قرأت من قبل لكتاب صحافيين بارزين وغير بارزين يشكون فيها من أن مقالاتهم التي يكتبونها وتحمل بين طياتها أفكارا ومقترحات تستحق الدراسة ولكنها تذهب أدراج الرياح فلا يكون لها أي أثر يذكر، وقد حملت بعض تلك المقالات ملاحظات طريفة كأن يكتب أحد الكتاب عن أمر ما بناء على طلب ملح من أحد القراء أو الأصدقاء، ثم ينشر المقال في الزاوية اليومية أو الأسبوعية للكاتب فلا يتلقى منه مكالمة شكر أو استحسان أو حتى اعتراض أو استهجان فيلتمس للقارئ عذرا وأنه ربما قرأ المقال ولكن مشاغل الحياة حالت دون قيامه بالاتصال بالكاتب من باب التفاعل الإيجابي أو حتى السلبي مع ما كتبه، ولكنه يفاجأ بعد أيام باتصال من القارئ الصديق يعاتبه فيه على أنه تجاهل فكرته التي أهداها إياه فيؤكد الكاتب أن المقال نشر حاملا كل ما قدمه له من رؤى ومقترحات فتبدأ سلسلة من الأسئلة السمجة: متى نشر المقال؟، ألا تتذكر في أي يوم؟.. ألا يمكن أن ترسل لي صورة منه على الفاكس؟!، خذ رقم الفاكس!!، أي أن الكاتب في هذه الحالة يصبح سكرتيرا صغيرا للقارئ الكبير، يتوجب عليه الاستجابة لجميع طلباته والإجابة على أسئلته الباردة وإلا اتهم بأنه متغطرس شايف نفسه، وليس من المستبعد أن يقول القارئ للكاتب بعد أن فاتته قراءة المقال السابق: معليش أكتب مرة ثانية وثالثة وكرر الكتابة، مع أنه لا يوجد ما يضمن اطلاع سعادة القارئ على المقال في نسخته الجديدة!، ولا شك في أن مثل هذا الأمر يصيب الكتاب المحترمين بشيء من الإحباط فإذا كان هذا هو حال القراء مع كتابهم المفضلين ومقالاتهم فكيف يكون مع غيرهم، بل كيف تكون الأحوال مع الجهات ذات الاختصاص إن هي تجاهلت معظم مقالات الكتاب حتى يصبحوا كمن يكلم نفسه أو يصيح في صحراء متباعدة الأطراف لا يسمعه فيها أحد من الأحياء! والحاصل والفاصل أن غالبية حملة الأقلام لو بنوا ما يكتبونه وربطوه بمستوى التجاوب الشعبي أو الرسمي مع أفكارهم وطروحاتهم لأغلق معظمهم فمه وقلمه منذ زمن طويل ولكنهم لا يفعلون ذلك لأسباب عديدة منها حسب زعمهم تمسكهم بأهداب الأمل بناء على نصيحة الشاعر الطغرائي صاحب لامية العجم الذي قال في لاميته: أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة