تفتقد محافظة الخرمة إلى المطاعم النموذجية، رغم العدد الكبير للسكان، في حين أصبحت أكلات المطاعم سمة بارزة في مجتمعاتنا، خاصة مجتمع الخرمة، ومن أهم أسبابها قدوم ضيف في وقت لا يتسنى للمضيف أن يعد وجبة الضيافة له علاوة على أن التنوع في العادات الغذائية أمر تدعو إليه الحاجة أحيانا، وذلك باللجوء إلى المطاعم كنوع من التغيير في العادات الغذائية. الخرمة تعاني جملة مشاكل خدمية ورقابية تتعلق بصحة وسلامة المستهلك، خاصة مع الإهمال الواضح من قبل البلدية وعدم قيام المجلس البلدي بتفعيل الدور الرقابي، «عكاظ» قامت بجولة على بعض مطاعم المحافظة. بداية، أكد خالد سعد حريبي عدم توقعه أن يصل الأمر إلى هذا الكم من المطاعم و«البوفيهات» التي تدار بواسطة عمالة تعد الطعام في ظروف لا تتوفر بها الاشتراطات الصحية، إضافة لتدني مستوى نظافة المطاعم والمواقع المخصصة لإعداد الطعام، فهناك عمالة تقوم على إعداد الأطعمة، بعضهم رعاة أغنام، ولكن وجدوا العمل في المطاعم مربحا وآمنا لعدم زيارة مراقبي البلدية لهم والاطلاع على ما يقدمونه للمستهلك من أطعمة دون اكتراث واهتمام بما قد يحدث من تلوث قد يؤدي للكثير من الأضرار الصحية. دجاج واهتمام اشتكى مطلق جايز السبيعي من محلات بيع الدجاج، التي تزود المطاعم بما تحتاجه من الدجاج، مشيرا إلى أن بعضه مصاب بالعديد من الأمراض، مؤكدا انتهاء صلاحية الدجاج المجمد في بعض المحلات، متسائلا عن المسؤول عن ذلك وهل صحة وسلامة المستهلكين لا تستحق الاهتمام من مراقبي البلدية؟. بيع «البايت» وأكد عبيد نقاء السبيعي أن مطاعم المحافظة تفتقد إلى الرقابة من الجهة المسؤولة عنها وهي البلدية، موضحا أن دور البلدية والمجلس البلدي غائب تماما، وصحة مواطني المحافظة مرهونة بتفعيل الدور الرقابي الصارم، حيث تم إغلاق مطعم خلال الأيام الماضية نتيجة بيعه للدجاج البايت، مما يؤكد على حرص العمالة على المكاسب المادية ضاربين بالصحة العامة عرض الحائط. في حين طالب دعال محمد السبيعي بتشديد العقوبات الصارمة والإجراءات الكفيلة بالحد من عدم الاهتمام بالنظافة العامة، مشيرا إلى أن غالبية المطاعم بالخرمة تفتقد إلى أدوات النظافة كلبس القفازات الصحية وغطاء الرأس. وبين المسافر علي الشهراني بعد شرائه من أحد المطاعم الموجودة على طرق المحافظة الخارجية، أن الأسعار مرتفعة، وقال: «إن النظافة معدومة كون الرقابة غائبة عن هذه المطاعم، التي وجدتها فرصة سانحة للتلاعب بالأسعار». من جهته، أوضح الدكتور طارق محمود ياسين أخصائي عيادة الباطنة بمستشفى الخرمة أن غالبية حالات التسمم الغذائي التي تأتي إلى المستشفى يكتشف أن المتسبب الوحيد بها هو الأكل من المطاعم نتيجة وجود ناقل ميكروبي في عينات التحاليل الخاصة بتلك الحالات. على مدار الساعة ومن جانبه، أكد مصدر في بلدية الخرمة أن الجولات الرقابية للمراقبين الصحيين مبرمجة آليا، مرجعا أسباب تردي الأوضاع في مطاعم وبوفيهات المحافظة ومحطات الطرقات السريعة إلى قلة المراقبين الصحيين، وقال: «إن البلدية تقوم بجولات يومية وعلى مدار الساعة للتحقق من صلاحية الأغذية ومطابقتها للاشتراطات الصحية وسلامة العمالة التي تعمل على إعداد الأطعمة، وفي حال رصد أية ملاحظات أو مخالفات يتم إصدار العقوبات اللازمة». في حين أشار سعد علي الشريف رئيس المجلس البلدي بمحافظة الخرمة إلى أن المجلس قام بتوجيه البلدية ومراقبيها من أجل القيام بجولات مكثفة على مختلف المواقع وتطبيق العقوبات بحق من يخالف أو يتساهل فيما يخص المستهلك.