مقال الرأي هو أحد فنون الصحافة.. لذلك فإن الدور الذي يقوم به الأساتذة كتاب الأعمدة الصحافية كبير، ومؤثر في تغيير واقع كثير من السلبيات سواء في مؤسسات حكومية أو خاصة أو نحو ذلك من تقديم خدمة بعينها، والتطرق من خلال أعمدتهم الصحافية إلى كل ما من شأنه أن يلامس جوانب تهم القارئ، ولكن ومن خلال ما يلمسه القراء هناك تحول ملحوظ في كتابات بعض وليس كل الكتاب.. فكثرت علامات التنصيص وأقواس النصوص.. فبدأ القارئ والمتابع لذلك البعض يكل وهو يقرأ: جاءتني رسالة من قارئ ... أو رسالة بعث بها قارئ يقول فيها ... ثم يبدأ بفتح القوس ليسرد للقراء رسالة ذلك القارئ كما هي وينتهي المقال بإغلاق القوس وعلامات تعجب الكاتب وهي في الغالب حالات اجتماعية تدور حول مشكلة فردية لا يمكن تعميمها.. ولا تعني إلا صاحب الرسالة.. ومقال كذلك يترك انطباعا لدى القارئ أنه يقرأ معروضا مقدما لجهة حكومية.. والبعض يكيل الكثير من المديح والإطراء لأشخاص ولجهات لا تغني ولا تسمن من جوع.. القارئ اليوم أضحى أكثر نضجا ووعيا، ويعلم يقينا أن تلك المساحات أتيحت لأولئك البعض من الكتاب لتمكينهم من أداء رسالتهم في المجتمع.. والأسمى من ذلك كله وضع اليد على مواطن الخلل لقصور في الخدمات المقدمة للمواطن والمجتمع عامة.. كما أن المتلقي قادر على تفكيك مفردات المقال ليستخلص منها المفيد.. فهو يعلم أن مثل تلك المقالات المحشوة بكيل المديح وسرد القصص واليوميات والمجاملات دون احترام لذائقته كمتلق لا تضيف له كمتابع أي شيء. ياسر أحمد اليوبي (مستورة)