أكد المعارض السوري البارز هيثم المالح أنه سيعمل بشكل دؤوب على تأمين السلاح للجيش السوري الحر من أجل الدفاع عن الشعب السوري وإسقاط نظام الأسد للخلاص من حقبة الاستبداد، مشيرا إلى أن سورية تعيش حالة حرب وعلى العالم مساندة الشعب الذي يرزح تحت جرائم النظام. وقال المالح، الذي زار مقر صحيفة «عكاظ» إن روسيا لم تعد تدعم نظام بشار الأسد، بقدر ما تبحث عن البديل الذي يخلف مكانه، موضحا أن مسؤولين روسيين أسروا لرئيس المجلس الوطني السابق برهان غليون، أنهم لم يعد يراهنون على الأسد. واعتبر أن نظام الأسد يعيش أيامه الأخيرة، وأنه ينهار ببطء، خصوصا بعد مقتل نائب رئيس الأركان العامة في الجيش وصهر بشار الأسد آصف شوكت، وهشام اختيار في عملية نوعية للجيش الحر .. فإلى نص الحوار: • مضت سنة وشهران على الثورة السورية، ولا يبدو في الأفق سقوط لنظام الأسد، على ماذا تعولون الآن؟ • استمرار الأسد في السلطة لا يعني أنه قوي، إنه في حالة انهيار وتمزق داخلي، هذا النظام محكوم عليه بالسقوط لا محال، وهذا ما أراه أمام عيني، ونحن في المعارضة نعول على ثلاث نقاط رئيسة: أولا: انهيار الاقتصاد، فالعملة السورية خسرت 50 في المئة من قوتها، وعلى المدى البعيد ستخسر المزيد، أما المساعدات الإيرانية فلن تدوم، هذا فضلا عن مشاكل إيران الداخلية. ثانيا: تزايد عدد الانشقاقات في الجيش، وفي كل يوم تنزف مؤسسة الأسد العسكرية بالانشقاقات، فالتركيبة الطائفية للجيش ليس في صالح الأسد، إذ إن عدد العلويين في الجيش لا يتجاوز 70 ألف في وسط لا يقل عن 400 ألف عسكري من الطوائف الأخرى وغاليبتها السنة. وكذلك الانشقاق في مؤسسة الحكم. ثالثا: استمرار الزخم الشعبي بالتظاهرات، مع وجود الجيش السوري الحر في كل الميادين، هذا العمل يقلص سلطة النظام على الأرض. وأنا أقول لك إن الشعب السوري لن يتراجع، مهما كلف الثمن، فالسوريون يعرفون أن نظام الأسد بدأ ينهار ببطء، لكنهم يخفون هذا التمزق والانهيار عبر التكتم، كما هي عادة النظام. • هل ما زلت تعتقد أن الجيش السوري الحر قادر على إسقاط الأسد عسكريا، وماذا يحتاج لتحقيق ذلك؟ • للجيش الحر إمكانية معنوية عالية وقدرة على تطويع مليون مقاتل وهذا العدد من المقاتلين يقلب الموازين العسكرية على الأرض، أما بالنسبة إلى احتياجاته فنحن لا نتطلع إلى أكثر من أسلحة متوسطة، والعملية ليست بحاجة إلى حظر جوي، لكن في النهاية الحظر يسرع من عملية إسقاط النظام. وهنا دعني أقول لك، إن الجيش الحر قادر على كسب المعركة ودحر كتائب الأسد، لولا الخوف من تدخل الطيران والقصف والخوف على حياة المدنيين، والدليل على ذلك «أن جيش النظام قصف حي بابا عمرو لمدة شهر حتى يدخل ومع ذلك ما زالت كتيبة الفاروق في حمص وفي أكثر من مكان، النظام لم يعد متماسكا كما يبدو ويعيش أيامه الأخيرة. • ما علاقتك بالجيش السوري الحر؟ • علاقة عملية واضحة تقوم على التمويل والدعم بالسلاح، بكافة الطرق، ونحن نشتري السلاح حقيقة ونقدمه للجيش الحر، وهذا أمر لا نخجل منه ونعلنه في كل مكان وهو الطريق الوحيد للخلاص من هذه الزمرة. وأنا على اتصال دائم مع كبار الضباط في الجيش السوري الحر. ولدي اتصالات مع بعض الناشطين في الداخل السوري المؤثرين على مسار الثورة. وقريبا سأكون في سورية على أرض الميدان. • هل بدأتم بشراء السلاح؟ • نعم اشترينا السلاح وإذا توفر الدعم المالي سنشتري السلاح ونرسله إلى الجيش الحر، فنحن لا يمكن أن نبقى رهينة كتائب الأسد ونتفرج على جرائمها، أو نقتل بمبادرة عنان الميتة أصلا. • ماذا عن الانتقادات للمعارضة السورية وخصوصا المجلس الوطني، بعد أن بات بلا رأس إثر استقالة برهان غليون؟ • أنت وضعت أصبعك على جرح السوريين، للأسف المجلس الوطني، غير قادر على تقديم شيء للسوريين، لذلك جاء انسحابي منه، خصوصا أنهم مجموعة لا تتمتع بالخبرة الكافية للعمل. فأنا عرضت عليهم برنامج عمل متكاملا من حيث الهيكلية والمكاتب التنفيذية وآلية عملها، والجهاز الإعلامي، وكل متطلبات الدولة البديلة لكنهم لم يستجيبوا لهذه الخطة. والمشكلة أنهم لا يعملون كدولة وإنما كمجلس، علما أنهم في الحقيقة هم الدولة البديلة للأسد، والشعب السوري أيدهم في جمعة المجلس الوطني يمثلني. ورغم اختلافي في بعض النقاط مع برهان غليون رئيس المجلس سابقا، إلا أنني وقفت إلى جانبه في مؤتمر تونس وقلت له بالحرف الواحد «أنا معك»، ولا تركن للانتقادات والحملات المضادة بحقك.. كل هذا من أجل المصلحة العامة ومن أجل الثورة. • كيف تقرأ خارطة المواقف الدولية حيال الأزمة السورية؟ • حقيقة، الموقف الدولي موقف مخزٍ، وعار على العالم المتحضر الغربي أن يصمت أمام هول المجازر اليومية بحق الشعب السوري، فلا يمكن تصور أنه في القرن الواحد والعشرين ترتكب هذه الجرائم البشعة، أمام أعين العالم دون حساب أو عقاب، بحجة عدم إجماع مجلس الأمن. أما الموقف العربي، فالجامعة بذلت كل ما في وسعها، لكنها في النهاية غير قادرة على فعل شيء، لكن الشعب السوري يثمن مواقف المملكة، التي كانت من أكثر الدول تعاطفا مع الشعب السوري، وقدمت مساعدات للاجئين في لبنان والأردن، فضلا عن مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التي كانت منصفة وأخلاقية، نابعة من حرص القيادة السعودية على مصالح الشعب السوري. • هل حصلتم على مساعدات عربية؟ • على حسب معلوماتي، فإن قطر تعهدت بمبلغ مائة مليون دولار للمجلس الوطني السوري، لكن من خلال اتصالي بمسؤول في اللجنة المالية، أكد لي أن المجلس لم يتلق أكثر من 10 ملايين دولار. • تطالبون بمزيد من العزلة للنظام، هل هناك أكثر من خطوات أخرى؟ • نعم هناك المزيد من الخطوات على المجتمع الدولي أن يتبعها لتكريس العزلة، فلا يجب أن يكون في سورية ولا سفير أوروبي وكذلك لا يجب أن يكون في الدول الأوروبية ولا سفير سوري، وكذلك الأمر بالنسبة إلى تطبيق قرارات الأممالمتحدة، خصوصا في ما يتعلق بالسلاح، فحتى هذه اللحظة لم يضغط المجتمع الدولي باتجاه التطبيق الصارم للقرارات، على سبيل المثال منذ يومين أرسلت روسيا شحنة سلاح عبر ميناء طرطوس، ولم تعترضها السفن الأمريكية أو الأوروبية في البحر المتوسط، علما أن هناك قرارا بمنع تصدير السلاح إلى سورية. • حتى هذه اللحظة يبدو أن الروس متمسكون بالأسد، تعتقد أنهم مستمرون في الدفاع عن النظام؟ • الروس ليسوا متمسكين بالأسد، وتحدثت إلى السفير الروسي في القاهرة، وقلت له بالحرف الواحد «أنتم خسرتم العراق وليبيا، وإذا بقيتم على هذا الموقف المعادي للشعب السوري ستخسرون سورية والشرق الأوسط». وفي أحد اللقاءات بين برهان غليون ومسؤول روسي في باريس قال المسؤول «إننا لم نعد نراهن على بشار الأسد، فهو انتهى سياسيا، لكننا نبحث عن البديل». فنظام بوتين نظام يبحث عن نظير له في سورية، لكن هذا الأمر مستحيل أن يتم باعتبار أن الثورة السورية ثورة على الظلم والفساد، والشعب السوري شعب واعٍ أظهر خلال الثورة قدرته على التخطيط. • حزب الله يعلن بصراحة دعمه للنظام السوري ويزعم أنه مع الأسد ممانعون وضد إسرائيل، ماذا تقول؟ • حزب الله لا يختلف عن نظام الأسد في الإجرام، وهناك عناصر تشارك من حزب الله بشكل مباشر في قمع الشعب السوري. أما بالنسبة إلى «كذبة» الممانعة، فالنظام السوري أكبر نظاك متواطئ مع إسرائيل، والنظام في سورية صناعة إسرائيلية بامتياز، فمنذ تسليم حافظ الأسد الجولان للاحتلال الإسرائيلي حين كان وزيرا للدفاع 1967. وأنا أقول لك أن الأسد باع الجولان وقبض الثمن بالوصول إلى الحكم، ناهيك عن المباركة الأمريكية بعد موت حافظ الأسد على رئاسة بشار، هذه باتت عبارات مستهلكة لا تمر على وعي الشعب السوري. • هل لديكم معلومات عن اللبنانيين المختطفين؟ • ما لدي من معلومات تقول إن اللبنانيين المختطفين في سورية، بعضهم ضباط مخابرات من حزب الله، وإلا ماذا تفسر هذه الرحلة الطويلة من إيران إلى تركيا إلى سورية ثم لبنان، ألا توجد هناك طائرات من لبنان إلى إيران، إضافة إلى ذلك، فهم يمرون بأكثر المناطق سخونة وتوترا في سورية في حلب وإدلب، كما أننا لا نثق بحزب الله والإيرانيين وهؤلاء من مجموعة ضد الثورة وبالتالي من حق الثوار على الأراضي التحقق من هوية هؤلاء. • ماذا عن أخبار اغتيال آصف شوكت وهشام أختيار؟ • المعلومات التي أملكها تقول إن ستة جثامين خرجت من مستشفى الشامي من دمشق في الساعة الثامنة صباحا عبر مروحية، ونقلت جثامينهم إلى مكان آخر، ومن المؤكد أن نائب رئيس الأركان العامة في الجيش آصف شوكت ومستشار الرئيس هشام أختيار العضو فيما يسمى إدارة الأزمة كانوا بين القتلى. • هناك سؤال دائما يتردد لمن لا يعرف سورية، من يحكم سورية؟ • (شركة الأسد - مخلوف غير المحدودة)، نعم هذه البلد تحكم من قبل عصابة كبيرة، تعمل على نهب ثروات البلد منذ 30 عاما، فالمال والسلطة تنحصر في يد أشخاص يعدون على أصابع اليد، وهم بيت الأسد ومخلوف، يجب استعادة سورية إلى محيطها العربي وطرد النفوذ الإيراني من المنطقة، الديمقراطية هي حكم الأكثرية، لكن في سورية هناك أقلية أسروية هي من تدير شؤون البلاد حسيما تريد. سوريا بحاجة إلى دعم عربي على كل المستويات. حتى تعود إلى دورها الطبيعي والمطلوب. • يقال إنك تعرضت لمحاولة اغتيال في القاهرة؟ • هذا صحيح، كان ذلك منذ شهور وأحبطت المخابرات المصرية هذه المحاولة ومحاولات أخرى، لكن حسب معلوماتي أن عناصر من حزب الله اللبناني -الذين يدعون المعارضة السورية للحوار مع نظام القاتل بشار الأسد- هم من قبضت عليهم السلطات المصرية. وحتى هذه اللحظة أتعرض لمحاولات اغتيال من قبل أعوان نظام الأسد.