وتوصيلهم إلى اللجان الانتخابية.. وبعد.. ما هي «السناريوهات» التي يمكن أن تحدث نتيجة انتخابات الجولة الثانية؟ 1 سيحتدم الجدال، ويتصاعد الاختلاف، ويشتد الصراع بين القوى الثورية والجبهة الإسلامية وأنصار النظام السابق والليبراليين. 2 إما أن يفوز شفيق عبر أصوات جديدة لصالحه، أو عبر أصوات مرشحين آخرين من مؤيدي كل من الصباحي ومرسي. 3 أو أن يفوز مرسي عبر تصويت مرشحي الثورة.. خشية فوز شفيق، وبالتالي تجنبا لفوز نظام مبارك، أو عبر كسبه أصوات أبو الفتوح والعوا. 4 في حالة فوز شفيق تترسخ مخاوف الارتداد عن الثورة والعودة إلى حكم العسكر. 5 في حالة فوز مرسي تتكرس مخاوف انفراد الإخوان بالسلطة.. إلى جانب سلطتهم البرلمانية. 6 إذا لم يحصل أي من المرشحين (شفيق أو مرسي) على الأغلبية المطلقة (50+1) التي يصبح بموجبها رئيسا للجمهورية. حينئذ يمكن للحاصل على المركز الثالث (الصباحي) المشاركة في انتخابات جولة الإعادة فيجري الاقتراع بين (3) مرشحين بدلا من مرشحين اثنين. ما أصعب الخيار في الأيام القادمة بين كل من المرشحين والناخبين الذين فقدوا الثقة في بعضهم بعضا، وتفرقت صفوف الثوار وتوزعت بين (13) مرشحا.. كلي أمل أن يتغلب المصريون على فرقتهم، ويتوصلوا إلى ما يوحد صفوفهم في الجولة الثانية.