الحياة هي مجرد عداد ووقت متى ما انتهى الوقت انتهى الإنسان من هذه الحياة ودفن تحت التراب هكذا هي سنة الله في أرضه جل جلاله، قد يتغير العداد بسرعة فائقة ويجري الوقت كسرعة الرياح وتنتهي المهمة وقد يكون العكس تماما. فالإنسان هو من يحدد تلك السرعة ويتماشى مع حياته. فالسرعة عبارة عن أزمات وزلات، من الممكن أن ينهض الإنسان على قدميه ومن الممكن أن يسقط. فهنا هو من يحدد سرعة الوقت وإنهاء حياته. الألم يجعل من حياتنا حياة متغيرة .. فلو كانت الحياة بلا أزمات ولا آلام لكان الموت حقا علينا، ليس المهم أن يكون اليوم هو وتيرة يومية سابقة بل المهم أن يتغير وأن نتعلم من تلك الآلام كيفية التعايش معها، فمن الممكن أن يكون الألم ألما نفسيا أو جسديا. فالألم عبارة عن حكاية طريق وصراع ذهني وجسدي، فالعاقل هو من يستطيع أن يخرج من دائرة الألم بأقل خسائر ممكنة. إن كثرة التفكير بآلام تفقدنا حلاوة الحياة، ومن الممكن أن تجعلها واقعا لو كانت وهما، أو تضخمها حتى لو كانت ضئيلة الحجم. فالوهم بالألم في كثير من الأحيان يؤدي إلى الموت!. لا يهم الطريق الذي تسلكه في رحلة الألم، ولكن الأهم هي الطريقة التي تتعامل بها معه. فهناك من يتجاهل الألم وهناك من ينكره. أن تتجاهله يعني أنك مدرك به لكنك لا تهتم به، وأن تنكره يعني أنك خائف من المواجهة مع هذا الألم. فالناجحون يتحدثون عن آمالهم ونجاحاتهم والفاشلون دائما يتحدثون عن آلامهم وخسائرهم. يقول الطغرائي: أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أصعب العيش لو لا فسحة الأمل فالألم يجعلنا نمضي نحو غد أفضل. إذن لنستفد من الألم ولنجعله طريقا للأمل ولنجاحات أكبر وأمنيات أفضل. فطاب كل مريضٍ من ألمه وجعل منه قصرا مليئا بالآمال!!.