أوكار صغيرة وسط الأزقة لا أحد يعرف ما يدور فيها من خبايا ولكنها بقيت في مكانها منذ سيول الأربعاء الشهيرة في العامين الفائتين .. إنها السيارات التي جرفتها السيول ولا أحد يعرف شيئا عن أصحابها وجولة سريعة في أحياء بني مالك وقويزة والجامعة وبعض مناطق الجنوب تكشف مقدار الخطورة التي تخبئها تلك المركبات المجهولة. فأين أصحابها؟ بل السؤال أين الجهة المختصة المكلفة بتطويق مخاطرها وتداعياتها، فالمركبة المهملة قابلة للاشتعال بفعل فاعل كما أنها قابلة للتحول إلى وكر صغير ومخبأ للممنوعات .. إذ حدث أن عثرت الجهات الأمنية على شحنة قات في إحداها وتوصلت إلى صاحبها المهمل. الفاجعة انتهت ولكن رغم مرور عامين على الفاجعة وتكليف لجان من عدة جهات بمتابعة أوضاع السيارات الخربة والتالفة إلا أنها لاتزال شاهدة بهياكلها وزجاجها المكسور على تلك الذكرى الأليمة. يقول ماهر المطيري من سكان حي بني مالك، تحولت ساحة المواقف في الحي بشكل تدريجي إلى منطقة للتخلص من السيارات التالفة التي لفظتها سيول جدة. واستغلت مكاتب تأجير الحالة وألقت بمخلفاتها من المركبات في الحي وهو الأمر الذي بات يشكل خطرا داهما على سلامة الأهالي .. فالحي الكثيف بسيارات الليموزين والأجرة والناقلات لم يكن بحاجة أصلا إلى مزيد من المركبات التالفة. ويضيف المطيري: عند عودتي من العمل أجد صعوبة في العثور على موقف قريب من منزلي، فضلا على الاحراج الذي يواجهنا في الأوقات التي يزورنا فيها بعض الأقارب، مايدفعنا إلى إيقاف سياراتنا على بعد مئات الأمتار كما أن الأهالي حاولوا مرارا تسجيل بلاغات لدى الجهات المعنية في الأمانة أو الشرطة لإيجاد حل مناسب لمشكلة المركبات الخربة إلا أن المعاناة لازالت قائمة حتى الساعة. إحراج مع الضيوف في ذات السياق يقول محمد الذيابي، من سكان حي الجامعة، باتت مشاهد السيارات التالفة في الحي أمرا مألوفا إثر تحول الساحات وبعض شوارع الحي إلى مرمى لبقايا السكراب والتالفة ما أدى إلى تشويه المنظر العام للحي ومضايقة السكان وجعل إمكانية العثور على مكان خال لايقاف سياراتهم مثل البحث عن إبرة في كومة حطب وحشائش. ويضيف: الغريب في الأمر أن العديد من المركبات التابعة للأمانة والدوريات الأمنية تمر بجانب تلك السيارات التالفة يوميا، ولم تحرك ساكنا ولم يشعر السكان أن جهات الاختصاص تشغل بالها بالأمر أو تسعى إلى رفعها وإزالتها. كما أن إمكانية استغلال ضعاف النفوس للوحات تلك السيارات أمر وارد في ظل عدم الاهتمام التي تبديه بعض الجهات مع الحالة. وفي الشأن نفسه يؤكد محمد آل قرعوش من سكان النزلة الجنوبية، أن السيارات الخربة تحولت إلى معضلة تشترك فيها إلى حد كبير معظم الأحياء الشعبية خصوصا تلك التي سجلت فيها السيول أثارا بالغة وأضرارا في الممتلكات بالإضافة إلى الأحياء المجاورة للورش في المواقع الصناعية في أحياء النزهة والجامعة وكيلو 10، ويقول آل قرعوش إن المركبات التالفة رغم المحاذير والأخطار التي قد تنتج عنها إذا ما تم استغلالها لأهداف سيئة بقيت طيلة الفترة الماضية في مواقعها نظرا لاستلام ملاكها مبالغ التعويضات واستغنائهم عنها. ولم يطرأ عليها أي جديد يمكن أن يؤدي إلى معالجة وضعها عدا ملصقات التشاليح التي أبدى أصحابها رغبة في شرائها للاستفادة من قطعها السليمة. ويضيف آل قرعوش قائلا: كان الأولى أن يتم تكليف أصحابها بإنهاء الإجراءات الخاصة بإلغاء اللوحات الرقمية قبل تسليمهم التعويضات كإجراء احترازي من ناحية أمنية ونقلها إلى التشاليح أو تأمينها في حال الرغبة في الاحتفاظ بها في مكان آمن يقي السكان المضايقة. الهيكل واللوحة رئيس طائفة التشليح والحديد والسكراب في جدة عبدالله حامد السفري قال: إن الأنظمة تنص على عدم استقبال أية مركبة إلا بعد إنهاء الإجراءات اللازمة بإلغاء لوحاتها من قبل إدارة المرور وتوثيق إجراءات البيع والشراء. مشيرا إلى أن مندوبي الطائفة يتابعون أوضاع التشاليح على مدار الساعة ولايتم كبس أي سيارة إلا بعد التأكد من عدم وجود تعميم أو مطالب من جهة حكومية. وتتم عملية الكبس بحضور رئيس الطائفة والمشرف على الكبس وتحت مسؤوليتهم مع التشديد عند شراء السيارات التأكد من إسقاط لوحاتها بواسطة الجهات الرسمية مع أهمية إحضار بيانات السيارات موضحا بها رقم اللوحة والهيكل ونوعها ومصدقة من مكتب رئيس طائفة التشاليح. السحب بشروط ويعلق المتحدث الأمني في شرطة جدة العميد مسفر الجعيد أنه لم تسجل أي بلاغات أمنية بشأن تلك السيارات التالفة والشرطة تتأكد منها حال وصول أي بلاغ جنائي أو مروري، فإن لم يسجل عليها بلاغ يتم وضع إنذار عليها من قبل اللجنة المعنية لمدة 15 يوما فإن لم يبادر مالكها إلى سحبها تتولى المهمة الشركة المتعهدة وسحبها إلى أحد الأحواش بإشراف مندوب الأمانة وتسلم لوحاتها إلى إدارة المرور.