بيروت – الشرق أعضاء هيئة التنسيق جالسون على الكراسي وفي مكاتب ضخمة وأبناء سوريا يُقتلون الشعب أعطى الشرعية للمجلس الوطني والجيش الحر وهو سيسحبها وفّرنا أكثر من 70 % من احتياجات الضباط الأحرار سيرفع الستار قريباً عن حزبٍ سوري معارض بقي يعمل في كواليس الثورة منذ بداية الأحداث السورية. الحزب الوليد سيُعرف باسم «حزب الأحرار في سوريا». هنا مقابلة مع أمين عام الحزب الشيخ إبراهيم الزعبي ابن درعا السورية الذي بقي ملاحقاً من النظام السوري طوال سنوات بسبب انتمائه إلى التيار السلفي. يتحدث خلالها عن حزبه الوليد مروراً بآفاق الحلول المتوفرة وصولاً إلى عسكرة الثورة وتسليحها. * كيف تبلورت فكرة إنشاء الحزب لديكم؟ - كنا حالات فردية. كل واحد منا كان يثور بطريقته على النظام السوري إلى أن جاءت الثورة الحالية. ففي الجمعة الثانية على بدء الثورة، عرفنا أن هذه الثورة لا يمكن أن تستمر سلمياً. لذلك كان لا بد من التجهيز والإعداد للمرحلة العسكرية في وقت مبكر. لم يمر وقت طويل، فمع دخول الثورة شهرها الثاني تشكّلت نواة الحزب ليبدأ العمل. * ماذا تعنون ببدء العمل وما هي طبيعة العمل الذي كنتم تقومون به؟ - بدأنا بإيواء الضباط الأحرار. بعد ذلك صرنا نقدّم التمويل والمساعدة لهم. لقد وفّرنا أكثر من 70 % من احتياجاتهم. كنا نتعامل بشكل سري مع هذه المسألة. بداية الانطلاق كانت في منطقة الحولا. تمكنا من إدخال السلاح إليها. ليس هذا فحسب، في بعض الأحيان قمنا بالمساندة في العمليات العسكرية وكل ذلك موثّق بالصوت والصورة. كما كنّا أيضاً على تواصل مع ضباط في الجيش الحر الموجودين في لبنان، وبالتحديد الذي يعمل منهم مع الداخل. * لماذا انتظرتم كل هذه المدة للإعلان عن الحزب؟ ألا ترون أن ذلك قد يخلق ارتياباً لدى البعض منكم؟ - لم نعلن بداية عن الحزب، خوفاً من ردة فعل النظام. لا سيما أنه في بداياتنا حصل صدام فكري بيننا وبين حاملي راية السلمية. إذ كيف يمكن لوردة بيضاء أن تقف في وجه الرصاصة. خفنا أن تتفاقم الأزمة. وبالتالي بدلاً من أن تكون مشكلتنا مع النظام، كنا سنقع في أزمة مع المعارضة التي تنادي بالسلمية. فقد كان الشيخ العرعور حينها وغيره من رجال الدين، يطالبون بسلمية الثورة. بدأت التنسيقات بالظهور، لكن خفنا أن نظهر لأننا كلنا أصحاب لحى، وذلك حرصاً على أمننا وتفادياً لتوظيف ذلك ضدنا. * لماذا كنتم ضد سلمية الثورة؟ - كيف يعقل أن تستمر الثورة سلمية وهناك المئات يسقطون بالرصاص. ليس هذا فحسب، بل وهناك انشقاقات وسط ضباط الجيش. هناك تناقض في المصطلحات. كذلك كان أعضاء هيئة التنسيق جالسين على الكراسي وفي مكاتب ضخمة، حالهم كحال أعضاء المجلس الوطني فيما أبناء سوريا يُقتلون على الطرقات. نحن كنّا من يجاهد. نحن من كان يُقتل. * ما هي أهداف حزبكم؟ بعد نجاح الثورة السورية إن شاء الله. سيكون هناك مشكلة برزت بعد تسليح المدنيين. فالسلاح الذي يدخل إلى سوريا لإسقاط النظام، قد يُستخدم مستقبلاً مشروع فتنة. لذلك يجب أن يكون هناك آلية مسبقة لتنظيمه. نحن لا نروج لإقامة مجتمع متسلط كنظام الأسد الظالم. لنا طريقة عن منهجية الحكم وعن آلية الحكم. لدينا منطلقات. كما لدينا قراءة واقعية للمجتمع المسلم. المجتمع يريد الإسلام والحاكم يقول لا للإسلام. نحن نريد أن نكون نقطة وصل بين الأكثرية وبين الحكم. وهناك لجنة شرعية تراقب كل أعمالنا وتصرفاتنا وتصريحاتنا كي يكون كل أمر صادر عن حزب الأحرار نابعا من أصل شرعي. * هل برأيكم سيكون لديكم قبول في المجتمع السوري؟ - بداية أسأل ما مدى قبول برهان غليون؟ الجواب أنه لا قبول له.. لا بد من تمثيل حقيقي. هؤلاء الهاتفون «عالقدس رايحين شهداء بالملايين» يهتفون بنفس إسلامي. الشعب أعطى الشرعية للمجلس الوطني وهو الآن يسحبها، بعدما بدأت الانشقاقات في المجلس الوطني. وهو نفسه، أعطى الشرعية للجيش السوري الحر وهو سيسحبها. هناك عبارات ستبدأ تراها مستقبلاً: لا للحزب القائد ولا للمجلس القائد. * على ماذا تقوم فكرة حزبكم؟ - فكرة حزب الأحرار تقوم على أنه ينبغي أن تكون معالم نظام الحكم القادم مستمدة من عقائد غالبية الشعب. ويجب أن تكون محددة من قبل هذه الأكثرية. لأنهم السواد الأعظم وبذلك يكون هناك ضمانة للاستقرار. وإذا أقصي أهل السنة والجماعة عن الحكم، فإننا سنكون في مواجهة أحد احتمالين. الأول قيام نظام ديكتاتوري تديره أقلية عرقية أو دينية أو فكرية. تتسلط على الأكثرية، فتلغي وجودها من الحياة السياسية، وهذه أزمة داخلية مهددة بالانفجار في أي وقت. الاحتمال الثاني قيام أكثرية شعبية مضطهدة، تستخدم القوة بشتى الوسائل والطرق لإزالة الأقلية الحاكمة. هذا الكلام يخص الحزب (الأحرار) إذا نحن قصّرنا. أنت تعلم أن تنظيم القاعدة دخل إلى سوريا، وإذا قصّرنا فإننا نفتح المجال له، وإن قمنا بواجبنا فنكون ضمانة كي لا يكون هو البديل. * ماذا سيقدم حزب الأحرار للمجتمع السوري؟ - نحن نرى أن حزب الأحرار سيكون سبباً للاستقرار. وتمثيل الأكثرية في الحكم سبباً آخر للاستمرار. كما أن التوافقية ما بين الأكثرية والأقلية تُنشئ حاكمية. كيف يمكن أن تتوافقوا؟ أركان التوافق خمسة. الحرية والعدل والكرامة والاعتراف بالآخر ثم استيعاب الرأي والرأي الآخر. * كيف تنظرون إلى إيران؟ - عندما بدأت الأزمة تأخذ بُعداً إقليمياً في سوريا. تبيّن أن النظام الإيراني يدعم سوريا على أساس بروتوكولات ومعاهدات سابقة، لكن ذلك غير واضح. وهذه فهمت من قبل المواطن العادي على أنها شيعي يدعم علوي. وبالتالي فإنها خلقت فتنة وفجوة بين الطوائف في سوريا. وساهم في ذلك، تدخل حسن نصرالله الذي زاد الطين بلة. لذلك إذا لم نتدخل نحن أصحاب اللحى، بغض النظر عن كيفية تسمية النظام لنا، أقاعدة أم إرهابيين أم وهابيين. تدخلنا يحقن الدماء ويمنع الفتنة. لقد أخطأ النظام الإيراني وأخطأ السيد نصرالله بإعطائهم بعدا طائفيا للأزمة من حيث لا يعلمون. * بماذا تعدون الأقليات إذا وصلتم إلى الحكم؟ - سنشترك مع النصارى بالقومية والأكراد بالديانة. * ماذا يؤكد أنكم موجودون على الأرض وفي الميدان؟ - الضباط الأحرار هم أكبر شاهد. كما أن أسماء ورموز الحزب التي سيعلن عنها ستكون المؤكد. القيادات تعلم ذلك، بعد المؤتمر التأسيسي سيكون هناك تظاهرات ترفع اسم حزب الأحرار. ولدينا ثلاث كتائب. كتيبة التوحيد، كتيبة في الحولا، وكتيبة في درعا. هناك مفاوضات لأن يكون هناك كتيبة في ريف دمشق. لدينا عمليات في مختلف المحافظات، سنُعلن عنها في القريب العاجل. آفاق الأزمة المعارضة السورية الداخلية والخارجية تقول بأنه لا بد من حل دبلوماسي. كعنوان عريض. الكل يريد الحوار. إذا كنا سنحاور القتلة، فهناك مشكلة ستقع. والمبادرة الروسية ناقشت هذا البند. وإذا حصل ذلك، فإن بشار سيقدم كم شبيح للمحاكم، والمعارضة ستُحاكم ليعود التصعيد من جديد. في المقابل، يقف الطرف الثاني من المعارضة. يقول إنه لا بد من مواجهة عسكرية. نحن نوعان، نوع يقول إنه لا بد من عمل عسكري، لكن بعد تقديم دعم أجنبي وتدخل أجنبي وفرض حظر جوي. هذا نرد عليه بجوابين. الجواب الأول: الغرب أعلن أكثر من مرة أنه لن يتدخل عسكريا في سوريا. الجواب الثاني: المعارضة التي تطالب بهذا الأمر لم تقدم إلى الآن مقومات التدخل بالأزمة السورية. يقولون لدينا جيش سوري حر، لكن أين وجودهم من المجلس الوطني. لماذا لا يتدخل رياض الأسعد ويشارك في المؤتمرات. بنظرنا التجربة الليبية اعتمدت العمليات العسكرية آلية لإسقاط النظام. وجوابنا نحن يقول إننا مبدئيا كسوريين يجب أن ندافع عن أعراضنا ومكتسباتنا بأنفسنا. لنكرّس مفهوم العمل العسكري باعتباره الخيار الوحيد. انطلاقاً من هذا الأساس تبدأ مناقشة المسألة. الرئيس الفرنسي ساركوزي قال لا تطلبوا منا أن نكون سوريين أكثر من السوريين. بما معناه، يجب أن يقرر الشعب السوري أن يدافع عن نفسه. هناك انشقاقات كبيرة في المجلس الوطني. الكل يدندن حول رفع السلاح في سوريا. منهم من يتكلم بصراحة ومنهم من يتكلم باستحياء. إذا قلنا إننا تبنينا مفهوم الجهاد في سبيل الله لحل الأزمة، شق متعلق بالحرب التي يخوضها النظام ضد المدنيين، وشق ثان هو شق إسقاط النظام. هذه الحرب التي شنت منذ عام، لن ينفع معها الحل الدبلوماسي، لذلك فقد آن الآوان لندافع عن إخواننا، علما بأن حمص فيها من إخواننا النصارى والعلويين. ولا مشكلة لدينا في عملية الإسقاط ولو أخذت سنين طويلة. هذه الفئة الظالمة يجب أن تحاسب. ونحن يجب أن نفرض طريقة الحل السوري، أما إذا أردنا أن نتسول حلاً، فكما ترى. المسألة طويلة، نتكلم عن الإعداد ونشر الفكر الصحيح كي لا تتآكل الثورة. نحن لم نتواصل مع الضباط الموجودين في الخارج، إلا إذا كان وجودهم لدعم الجيش الحر.. هناك ضباط موجودين سياحة وسفر. ونحن نعلم أن هناك ضباط ينشقون ضمن مهام استخباراتية للنظام. ليس لدينا مشكلة في التعامل مع أي أحد. ورغم ذلك، نعلم أن المعارضة في الخارج هي من أهم مصادر استمرار الثورة في الداخل. إبراهيم الزعبي (الشرق)